الوقت- أجرى مراسل موقع الوقت التحليلي الاخباري عددا من اللقاءات الصحفية الخاصة مع سلسلة من علماء اهل السنة والشيعة على هامش مؤتمر محبي أهل البيت وقضية التكفير حيث شمل اللقاء الشیخ عادل الترکي عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان ورئيس جمعية منتدى الوحدة للتعاون الاجتماعي والدكتور محمد حسين تبرائيان المستشار الاعلى لسماحة الشيخ الاراكي في مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية في ايران والسيد محمد الموسوي رئيس رابطة اهل البيت العالمية في لندن وامام جمعة لندن والسيد محمد برزنجي موسوي من كردستان العراق رئيس مؤسسة التباين، وركز اللقاء على كيفية وآلية محاربة الفكر الإرهابي التكفيري.
مراسل موقع الوقت: ما هو تأثير اقامة مثل هذه المؤتمرات في القضاء على الفكر التكفيري الارهابي؟
الشيخ تركي: نحن نعتقد ان هكذا مؤتمرات هي ناجحة ونحن نعول عليها للمشاركة بين المسلمين وخاصة بين السنة والشيعة حيث يذهب البعض من الدول الاستكبارية والمنبطحة للاستسلام للصهيوامريكي حيث تريد هذه الدول من هذا المحور ان يستسلم، لكن بفضل هذه المؤتمرات والوعي عند العلماء المسلمين سنة وشيعة استطاعوا ان يفوتوا الفرصة على اعداء الامة ويفشلوا مشروع داعش في المنطقة حيث هزم شر هزيمة.
السيد الموسوي: محاربة الباطل تحتاج الى اجراءات متنوعة فالاجراءات العسكرية والامنية ضرورية لا شك لكنها ليست كافية مع كل تقديرنا لكل من يجاهد بدمه وماله ونفسه في مقارعة الحركات الهدامة الارهابية لكن الحركات الهدامة لها جذور خبيثة وهي جذور تحريكية خبيثة تزيف الدين وتلصق بالدين ما هو ليس للدين من تكفير الاخرين واستباحة اموالهم واعراضهم ولذلك نقول بان تثقيف المسلمين في مواجهة تحريف هذه المجموعات ضروري جدا فمعركتنا ضد الباطل لا تنتهي عسكريا فقط بل علينا ان نتتبع الجذور الفكرية المنحرفة لكي نصحح الصورة امام عوام المسلمين وخصوصا الشباب المغرر بهم الذين قد يتصورون ان هذه المجموعات الارهابية هي مجموعات جهادية تطالب بإقامة حكم الله، والانتصار على داعش والتكفيريين في سوريا والعراق هو نصر للمسلمين بل للانسانية جميعا، لكن هذا غير كاف لأن هذه الافكار المنحرفة قد تذهب الى بلد اخر وتقوم بعمل مشابه وخصوصا البلدان الفقيرة كافغانستان او طاجكستان او اندونيسيا او بعض الدول الفقيرة فنقول ان مسؤولية اهل العلم هي الثقافة ورجال التربية والاعلام وكل من يتمكن من فضح زيف هذه الافكار مسؤولية كبيرة جدا وهذا المؤتمر يصب في هذا الاتجاه فيجب تنبيه علماء الامة الاسلامية من مختلف المذاهب على ضرورة ان يتحدثوا وان يبينوا للناس هذه الافكار الهدامة.
الشيخ تبرائيان: مثل هذه المؤتمرات ضرورية في الوقت الراهن خاصة وان الامة الاسلامية بحاجة الى التوجيه والتقريب بين أتباع المذاهب الاسلامية وانا ارى أن هذا المؤتمر عقد في وقته المناسب وهذا الوقت بعد ما اندحر تكتل داعش ولله الحمد ولكن على العلماء والنخب والاساتذة ان يواصلوا جهدهم لازالة الفكر الداعشي بين الشباب في الامة الاسلامية.
السيد محمد برزنجي: بالنسبة لهذه المؤتمرات هي مؤتمرات في غاية الاهمية فهي تضم اعضاء من كل الدول على مستوى العالم والأطياف والدول، والتكفيريون هم من قبل الاسلام.
مراسل الوقت: ما هي اهمية هذه المؤتمرات على مستوى التوعية العالمية أي على مستوى العالم للكشف عن الوجه الحقيقي للارهاب التكفيري؟
الشيخ تركي: نحن نتوجه بالشكر الى الجمهورية الاسلامية الايرانية لانها هي كانت السباقة وما زالت هي السباقة لاقامة هكذا مؤتمرات لتعيد للامة عزتها وكرامتها وطبعا مثل هذه المؤتمرات هي التي اثمرت الوحدة بين المسلمين والتخفيف من الاحتقان المذهبي والطائفي بين المسلمين واستطاعت ان تثمر عن علاقة جيدة بفضلها وانتجت الانتصار على هذا المشروع التكفيري الكبير في المنطقة.
