الوقت- لقد تناولنا في العدد الأول من ملف الانتخابات البرلمانية الألمانية، اهم أهداف الحزب اليميني المتطرف "البديل من اجل ألمانيا". وسوف نتطرق في هذا العدد إلى الحديث عن اهم الأحزاب الألمانية الأخرى التي سوف تشارك في الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 سبتمبر / أيلول في ألمانيا.
أحزاب الاتحادات المسيحية الألمانية
اللون الأسود هو الشعار الانتخابي الذي اختارته أحزاب الاتحادات المسيحية والذي يترأسه كلا من "انجيلا ميركل" من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي و"هورست زيهوفر" من حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي ويُذكر أن هاذين الحزبين يعدان من اهم الأحزاب التي سوف تشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة في ألمانيا. ويبلغ عدد أعضاء هذا الائتلاف 420 ألف عضو وتعتبر "أنجيلا ميركل" هي المرشح الرئيسي لهذا الائتلاف. وتجدر الإشارة هنا بأن هذا الائتلاف الديمقراطي المسيحي حصل على 311 مقعدا من اصل 630 مقعدا برلمانيا في انتخابات عام 2013، وحصل على 41.5 في المائة من الأصوات. ويقال إن هذا الائتلاف المسيحي الألماني أقرب إلى الجمهوريين في الولايات المتحدة.
القاء نظرة على تاريخ أحزاب الاتحادات المسيحية الألمانية
تأسس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي غرب ألمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، لغرض جمع أصوات الناخبين المسيحيين المحافظين. وتحت قيادة المستشار "كونراد اديناور" الذي شغل منصب المستشار بين عامي 1949 و1963 ، ولقد كان الحزب هو القوة المهيمنة على الساحة السياسية في ألمانيا. الجدير بالذكر هنا بأن أطول سياسي شغل منصب المستشار كان رئيس الحزب "هلموت كول"، الذي شغل المنصب من 1982 وحتى 1998. وفي عام1990 كان هو المستشار الذي أعيد توحيد ألمانيا في فترة حكومته. ومن جهة اُخرى تعد "انجيلا ميركل"، رئيسة الحزب حالياً المستشارة والتي تشغل المنصب منذ عام 2005. ومنذ 67 عاماً بعد نهاية الحرب العالمية وحتى اليوم، كان منصب المستشارية من نصيب اتحاد الحزبين المسيحيين لمدة 47 عاماً.
ومن جهة اُخرى أُنشأ حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي في عام سنة 1945 كحركة للقوات المحافظة رداً على التيار والامتداد اللذان عرفتهما الحركات الاشتراكية. وتجدر الإشارة هنا أن هذا الحزب يميل لتيار المحافظين أكثر من الحزب الديمقراطي، و ليس له وجود مؤثر سوى في ولاية "بافاريا". و قد كّون هذا الحزب مع حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي كتله برلمانيه داخل البرلمان الاتحادي الألماني، ويُعرف بـ"الاتحاد" أو "الحزب الاتحادي".
البرامج الانتخابية لائتلاف أحزاب الاتحادات المسيحية
تهتم "أنجيلا ميركل" بحفظ القيم التقليدية للحزب الديمقراطي المسيحي وتسعى في نفس الوقت إلى إيجاد تغييرات مبتكرة فيه. وقد أدى قرارها بالانسحاب من وكالة الطاقة النووية وموقفها من قضية اللاجئين، إلى انخفاض شعبيتها بين الناخبين التقليديين المواليين للحزب. ونظرا لما دعا به "فولفغانغ شويبله"، وزير المالية في حكومة ميركل والمسؤول عن إدارة الميزانية، لتطبيق سياسة التقشف والادخار في بعض الدول الأوروبية التي أصابتها أزمات اقتصادية، فلقد تسببت هذه الدعوة إلى خلق الكثير من السخط بين مواطني هذه البلدان، فكثير منهم يعتقدون أن "ميركل" وسياساتها الحزبية، مسؤولة عن هذه الأزمة الطويلة الأجل والظروف الاقتصادية السيئة في بلدانها.
لقد أعلن هذا الائتلاف في برنامجه الانتخابي، بأن هدفهم هو تحقيق العمالة الكاملة في ألمانيا بحلول عام 2025. العمالة الكاملة تعني أن معدل البطالة في البلاد سوف يصل إلى أقل من 3٪ وهذا يعني أنه ينبغي تخفيض عدد العاطلين عن العمل في البلد إلى مليوني و 500 ألف عاطل حتى ذلك الوقت.
