الوقت- تناولت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، الاحد، موضوع الاختبارات النووية الكورية الشمالية، معتبرة أن السلطة الأمريكية في العالم قد تراجعت كثيرا، وإن الأخيرة لم تعد قادرة على ردع كوريا الشمالية.
وأشارت المجلة في مقالها الى عملية صنع القنابل النووية في كوريا الشمالية والتحديات التي تواجهها أمريكا، وقالت: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستطيع أن يصرخ قدر ما يشاء، ولكننا الآن نعيش في عالم تراجعت فيه السلطة الأمريكية كثيرا عن سابق عهدها.
وتابعت المجلة: إن كوريا الشمالية تملك الكثير من الأسلحة النووية، وتستطيع تزود صواريخها البالستية برؤوس نووية، ومنها صاروخ عابر للقارات قادر على الوصول الى الولايات المتحدة وهذا يعني أن اللعبة قد انتهت.
ولفتت المجلة الى تقييمين فيما يتعلق بالقدرة النووية التي تملكها كوريا الشمالية، وكتبت: يوجد تقييمان واقعيان حول السلاح النووي الكوري الشمالي؛ الأول هو تقرير المؤسسة الاستخبارية- وليس فقط وكالة استخبارات الدفاع- في الثامن والعشرين من تموز، وعلى العكس مما قد اطلعتم عليه، فقد قال التقرير أن كوريا الشمالية قد أنتجت أسلحة نووية لنصبها على الصواريخ البالستية ويشمل ذلك نصبها على الصواريخ من طراز .« ICBM »
والتقيم الآخر نُشر في الأول من تموز، حيث أعلن أن كوريا تمتلك 60 سلاحا نوويا، وهذا العدد أكبر من العدد الذي تقدره الصحافة؛ ومن هذين التقريرين يتضح أن الباب أمام نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية عبر الدبلوماسية قد أغلق.
وأضافت المجلة الأمريكية: إن برنامج التسلح النووي الكوري الشمالي أكثر تعقيدا وتطورا من التصور الذي كان سائدا، وأصبحت كوريا الشمالية تشكل تهديدا لجارتها الجنوبية والولايات المتحدة بامتلاكها خزينا من الأسلحة النووية.
ووفقا للتقرير فإن كوريا الشمالية قد قامت حتى الآن بـ5 اختبارات، وقد أخطئ كثيرون بعد فشل أولى التجارب النووية الكورية الشمالية، حيث ساد اعتقاد بأن كوريا الشمالية لن تكون قادرة على صنع قنبلة نووية بعد ذلك، ولكن بيونغ يانغ تابعت مسار صنع القنبلة النووية وحققت النتيجة التي كانت ترجوها.
وقالت: ووفقا لحسابات الردع، فإن كوريا الشمالية حاولت المضي نحو صنع أسلحة نووية متطورة نسبيا يمكن تركيبها على الصواريخ البالستية باستخدام كميات صغيرة من البلوتونيوم. وقد فشلت التجربة النووية الكورية الشمالية الأولى بسبب ضعف التوصيل، ولكن بيونغ يانغ كان لها من الرغبة بتحقيق التفوق ما يكفي لتتابع هذا المسار؛ لذلك، فيما كان العالم يسخر من أول تجربة نووية اجرتها كوريا الشمالية، تعلمت الأخيرة جيدا كيف تصنع الأسلحة النووية.
ومن ناحية أخرى، عادة ما تختبر كوريا الشمالية أسلحتها النووية في نفق يقع أسفل جبال عظيمة. وباستخدام الصور الجوية وخرائط المنطقة، تم رسم نموذج ثلاثي الأبعاد لهذا الموقع. إن هذه الجبال عالية الى درجة انها تستطيع اخفاء قوة الانفجارات النووية التي تنفذها كوريا الشمالية، بناء على هذا، يعد نجاح كوريا الشمالية في المجال النووي أكبر مما يستطيع الآخرون رصده.
وتابعت المجلة: وفقا للأدلة المتوفرة، فإن افضل تفسير هو أن كوريا الشمالية تمضي بسرعة نحو صنع سلاح نووي صاروخي. بالإضافة الى ذلك فإن كوريا الشمالية تملك الكثير من الصواريخ، ويجب أن يؤخذ هذا موضوع امتلاك بيونغ يانغ القدرة لانتاج اليورانيوم عالي التخصيب على محمل الجد. رغم ذلك ما يزال البعض يعتقدون أن على امريكا ان تقنع كوريا الشمالية او أن تفرض حصارا على برنامجيها الصاروخي والنووي؛ ولكن لا يوجد سوى طريق صحيح واحد للحصول على تقييم حقيقي، وهو الحوار مع كوريا الشمالية.
وأكدت المجلة:من الواضح تماما أن نزع سلاح كوريا الشمالية عن طريق الدبلوماسية أو القوة غير ممكن. ولا يوجد خيار عسكري موثوق لأن كوريا تملك ما لا يقل عن 60 صاروخا، ويمكن ان يصل واحد منها على الأقل الى الأراضي الأمريكية.
وأضافت: في الحقيقة لا تستطيع أمريكا أن تقضي على جميع تلك الصواريخ بهجماتها، ولا يمكنها أن تتاكد من أن أي صاروخٍ كوري شمالي لن يضرب سول (سيئول)، طوكيو أو نيويورك.
وبعد استعراض حقائق عن قوة النووية والصاروخية التي تتمتع بها كوريا الشمالية، اختتمت المجلة المقال بالقول: "أهلا بكم في العالم الجديد، لا تقولوا أنني لم أحذركم".
ويُشار الى أن كوريا الشمالية أعلنت اليوم الاحد أنها قامت باختبار قنبلة هيدروجينية، وهو امر أثار الكثير من ردود الأفعال.