السيد الموسوي: في الواقع إخوتنا من أتباع المذاهب الاربعة السنية يواجهون خطرا اكبر من الخطر الذي نواجهه نحن انصار متبعي اهل البيت اولا وقبل كل شيء ان هذه المجموعات الارهابية تسرق من اخوتنا السنة بعض شبابهم فليس من شبابنا نحن الشيعة من يذهب مع داعش او طالبان او اي جماعة ارهابية بينما تجد اعدادا غير قليلة من الشباب من اتباع المذاهب السنية المختلفة وهؤلاء الشباب غرتهم الافكار الارهابية واصبحوا مع داعش وهم يكفرون اهلهم واباءهم وعوائلهم وبالتالي فإن خطر هذه الافكار الارهابية على اخوتنا السنة هو خطر كبير جدا. إننا نعتبر هكذا مؤتمرات هي التي تفضح الفكر التكفيري هذا الفكر الذي يأخذ صورة الاسلام والذي خطف الاسلام المحمدي الاصيل فهكذا مؤتمرات هي التي تدحض الشعارات المزيفة لتلك الدول التي تدعم الجماعات التكفيرية ونقول ان هكذا مؤتمرات هي التي تدعو الى الوحدة الاسلامية وتدعو الى مقاومة الظالم ومقاومة المحتل ويرتبط هذا المحور بمحور المقاومة من العراق الى سوريا الى لبنان الى فلسطين ليكون محور مقاومة وممانعة وليستطيع هذا المحور التصدي للمخططات التكفيرية.
الشيخ تبرائيان: لا شك ان عقد مثل هذه المؤتمرات والكلمات التي تلقى من قلب اللجان لها التأثير البالغ في ترشيد الامة وتوجيه الشباب وكذلك الامة الاسلامية ليصلوا الى المستوى المطلوب لكي يسيروا على النهج الصحيح.
السيد محمد برزنجي: على مستوى العالم هذه المؤتمرات تدعو للتقارب بين الجميع فالتكفيري لا يوجد عنده أي حدود فهو يتلقى الدعم من "اسرائيل" وامريكا وهم فقط يعملون باسم الاسلام.
مراسل الوقت: هل برايك انه يجب استقطاب الطائفة السنية الكريمة لمواجهة الفكر الارهابي وما هو تاثير الفكر الارهابي التكفيري على الطائفة السنية الكريمة؟
الشيخ تركي: الطائفة السنية الكريمة كانت من الاوائل وما زالت من الاوائل التي لها الموقف المشرف العروبي والقومي والمقاوم في منطقتنا وما زالت هذه الطائفة السنية الكريمة التي استطاعت بوعيها وادراكها وفهم هذا المشروع الذي تضررت منه هي اكثر من غيرها وهو مشروع "داعش" الكبير، فنرى أنه في كل بلداننا العربية والاسلامية المتضرر الاكبر هي الطائفة السنية ففي باكستان وافغانستان وسوريا والعراق ولبنان وفي مصر إن المتضرر الاكبر هي الطائفة السنية لما يجري من تفجيرات واعدامات وما هنالك من هذا الفكر التكفيري فنحن نعول على الفكر العلمائي المسلم ليستطيع ان يتجاوز هذه المحنة ونقول ان الدول الداعمة لهذا الفكر التكفيري اصابها احباط وتلقت صفعة قوية وهي الدول الخليجية وعلى راسها السعودية التي تلقت صفعة قوية وكبيرة لانها خسرت مشروع داعش في سوريا والعراق فهزمت شر هزيمة فهذه العصابات التي كانت تمول ماديا وعسكريا من دول خليجية وعلى راسها ايضا امريكا تعطي الضوء الاخضر لهذه العصابات التكفيرية ومع انها كانت ترفع شعار انها ستحارب داعش وقالت انها ستحارب داعش لكن عملا وتطبيقا كان الكلام مغايرا لذلك عندما توحد محور المقاومة في صف واحد استطعنا ان ندحر هذا الفكر الارهابي .
السيد الموسوي: هناك انظمة مرتبطة باعداء الاسلام وهذه الانظمة تنفذ ما تقوله لها سادتها من الدول الكبرى المعادية مثل بعض الدول العربية التي تنفق اموال النفط لكي تمول مجموعات بمختلف العناوين تارة بعنوان اسقاط نظام معين وتارة بمحاولة ايجاد وضع سياسي بشكل اخر اي انها دول معروفة تمول وتنفق مليارات الدولارات لدعم هذه المجموعات الارهابية وهناك تصريح رسمي لرئيس المخابرات الامريكية السابق عندما قال ان المخابرات الامريكية هي التي انشأت طالبان ودعمت طالبان كما قال هو إن ذلك كان بمبلغ مليار دولار امريكي وبالتالي هم لديهم مصلحة في انشاء ودعم المجموعات الارهابية التي تحقق اهداف اعداء المسلمين في انشاء التقاتل والتشاجر والتنازع بين المسلمين لكن اين هو الوعي الذي يجعل المسلمين يحذرون من هذه المجموعات المدعومة من قبل الاسلام.
الشيخ تبرائيان: اخواننا السنة لم يكترثوا على الاطلاق بالافكار التي تنشرها الجماعات التكفيرية وهذا امر واضح ولكن هناك البعض ربما تصوروا بان هؤلاء هم صادقون في رايهم ولكن انسحبوا بعد فترة عندما عرفوا حقيقة الامر وانا ارى ان الامة واعية وأن عقد مثل هذه المؤتمرات ضرورية لصحوة الامة الاسلامية ولوعيهم والحمد الله حصل هذا بجهد الجمهورية الاسلامية منذ البداية فقد كانت ايران تشير الى هذه الافكار الهدامة ونحن نجدهم على الطريق الصحيح.