الوقت- أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير جديد، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لا يختلف كثيرا عن الجيل السابق من الحكام أصحاب النهج السلطوي، معتبرة أن السعودية ما زالت "زنزانة لكل من تسول له نفسه ممارسة التعبير الحر عن الرأي".
وأضافت الصحيفة أن الأنباء الواردة من السعودية تشير إلى استمرار هيمنة التفكير القديم وليس إلى التوجه نحو المجتمع الحديث الذي وعد به ولي العهد الجديد محمد بن سلمان، منوهة في الوقت ذاته الى حملة الاعتقالات "التي طالت عددا من والنشطاء والصحفيين والكتاب من أصحاب الرأي والتأثير الذين سجنوا دون أي تبرير أو تفسير رسمي".
واعتبرت الصحيفة الامريكية أنه وعلى الرغم من الخطاب "الرفيع" الذي تضمنه الإعلان عن رؤية 2030 لولي العهد محمد بن سلمان، الا أن الرياض مصممة على أن تبقى ذات نهج سلطوي وتقمع كل من تسول له نفسه ممارسة التعبير الحر عن الرأي، مشيرة الى اعتقال عدد من رجال الدين ( سلمان العودة وعائض القرني وعلي العمري) والنشطاء والصحفيين والكتاب من أصحاب الرأي والتأثير الذين ألقي القبض عليهم وسجنوا دون أي تبرير أو تفسير رسمي، في حين أن التقارير تؤكد أن الذين أوقفوا وألقي بهم في السجون ربما لم يقترفوا من الذنوب سوى أنهم لم يتكلموا بصوت مرتفع بما فيه الكفاية دعما للسياسات السعودية الرسمية.
واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن السعودية وحكامها ومؤسستها الدينية المحافظة ما زالوا يعيشون في القرن الماضي، مشيرة الى أن اجراءات الرياض القمعية تعكس حالة القلق التي تنتاب المسؤولين السعوديين إزاء تنامي الشعور بعدم الرضا داخليا تجاه الحصار الذي تفرضه المملكة على دولة قطر.
واعادت الصحيفة الامريكية الى الاذهان قضية اعتقال المدون السعودي المعروف رائف بدوي، والذي يقضي حاليا عقوبة في السجن منذ عام 2012، بعد أن أدين بسبب مطالبته من خلال تدوينة له عبر الإنترنيت بمجتمع أكثر حرية وأكثر علمانية!.
وتسألت الصحيفة الامريكية في ختام تقريرها عن سبب الدعوة الأخيرة التي وجهتها السلطات السعودية إلى الجمهور لاستخدام تطبيق على الهاتف النقال للإبلاغ عن أي شخص قد يعتبر مخربا؟، وأضافت ساخرة "ربما كانت تلك هي الطريقة التي كان ستالين سيلجأ إليها من خلال "تويتر" لو كان موجودا في زمنه."