الوقت- في السنوات التي انقضت منذ ظهور تنظيم داعش الارهابي، كشفت تقارير ووثائق تثبت وجود ارتباط بين التنظيم مع الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل. وفيما يلي بعض من هذه الوثائق.
الوثائق والأدلة الروسية
ان القوات الروسية التي كانت متواجدة في سوريا بناء على دعوة رسمية من حكومة دمشق، أعلنت عدة مرات عن وجود تواصل بين القوات الأمريكية وإرهابيي تنظیم داعش.
وفي وقت سابق، نشرت الأقمار الصناعية الروسية صوراً عن القوات المشتركة للجيش الأمريكي والقوات الكردية الشبه عسكرية التابعة لها، حيث تُظهر هذه الصور سيطرة هذه القوات على مقر تنظيم داعش في شمال مدينة دير الزور السورية، دون ان يقع بينهما أدنى اشتباك. وكانت مصادر عسكرية سورية قد أعلنت في وقت سابق، أن تنظيم داعش والولايات المتحدة يتعاونان معاً للسيطرة على منشآت النفط والغاز في محافظة دير الزور شمال سوريا.
كما نقلت الإذاعة الروسية فيما يخص التطورات الراهنة في الشرق الأوسط: "ان أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الارهابی، كان قد اعتُقل من قبل القوات الأمريكية في عام 2004، وتم سجنه في سجن بوكا، ولكن اُطلق سراحه في عام 2009 في عهد حكومة باراك أوباما.
وكتبت وكالة أنباء نوفوستي أيضا في تقرير تحليلي أن: "القوات العسكرية الأميركية الخاصة تعيش بأمان تام مع إرهابيي داعش وهم منشورين في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم دون حماية خاصة. وقد أصدرت وزارة الدفاع الروسية صورا جوية للمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في شمال مدينة دير الزور في سوريا، حيث تظهر وجود المعدات والتكنولوجيا التابعة للقوات الخاصة الأمريكية في هذه المناطق.
كما ذكرت قناة "روسيا اليوم" في تقرير من منطقة الميادين التي كانت قد حُررت في يوم سابق من التقرير: "تم تحديد العديد من مخازن الأسلحة والمعدات الكبيرة لداعش تحمل علائم أمريكية وإسرائيلية في أحد نواحي الميادين".
اعتراف مسؤولون امريكيون
والى جانب الوثائق الروسية، فمن الممكن العثور على وثائق مختلفة من تصريحات المسؤولين الأميركيين، فضلا عن الوثائق السرية التي نشرتها وسائل الاعلام والتي تتعلق بوجود تنسيق بين تنظيم داعش والقوات الامريكية.
ووفقا للسومرية نيوز، كشف ادوارد سنودن، موظف وكالة الأمن القومي الأمريكي، أن وكالة الأمن وفرت أرضية مناسبة لظهور تنظيم داعش، بالتعاون مع وكالة الأمن البريطانية ومعهد الاستخبارات والمهمات الخاصة "الموساد" الاسرائيلي. ووفقا للوثائق الصادرة عن سنودن، فإن وكالات الاستخبارات من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل عملت على إنشاء جماعة إرهابية يمكنها جمع جميع المتشددين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد. وتشير هذه الوثائق أن عمليات استقطاب المتطرفين من جميع انحاء العالم في مكان واحد تسمى "خلية النحل".
ويمكن العثور في مذكرات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، على وثيقة تُبين دعم الولايات المتحدة لتنظيم داعش. وتقر كلينتون في مذكراتها، "لقد أوجدنا تنظيم داعش لتقسيم الشرق الأوسط". وجاء في جزء آخر من الكتاب: "كان من المفترض أن نلتقي بأصدقائنا الأوروبيين في 5 يوليو / تموز 2013 لغرض الاعتراف رسميا بـ"الدولة الاسلامية". ويمكننا العثور في مذكرات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، على وثيقة داعش التي تبين دعم الولايات المتحدة للتنظيم. وتقول كلينتون ايضا: "لقد سافرتُ إلى 112 دولة للاتفاق مع بعض الحلفاء حول الاعتراف رسميا بالدولة الاسلامية وشرح دور الولايات المتحدة بعد تأسيس هذا التنظيم، ولكن كل شيء انهار فجأة امامنا ".
