الوقت- قال نعومي تشومسكي الكاتب والفيلسوف الامريكي الشهير إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشعر بالراحة وكأنه في منزله في السعودية -الديكتاتورية الوحشية-.
وفي مقابلة صحفية أجراها معه موقع "توم ديستباش" قال تشومسكي رداً على سؤال الموقع: أول رحلة خارجية لترامب كانت إلى السعودية، ما هي الأهمية التي تراها في ذلك، وماذا تعني هذه الزيارة لسياسات الشرق الأوسط؟ وماذا هو أثر هذه الزيارة على إيران؟
حيث قال تشومسكي: السعودية هي المكان الذي يشعر فيه ترامب وكأنه في المنزل، فكيف لا والسعودية دكتاتورية وحشية، قمعية بشكل فاضح (المعروفة أيضا بإنتهاكها لحقوق المرأة، والعديد من المجالات الأخرى أيضا)، والمنتج الرئيسي للنفط والتي تمتلك الكثير من المال. وقد أسفرت الرحلة التي قام بها ترامب إلى وعود بمبيعات الأسلحة الضخمة، ناهيك عن موضوع الهدايا الغامضة من السعودية، وكان من نتائج ذلك أن أعطى أصدقاء ترامب السعوديون الضوء الأخضر لتصعيد فظائعهم في اليمن والتعدي على قطر التي كانت مستقلة عن السعوديين.
وتابع الفيلسوف الأمريكي بالقول: لقد اعتبر قادة الولايات المتحدة إيران منذ وقت طويل، وحسب تعليق وسائل الإعلام الأمريكية، على أنها خطرة للغاية، وربما أخطر بلد على هذا الكوكب، وهذا يعود إلى ترامب
وتابع تشومسكي مستهزئاً بالقول: تشكل إيران تهديدا مزدوجا بالنسبة لترامب فهي الداعم الرئيسي "للإرهاب" وتشكل برامجها النووية تهديدا وجوديا لإسرائيل، إن لم يكن العالم كله.
وأردف تشومسكي بالقول: وفي الواقع هذا هو النظام العقائدي: في العالم الحقيقي، فإن الدعم الإيراني للإرهاب يترجم بدعم إيران للمقاومة وحزب الله، الذي تعتبر جريمته الرئيسية أنه الرادع الوحيد لغزو إسرائيل الآخير على لبنان، وحركة حماس التي فازت بانتخابات حرة في قطاع غزة وهي الجريمة التي أثارت على الفور عقوبات قاسية، ودفعت الحكومة الأمريكية إلى إعداد انقلاب عسكري. ومن الصحيح أن هاتين المنظمتين يمكن أن توجه إليهما تهمة ارتكاب أعمال إرهابية، وفي الوقت نفسه يتم غض النظر عن حجم الإرهاب الذي ينبع من مشاركة السعودية في تشكيل أعمال الشبكات الجهادية.
وتابع تشومسكي بالقول: أما بالنسبة لبرامج الأسلحة النووية في إيران، هناك أيضا حقيقة لا يمكن تصورها وهي أن أي قلق بشأن أسلحة الدمار الشامل الإيرانية يمكن تخفيفه بالوسائل البسيطة للاستجابة لنداء إيران بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وتؤيد هذه المنطقة بقوة الدول العربية ومعظم دول العالم، بينما تعرقلها الولايات المتحدة في المقام الأول، التي ترغب في حماية قدرات إسرائيل بإنتاج أسلحة الدمار الشامل.
وقال تشومسكي: ولا يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل أن تتسامحا مع وجود قوة مستقلة في منطقة يأخذونها على أنها من حقهم، فالقضية ليست فقط أن إيران لديها رادع نووي غير مقبول للدول المارقة، ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك ولا يمكن أن يغفر لإيران وهو الإطاحة بالدكتاتور الذي أقامته واشنطن في انقلاب عسكري في عام 1953، وهو انقلاب دمر النظام البرلماني الإيراني وهذا يبدو لي جوهر الحكاية.
في نهاية المطاف تدخلت الولايات المتحدة مباشرة في الحرب الإيرانية العراقية، وبعد ذلك، دعا جورج بوش مهندسي الأسلحة النووية العراقيين إلى الولايات المتحدة للتدريب المتقدم في مجال إنتاج الأسلحة النووية، وهو تهديد غير عادي لإيران، بصرف النظر عن آثاره الأخرى. وبطبيعة الحال، كانت واشنطن القوة الدافعة وراء العقوبات الصارمة ضد إيران التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
ترامب، من جانبه، انضم إلى القائمين بالديكتاتورية القمعية، ففي الوقت الذي كانت إيران تجري انتخابات نزيهة خلال رحلته في الشرق الأوسط كان ترامب ضيفاً عند السعوديين، الذين هم مركز للإسلام المتطرف الذي يسمم المنطقة.