الوقت- يستمر ما يسمى بـ "التحالف العربي" بقيادة السعودية بانتهاك القوانين والاعراف الدولية في اليمن، حيث طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مجدداً إعادة التحالف العربي لقائمة العار، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك واجراء تحقيق دولي تحقيق مستقل في الانتهاكات التي ترتكبها السعودية بحق الشعب اليمني.
ودعت المنظمة الحقوقية في تقرير لها اليوم الثلاثاء(12 سبتمبر 2017) مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى إعادة اسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن فورا إلى قائمة العار السنوية للجهات المنتهكة لحقوق الأطفال في الصراعات المسلحة.
و جاء في التقرير أيضاً دعوات بمحاكمة الأفراد الذين يرتكبون انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب - عن قصد أو بتهور- لارتكابهم جرائم حرب".
وركز تقرير المنظمة الحقوقية على انتهاكات السعودية بحق اطفال اليمن وجرائم الحرب التي ترتكبها الطائرات السعودية.
تقرير هيومن رايتس
وطالبت المنظمة الحقوقية مجدداً مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة على ضرورة أن يقوم بالرد على الانتهاكات المستمرة من قبل التحالف، وقوات الرئيس المخلوع على عبد الله صالح، من خلال إجراء تحقيق مستقل في الانتهاكات.
وبحسب التقرير الجديد قام ما يسمى بالتحالف العربي بتنفيذ خمس ضربات جوية غير قانونية على ما يبدو في اليمن منذ يونيو/ حزيران 2017، أسفرت عن مقتل 39 مدنيا، بينهم 26 طفلا.
و أضافت انه إحدى الهجمات أدت إلى مقتل 14 شخصا من أسرة واحدة، وأن مثل هذه الهجمات تُعد انتهاكا لقوانين الحرب.
وأكدت المنظمة أن ما يسمى بالتحالف العربي لم يلتزم بوعوده بالامتثال لقوانين الحرب حيث هذه الوعود لم تنعكس على الواقع ولم تحم الأطفال من قصف طائرات التحالف.
حقوقيون يطالبون بالتحقيق المستقل و محاسبة المجرمين
وقالت سارة ليا، مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش ويتسن، أن ضربات" التحالف العربي" الجوية الأخيرة ووقوعها المروع على الأطفال يجب أن تحفز مجلس حقوق الإنسان على الاستنكار والتحقيق في جرائم الحرب وضمان محاسبة المسؤولين عنها".
وفي هذا الصدد دعا جون فيشر، مدير مكتب "رايتس ووتش" في جنيف، في وقت سابق المجتمع الدولي الى “الدعم الثابت لتحقيق دولي في انتهاكات اليمن أصبح الآن أقوى بكثير".
وأكد فيشر على ضرورة تحرك دول الاعضاء في مجلس الامن الى القيام بعملها، قائلاً أن "الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان يجب أن ترتقي إلى مستوى تفويضها، وإنشاء فريق لإنهاء غياب المساءلة، الذي شكّل حتى الآن الوجه الأبرز لحرب اليمن”.
ويوم أمس الاثنين قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين إنّ ضربات التحالف العربي، بقيادة السعودية، هي السبب الرئيس في مقتل المدنيين باليمن.
وطالب الحسين في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان، إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الانتهاكات التي تُـرتكب في اليمن.
أمّا "إيناس زايد"، باحثة قانونية في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قالت "إن اعتراف التحالف بوقوع ضحايا مدنيين لا يعفيه من المسؤولية، وتكرار الغارات التي تستهدف المدنيين يؤشر لانعدام حسن نية لدى التحالف وعدم جدية تحقيقاته وغياب التحديد لـ قواعد الاشتباك".
وذكر تقرير المنظمة أنه ومنذ عام 2015 قام التحالف بعدة غارات استهدفت منازل وأسواق ومستشفيات ومدارس ومساجد، مشيرة إلى أنه قتل في العام ذاته لوحده في اليمن ما لا يقل عن 785 طفلا.
واعتمدت المنظمة في تقريرها على شهود عيان وأفراد من عائلات الضحايا في صنعاء وصعدة وتعز وعدن وغيرهم إضافة لمواد مصورة.
يشار الى ان منظمة هيومن رايتس و 57 منظمة حقوقية أخرى خارجية و يمنية اكدت في وقت سابق على ضرورة إجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان و القانون الإنساني الدولي من قبل "التحالف العربي" بقيادة السعودية.
ويشهد اليمن، منذ خريف عام 2014، حربًا بين السعودية والقوات الموالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي من جهة، والقوات اليمنية من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة، فضلًا عن انتشار مرض الكوليرا الذي أودى بحياة الآلاف من الشعب اليمني.