وقال دانييل ماك آدامز رئيس مؤسسسة راند بول للسلام: "لقد ساهمت الولايات المتحدة في نمو تنظيم داعش لأسباب تكتيكية وليست أيديولوجية ... لقد عززت الولايات المتحدة داعش لأجل زعزعة استقرار سوريا لأن الولايات المتحدة تريد تنحية بشار الاسد من منصبه".
ونقل موقعPars Today التحليلي نقلا عن وزير الخارجية الامريكي السابق، جون كيري، أن الأخير اعترف بأن الهدف الرئيسي لبلاده في سوريا هو تغيير نظام بشار الأسد، ولتحقيق هذه الغاية، فقد وفرت واشنطن الأرضية المناسبة لظهور تنظيم داعش.
تعاون تنظيم داعش مع الولايات المتحدة في العراق
نجح تنظيم داعش في دخول الأراضي العراقية في حزيران / يونيو 2014، حيث استولى على جزء كبير من البلاد في وقت قصير، وقام بعمليات قتل وتدمير بحق الشعب العراقي لما يقرب من ثلاث سنوات. وجاءت هذه التطورات في الوقت الذي كانت الحكومة الأمريكية تسعى فورا لتنفيذ المعاهدة الأمنية المبرمة بينها وبين بغداد، ومساعدة القوات العراقية ومنع تقدم إرهابيي تنظيم داعش، لكن البيت الأبيض لم ينفذ هذه الاتفاقية على الرغم من طلب السلطات في بغداد. ولكن هناك أدلة أخرى تثبت أن واشنطن كانت طرفا في تعاونها مع تنظيم داعش في العراق.
وذكرت كتائب سيد الشهداء العراقية، ان الحشد الشعبي تعرض لضربة مشتركة من قبل القوات الأمريكية وعناصر تنظيم داعش على الحدود العراقية السورية، واعترفت الحكومة العراقية بذلك.
ونقلت السومرية نيوز عن مصادر في شرطة محافظة ديالى: ان القوات العراقية عثرت على أسلحة نصف ثقيلة من نوع بي كي سي، الاسرائيلية الصنع، من بعض عناصر تنظيم داعش الذين تم إلقاء القبض عليهم في العظيم (60 كيلومترا شمال بعقوبة) وحول منطقة المقدادية (35 كم شمال شرق بعقوبة) ومنطقة المفرق (ستة كيلومترات غرب بعقوبة).
كما اشار موقع أفكار نيوز الإخباري، الى تصريحات نائب رئيس الحشد الشعبي حول استخدام عناصر داعش لأسلحة أمريكية متطورة. وتطرق ابو مهدي المهندس الى التغيير الذي طرأ على طريقة الحرب ونوع الاسلحة التي يستخدمها التنظيم الارهابي، واستخدامه لصواريخ أمريكية موجّهة، وأشار إلى الصواريخ الإسرائيلية التي تباع في تجارة الأسلحة بين الدول الخليجية والنظام الصهيوني، فضلا عن بعض الأسلحة التركية، التي هي من بين الأسلحة التي يستخدمها تنظيم داعش.
ونقلت وكالة انباء الميادين عن المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقية قوله "لدينا معلومات دقيقة عن ان الاميركيين ساهموا في دعم تنظيم داعش في تلعفر. وأضاف جعفر الحسيني: "قبل بدء عمليات تحرير تلعفر، تحرك عناصر تنظيم داعش بـ 11 حافلة تابعة للبارزاني ونُقلوا إلى العياضية. وقد اتفق الامريكيون مع البارزاني على نقل كبار قادة داعش من تلعفر والعياضية إلى سهل نينوى".
