الوقت – أعلنت شرطة منطقة "ويست يوركشاير" بعد رسائل التهديد بالقتل التي وصلت للمسلمين في مدينة برادفورد، انها ستزيد من دورياتها في هذه البلدة وستُجري تحقيقات جدية عن هذا الموضوع.
ووفقا لما ذكرته صحيفة الغارديان: تم تهديد المسلمين بالهجوم بالحمضيات او الموت من خلال الرسائل التي وصلتهم من قبل اشخاص مجهولين.
وأضافت هذه الصحيفة البريطانية: وتوجد في الرسائل المذكورة صورة لسيف وعلم بريطاني كُتب عليه: اقتلوا المسلمين القذرين.
وكُتبت ايضا في هذه الرسائل: سنرُش الحامض على اي شخص يرتدي البرقع الاسلامي.
وأضافت الصحيفة: ان محمد صاحب الـ27 عاما والذي تلقى هذه الرسالة، قال ان والدته لا تخرج من البيت خوفا من استهدافها بالحامض.
ونقلت الغارديان عن الشاب محمد: تم ارسال هذه الرسالة عن طريق بريد من الدرجة الثانية وعليها ختومات مدينة لنكاشر التي تبعد 70 كيلومترا عن مدينة برادفورد. ومع ذلك، يدعي هذا المسلم المقيم في برادفورد أن مُرسل هذه الرسالة كان يعرف الى من يوجه رسالاته.
إرسال رسائل تهديد للمسلمين في مدينة برادفورد أتت قبل أيام فقط من عيد الأضحی، ووفقا للغارديان، فان هذا الأمر جعل مسلمي هذه البلدة يعيشون في قلق وحيرة.
فبعد تصويت الشعب البريطاني على مغادرة الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو من العام الماضي (2016)، زادت جرائم الكراهية بشكل غير مسبوق منذ الهجمات الإرهابية الأخيرة في بريطانيا.
ويعتقد بعض المحللين أنه لن يتم تخفيض مستوى الجرائم المتعلقة بالكراهية ضد المسلمين الآخرين.
ويشير التقرير الأخير للجنة حقوق الإنسان الإسلامية البريطانية إلى زيادة "بيئة الكراهية ضد المسلمين" في بريطانيا وأوروبا.
وهذا التقرير المُستمد من تجربة حياة المسلمين، يمثل صورة مخيبة للآمال لأقلية دائما ما كانت تحت ضغوط أفكار تحمل رؤى تمييزية وعنصرية وكراهية.
وتضيف اللجنة الإسلامية البريطانية لحقوق الإنسان: أن عدد الأشخاص الذين تعرضوا لجرائم الإسلاموفوبيا ارتفع من 50٪ إلى 82٪ بين عامي 2010 و 2014، وخلال تلك الفترة، فإن أولئك الذين ادعوا أنهم شاهدوا الشتائم والإهانات تجاه الاسلام والمسلمين قد ارتفعت نسبتهم من 69 في المائة الى 93.3 في المائة.
وطبقا للتقرير المذكور فان 58 في المائة من المُستطلعة آراؤهم في هذه الاستطلاع يدعون انهم يُشتبه من قبل اجهزة الامن البريطانية دون ان يكون لديهم سبب واضح، و87 في المائة يعتقدون ان من يعارضون المسلمين ويتعاملون معهم باسلوب التمييز، يتأثرون بوسائل الاعلام المغرضة.
ويعتقد كاتبو التقرير أن الإسلاموفوبيا في انجلترا وصلت الآن من مرحلة "التمييز العرقي المُنظم" إلى مرحلة "التمييز الاسوء تقديرا"، بمعنى أن الأقلية المسلمة تعتبر حواجز أمام الوحدة الوطنية.
وينظرون أيضا في قوانين مكافحة التطرف في بريطانيا وسيلة للضغط على المسلمين في البلاد، ويعتقدون أن هذه القوانين أدت إلى خلق بيئة من الكراهية ضد المسلمين وزيادة الجرائم الاجتماعية ضدهم.
ووفقا لما ذكره كُتّاب التقرير، فإن جو الكراهية ضد المسلمين قد أدى إلى إرغامهم على السكوت وانعزالهم.
وقال مسعود شجرة رئيس اللجنة الاسلامية لحقوق الانسان في بريطانيا في حديث له مع وكالة ايرنا ان الاسلاموفوبيا جزء من الحقائق المقلقة في المجتمع البريطاني.
وقال: "هذا (الإسلاموفوبيا) حقيقة لا تُنكر. إذا قرأت الصحف المحلية او تود معرفة لسان حال المسلمين في هذه البلاد، فإن الإسلاموفوبيا والتجاهل لها أمر طبيعي.
وقد ذكر مسعود أن أحد أسباب ظهور الإسلاموفوبيا في بريطانيا هو دور وسائل الإعلام والسياسيين، مضيفا أنهم يضعون الإسلاموفوبيا في أيديهم، وكما نرى، انهم يربطون قوانين مكافحة الإرهاب بالإسلام والمسلمين.
وأضاف هذا الناشط المدني: "لسوء الحظ، انهم يستهدفون الدين الإسلامي، ومن بعده يحاولون اضفاء شرعية للاسلاموفوبيا ويؤسسون ثقافة له".