الوقت- سلّطت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية الضوء في تقرير لها على الصين، والتطور الكبير الذي تشهده البلاد الشيوعية الهائلة، متسائلة: لماذا دولة بحجمها لا تدخل في الصراعات؟
وكتبت الصحيفة في تقريرها يوم الخميس: إن الأحداث الجارية على الساحة الدولية تعدّ في صالح بكين أكثر من أي وقت آخر.
وأشارت الى أن أمريكا تقود معركة ترسيخ الهوية، في حين تبحث وأوروبا عن وحدتها، بينما يحتفل الحزب الشيوعي بنجاحاته، ويخطط لإنجازات أخرى في المستقبل.
في حين أن الروس، يخشون على مستقبلهم الاقتصادي، ويأتي ذلك في الوقت الذي يحاول فيه العرب التمسك بما تبقى من كرامتهم.
وتابعت الصحيفة أن الاقتصاد الصيني لا يزال يسير بخطى ثابتة على طريق الازدهار.
وكشفت الصحيفة عن ارتفاع الاحتياطي النقدي من العملة الأجنبية إلى 3100 مليار دولار، لتواصل الصين بناء القواعد الأساسية لنظام اقتصادي عالمي، تمسك فيه هي بزمام الأمور.
وكتب محرر التقرير "برنارد زاند" مشيرا الى أن الصين لا تسعى لتصدر عناوين الأخبار، على غرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فضلا عن أنها لا تقحم نفسها في حروب كلامية مثل ترامب وأردوغان.
كما تأبى الصين بحسب الصحيفة الألمانية أن تورط نفسها عسكريا في حرب في أي دولة أخرى مثل موسكو وواشنطن.
علاوة على ذلك لايعتمد قادة الصين مواقع التواصل الاجتماعي لإبداء آرائهم حول مسألة ما.
وتابعت الصحيفة: في الواقع، تحاول الصين كسب المزيد من الهدوء والاستقرار لتنفيذ خططها المستقبلية.
ولفتت "دير شبيغل" الى أن شي جين بينغ يعد أقوى سياسي حكم الصين منذ عقود. فمنذ أن وصل إلى سدة الحكم في سنة 2012، كان جين بينغ يتحلى بالحزم والثقة في النفس.
وأضافت الصحيفة: ترك له أسلافه تركة ثقيلة، إلا أنه ومنذ اليوم الأول له في الحكم، سعى جين بينغ لتغيير ملامح الدولة والحزب وفقا لوجهة نظره.
كما تناول التقرير سياسة الرئيس الصيني الحازمة موردا: منذ خمس سنوات يعمل جين بينغ في كنف هدوء، في حين دأب على تعيين قيادات الحزب في المناصب المهمة في البلاد، خاصة في الوزارات السيادية.
وذلك بهدف السيطرة على القرارات السياسية المهمة، انطلاقا من الأمن القومي للبلاد وحتى التحكم في سعر صرف الرنمينبي.
وأفادت الصحيفة بأن قوة نفوذ جين بينغ تطال رئيس الوزراء وحتى أقل المناصب في المحافظات، حيث يعين أعضاء حزبه، من أجل دعم حملته في القضاء على الفساد.
وقامت قيادات الحزب بتكريم الرئيس الصيني، على غرار ما فعلته مع ماو تسي تونغ. ولقبته بـ"قلب الحزب النابض"، وسرعان ما أطلقت عليه اسم القائد الشعبي للصين والعالم بأسره.