تقارير عن دعم تنظيم داعش في سوريا
وأعلن موقع العهد في يوليو 2015 أن الوثائق المُسربة عن القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية، التي تتعلق بمنتصف عام 2011، تتحدث عن تأسيس مجموعات إرهابية في سوريا، برعاية مجلس التعاون الخليجي. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن دول الخليجیة هي أساسا شركاء استراتيجيين للولايات المتحدة، وأن سياساتها الإقليمية تتماشى إلى حد كبير مع الاستراتيجية الإقليمية الأمريكية في غرب آسيا.
كما أعلنت وكالة أنباء (سانا) السورية الرسمية أن وحدات التدمير، وأثناء تطهير منطقة الوعر في مدينة حمص، ضبطت كميات كبيرة من أنواع مختلفة من الصواريخ الأمريكية وقذائف الهاون الإسرائيلية. وتشمل هذه الأسلحة صواريخ كوبرا ولاو وكاتيوشا وصواريخ بي ار جي وكمية كبيرة من العتاد للأسلحة الخفيفة والثقيلة. وقال مصدر في محافظة السويداء إن السلطات في محافظة السويداء، بمساعدة الناس، استولت على سيارة تحمل كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في غرب المحافظة، مضيفا أن السلطات المختصة بعد تعقب وتفتيش السيارة المشتبه بها، عثروا على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي كانت في طريقها إلى الجماعات الإرهابية في الضواحي الشرقية لدرعا.
وفي الوقت نفسه، أعلنت صحيفة ديلي كيهان أيضا أن "ما يسمى بطائرات التحالف الأمريكي لمكافحة تنظيم داعش، قصفت المقاومة السورية والجيش السوري في شرق البلاد لتوفير دعم لهذا التنظيم الإرهابي وسائر المجاميع الارهابية المتواجدة في سوريا".
ونقلت صحيفة "سبوتنيغ" الروسية عن السفير السوري في الصين قوله: إن العثور على معدات القوات المسلحة الأمريكية في مواقع تنظيم داعش، يمثل تواطؤا بين واشنطن والإرهابيين. وقال عماد مصطفى، السفير السوري في الصين والمبعوث السوري السابق لدى الأمم المتحدة، في حديثه مع صحيفة سبوتينغ: أن نشر الصور التي تبين حيازة ارهابيي داعش على معدات القوات المسلحة الأمريكية هي احدى الوثائق التي تشير الى التعاون القائم بين واشنطن وهذا التنظيم.
وكتبت بعض وسائل الإعلام الأخرى، بما في ذلك موقع صحيفة يني شفق التركية، أن الولايات المتحدة، التي أرسلت أكثر من 400 مستشارا عسكريا للعراق بحجة محاربة تنظيم داعش، قد بدأت أيضا بإجراء اتصالات مع القادة البعثيين لتنظيم داعش.
وسألت قناة الجزيرة الفضائية في 7 أكتوبر 2017، من قائد في قوات البيشمركة الكردية: لماذا لا تهجمون على هذه القافلة الداعشية، فأجاب بأنه لا يمكننا القيام بذلك لأن الولايات المتحدة تحذرنا من ذلك.
وفي النهاية، ينبغي القول، إن الولايات المتحدة اليوم، تقوم بقتل الابرياء والمدنيين في سوريا دون اذن الحكومة السورية وذلك تحت مُسمى مكافحة الارهاب "التحالف الدولي لمكافحة داعش"، فضلا عن قيام النظام الصهيوني بشن هجمات وحشية ضد الشعب والحكومة السورية بعد كل نجاح عسكري يحققه الجيش السوري في تحرير المناطق. وكلاهما اللذان تُثبت الوثائق والأدلة انهما متورطان في دعم تنظيم داعش الارهابي، يزعمان أنهما المكافح الأكبر للإرهاب.