الوقت- بعد الأحداث الأخيرة التي لا تخلو من رائحة الفتنة و الأزمات المفتعلة، من تمزيق صور الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء قبيل يوم على الإحتفال الذي أقامه حزب المؤتمر الشعب العام، والترويج بأن أنصار الله تقف وراء تلك الأفعال، وما تبعها من مشاكل فردية، حصل توتر بين الطرفين على مستوى العناصر، سرعان ما استدركته قيادة الطرفين.
وعلى صعيد المحاولات الوطنية لإعادة المياه الى مجاريها، حصل قبل يومين اجتماع موسع بصنعاء دعا إليه رئيس المجلس السياسي الأعلى "صالح الصماد" وبحضور نائبه الدكتور قاسم لبوزة وعضوي المجلس صادق أمين أبو راس ومهدي المشاط، وحضور المتحدث الإعلامي باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام وأمين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا، وعدد من وجهاء العشائر ومشايخ القبائل. ودعا اللقاء إلى إزالة كل أسباب التوتر التي نتجت مؤخراً في العاصمة صنعاء وعودة الأوضاع الأمنية إلى شكلها الطبيعي قبل الفعاليات التي تمت الأسبوع الماضي، وإستمرار التحقيق الأمني المتخصص والمهني والمحايد في الأحداث الأخيرة وعدم استباق نتائج التحقيق من قبل أي جهة .
وصدر عن المجتمعين قرارا باستمرار اللقاءات بين قيادة المكونات اليمنية لوضع الحلول والمقترحات الاعلامية والسياسية وتوحيد كافة الجهود لمواجهة العدوان. وتوحيد الجبهة الداخلية وعدم السماح لشقها أو خلخلتها.
كما ناقش المجتمعون التطورات الأخيرة وجرى عرض لكافة الآراء والمقترحات الكفيلة بتوحيد الصف الوطني وحماية الجبهة الداخلية وتعزيز وتعميق الشراكة الوطنية والاخوة في مواجهة كافة التحديات وفي مقدمتها استهداف الجبهة الداخلية وتصعيد العدوان في مختلف المحاور.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، أن "الحس الوطني العالي الذي يتمتع به مشائخ ووجهاء وحكماء اليمن، يجعل النصر حليف اليمن بدورهم المساند للمجلس السياسي وتعزيز دور الدولة ومؤسساتها وخاصة في هذه المرحلة التي تمثل أعلى مراحل المغارم في بذل الجهد والعطاء والعمل".
ولفت الصماد إلى المخاطر التي تهدد الجميع نتيجة أي خلل في الجبهات أو الصمود المجتمعي اليمني الذي أصبح أسطورة من أساطير النجاح والانتصار والدفاع عن الحق والأوطان ومواجهة أعتى دول العالم .
وقال " لا أحد يتشرف أن يكون في هذا الوطن إذا لم يحافظ على حرية الوطن وكرامته وأمنه واستقراره وسيادة الدولة والجمهورية والحفاظ على الوحدة الإجتماعية والجغرافية للشعب العريق والحر والأبي والذي ضحى في هذه المرحلة بأغلى ما يملك ووصلت التضحية إلى كل بيت وإذا لم تكن بالدم فقد صارت بفقدان المصالح وسبل العيش".
ومن جهة أخرى أكد المجتمعون من شيوخ القبائل وزعماء العشائر أهمية "تعزيز دور المؤسسات الرسمية والأمنية وتوحيد الجهود في مواجهة العدو المشترك لكل اليمنيين والعدوان والوفاء لتضحيات الشعب اليمني والذي يعاني ما لا يعانيه أي شعب في العالم. مؤكدين الوقوف ضد كل من يحاول شق الصف الوطني في مواجهة العدوان وحماية الوطن والأرض والعرض خصوصا بعد اقتراب النصر وإستهداف العدو للجبهة الداخلية التي تزداد قوة بالوعي والإيمان والصمود والثبات والتضحيات الزكية من الشهداء والجرحى وحتى الشعب الصامد والصابر والثابت".
لا يمكن لمتابعي الشأن اليمني تجاهل الخلافات التكتيكية بين أنصار الله وحزب المؤتمر الوطني، ولكن تجدر الإشارة الى أن الحديث عن انفراط عقد التحالف بين الجماعتين ليس بالأمر المستجد، بل يعود إلى ما بعد أربعة أشهر من بدء العدوان على اليمن، بمحاولة من الأبواق الإعلامية الموالية لما يسمى بالتحالف العربي لشق صف المقاومة اليمنية التي منعت العدوان العسكري من تحقيق أهدافه. و لكن بعد سنتين ونصف قدمت المقاومة اليمنية المتمثلة باللجان الشعبية والجيش نمطا يحتذى به بالوحدة والتنسيق الميداني، خارج الحسابات السياسية الضيقة.