الوقت- قال موقع كاونتر باونش الأمريكي في مقال له اليوم على لسان الكاتب "راني أميري" إنه يمكن كتب مجلدات على مخططات النظام السعودي لإعادة تشكيل الشرق الأوسط الكبير، ويمكن تخصيص فصول كاملة لعمق مشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل ومشاركتها المشتركة مع مجلس النواب السعودي ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى للقيام بذلك، حتى أن كثيرا من العناوين يمكن أن تكون "مشروعا سعوديا - أمريكيا – إسرائيليا".
ومن المؤكد أن نطاق هذه المناقشة يستحق إجراء تحليل شامل وتفصيلي، وباختصار فقد فشل المشروع السعودي تماما.
العراق:
مع سقوط صدام حسين، بدأت أجراس الإنذار في الرياض وعواصم دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وكان الحليف لا يمكن التنبؤ به والعديد من الدول الخليجية لديها عدد كبير من السكان الشيعة العرب، المهمشون سياسيا واجتماعيا واقتصاديا خاصة في السعودية والبحرين. وفجأة، تولت حكومة منتخبة شعبيا السلطة في العراق وقد عكست الحكومة العراقية، كما كان الحال، التركيبة الديمغرافية للبلاد ذات الأغلبية الشيعية التي مزقتها الحرب، فكان إنشاء الدولة الإسلامية وتنظيمها جزءا لا يتجزأ من خطتها للتأكد من أن العراق لن ينجح بل سينفجر، وجاء تمويل الدولة الإسلامية في المقام الأول من السعودية، وقد نشرت كتبها الوهابية في المملكة، وكما قال الإمام السابق للمسجد الحرام في مكة المكرمة، فإن قادة داعش "يرسمون أفكارهم مما هو مكتوب في كتبنا، ومبادئنا الخاصة".
وتابع الموقع بالقول: ومع تحرير الموصل وإخلاء داعش من مدن عراقية أخرى، كان واضحا أنه لن تكون هناك "خلافة" أو عودة رجل استبدادي، إلى بغداد.
سوريا:
ليس هناك مثال أكبر على فشل المشروع السعودي كما هو في سوريا، حيث تعتبر سوريا القناة العربية بين إيران وحزب الله في لبنان، وهو لاعب لوجستي رئيسي في "محور المقاومة"، حيث تم دعم جميع الفصائل بما في ذلك المتمردين "المعتدلين" المدعومين من الولايات المتحدة، وكان هناك جزء من القرار بأن يتم التراجع عنها.
إن الشعب السوري، الذي يشهد الجرائم البغيضة التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وفي بلده، ليس لديه ميل أو رغبة في استضافة المتطرفين التكفيريين، لم تعتبر الأغلبية السنية ولا الأقليات المسيحية والعلوية الجماعات المسلحة بديلا صالحا لبشار الأسد. وقد خرجت الدولة الإسلامية تقريبا من معقلها في الرقة، وهي بالفعل من المنطقة الحدودية اللبنانية السورية. إن الأراضي التي يسيطرون عليها، كما في العراق، تتضاءل بسرعة، والأسد، خلافا لجميع التوقعات الأولية، لا يزال بقوة في السلطة.
البحرين:
إن حملة عائلة آل خليفة المكثفة على الناشطين في مجال حقوق الإنسان والشخصيات الدينية والمواطنين العاديين الذين يحتجون على حكمهم المطلق وتفكيك المجتمع المدني والقيود المفروضة على حرية التعبير يرسل إشارة مهمة، فهذه التدابير، بما في ذلك إلغاء جنسية المواطنين وسجن الذين يغردون على انتهاكات النظام -كما كان مصير الناشط نبيل رجب-كلها إجراءات لا يمكن تحملها على المدى الطويل، فلم يتم التمكن من كسر إرادة الشعب، ولا يزال الشعب البحريني يضيق ذرعاً بالنظام الملكي، المدعوم من السعودية وخدماته الأمنية.
اليمن:
الأزمة الإنسانية في اليمن هي دليل على الدمار الذي أحدثته الغزوة الكارثية للقوات السعودية في أفقر البلدان العربية، فقام الحوثيون، وهي حركة سياسية ودينية بالإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تدعمه السعودية، وعقب ذلك سيطرة الحوثيين على العاصمة في سبتمبر / أيلول 2014. في حين أن وسائل الإعلام الخليجية والغربية سوف تقود المرء إلى الاعتقاد بأن إيران تدخلت وقدمت دعما ماديا إلى الحوثيين، وهناك أدلة قطعية على عدم صحة هذه الادعاءات، فقد أدت الحملة الجوية السعودية المستمرة إلى إضعاف اليمن الذي ظهر فيه انتشار سوء التغذية والمجاعة وحتى الكوليرا.
دولة قطر:
ومن المفارقات أن إحدى دول مجلس التعاون الخليجي التي ساعدت في إثارة الخلاف والنزاع في سوريا من خلال دعم تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين لم تنج من مؤامرات الملكيات السعودية.
وسواء أكان ذلك من قبل مجموعات التمويل التي تدعمها الرياض أم تتنافس مع وسائل الإعلام المملوكة من قبل السعودية –العربية- وقطر التي كانت خارجة عن سياق السيطرة السعودية الإعلامية.
وفي مواجهة الحصار، أثبتت دولة قطر الصادقة سياسيا وجود علاقات طيبة مع تركيا، وإيران، ولم يتم إبعاد الأمير، إلا أن قطر نجحت اقتصاديا، ولا يوجد دليل على أنها ستنضم إلى قائمة مطالب الرياض في وقت قريب.