ومن أهم القرارات التي اتخذها هذا الائتلاف، هو زيادة ميزانية الدفاع العسكرية في ألمانيا بنسبة 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025. ولقد تم تنسيق هذا القرار مع الناتو والولايات المتحدة، وبالطبع كان هناك العديد من المعارضين لهذا القرار من بين الأحزاب والسياسيين الألمان.
الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني "أس بي دي"
الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، من أقدم الأحزاب السياسية في ألمانيا وأكبرها من حيث عدد الأعضاء. ويدعو هذا الحزب إلى تحديث الاقتصاد لتلبية مطالب العولمة، لكنه يشدد أيضا على الحاجة إلى معالجة الاحتياجات الاجتماعية للعمال والفئات المحرومة. ويعتبر هذا الحزب أقدم حزب سياسي في ألمانيا وأكبر أحزاب المعارضة تمثيلا في برلمانها وثاني أكبر حزب شعبي من حيث العضوية، وهو عضو في مجموعة الأحزاب الاشتراكية الأوروبية، وعضو في المجموعة الاشتراكية الدولية.
ويتزعم "مارتن شولتس" السياسي الألماني المعروف رئاسة هذه الحزب الذي يتخذ من اللون الأحمر شعاراً له في الانتخابات البرلمانية. ويمتلك هذا الحزب ما يقارب من 440 ألف عضو ولقد فاز بنسبة وصلت إلى 25.7٪ في انتخابات عام 2013.
القاء نظرة على تاريخ الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني "أس بي دي"
تعود الجذور الأولى للحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى عام 1875، حيث تأسس باتحاد جمعية العمال الألمان وحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي عندما قدم نفسه منذ البداية كممثل لمصالح الطبقة العاملة والنقابات العمالية
انشق عن الحزب عام 1919، جناح معاد للحرب العالمية الأولى أطلق على نفسه أسم " الحزب الديمقراطي الاشتراكي المستقل"، احتجاجاً على تأييد الحزب لمشاركة ألمانيا في ما سموها "حرباً إمبريالية" لاقتسام المستعمرات. وبعد انتهاء الحرب، انتخب "إيبرت" قائد الحزب رئيساً للجمهورية. وتم حظر الحزب رسمياً عام 1933 بعد صعود هيتلروالحزب النازي إلى السلطة وتم سجن وتعذيب معظم أعضائه. أنقسم الحزب بعد انتهاء الحرب إلى حزب شرقي اتحد مع الحزب الشيوعي في حزب الوحدة الاشتراكية الذي حكم ألمانيا الشرقية حتى عام 1989 وحزب غربي.
ساهم الحزب بشكل فعال ورئيسي في بناء اقتصاد السوق الاجتماعي في ألمانيا الغربية بعد صعوده إلى الحكم عام 1966 كجزء من التحالف الحكومي الذي ضم المسيحيين الديمقراطيين.
القاء نظرة على البرامج الانتخابية للحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني "أس بي دي"
أن من اهم المحاور الأساسية في البرنامج الانتخابي للحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، هو العمالة والقضاء على البطالة، ولكن هذا الحزب لم يُعلن عن جدول زمني لتطبيق قراره هذا. ومن جهة اُخرى يطالب هذا الحزب باعتماد قانون الهجرة للاجئين.
ووفقا للبرنامج الانتخابي للحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، فإن أولئك الذين يرغبون في الهجرة إلى ألمانيا، سوف يتم قبولهم وفقا للخبرة المهنية التي يتملكونها والكفاءة بالتحدث ببعض اللغات. واعلن هذا الحزب بأنه سوف يعمل على خفض ما يعادل 15 مليار يورو من الضرائب المفروضة على المواطنين الألمان.
وفي سياق متصل يعارض هذا الحزب رفع ميزانية الدفاع العسكرية في البلاد بنسبة 2 في المائة من إجمالي الناتج المحلى. ولقد اعلن مسؤولون هذا الحزب مراراً بأنهم لن يؤيدوا هذا المشروع أذا شاركوا في حكومة الائتلاف القادمة. وحث الحزب "انجيلا ميركل" على عدم إرسال قراراتها إلى الولايات المتحدة.