الوقت- إن التعاون العسكري الذي نشهده هذه الأيام بين تركيا وقطر ليس وليد اللحظة وإنما مبني على اتفاقيات استراتيجية بين البلدين تعود إلى العام 2001، وبدأ العمل بشكل رسمي والمصادقة على هذه الإتفاقيات في العام 2015.
وبموجب هذه الإتفاقيات يمكن للدولتين إجراء مناورات عسكرية مشتركة، بالإضافة إلى إمكانية نشر قوات تركية على الأراضي القطرية، ومع بداية الأزمة الخليجية وسعي دول مجلس التعاون الخليجي لمحاصرة قطر بدأت طلائع القوات التركية بالقدوم إلى قطر ونشر قواتها وإجراء تدريبات عسكرية على الأراضي القطرية، واليوم تجري قطر إحدى أكبر مناوراتها العسكرية المشتركة مع القوات التركية، في استعراض لتحالفهما الاستراتيجي بعد شهرين من مقاطعة دول عربية لقطر إثر اتهامات لها بدعم الإرهاب.
تفاصيل المناورة
انطلقت المناورات العسكرية المشتركة بين قطر وتركيا منذ الثلاثاء الماضي واستمرت حتى يوم أمس، وتضمنت مشاركة 250 عسكرياً و30 آلية مدرعة تركية.
وشارك قادة كبار في تمرين يومي 7 و8 أغسطس/ آب الحالي، وحول هذه المناورات أوضح المقدم الركن نواف بن مبارك بن سيف آل ثاني مدير مديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع، في بيان صحفي صادر عن المديرية، "أن المناورات التي جرت في معسكر الدحيليات هدفها الدفاع عن المرافق الحيوية والاقتصادية والاستراتيجية والبنية التحتية القطرية".
من جهته قال العميد الركن هادي راشد الشهواني في تصريح له، بأن "الدرع الحديدية" تضمنت تدريب القيادات على تقدير الموقف والتخطيط والسيطرة والتنسيق بين وحدات القوات البرية الأميرية القطرية والقوات التركية، لصد الاختراقات ومنع عمليات التسلل واستعادة السيطرة على الموقف في المناطق الحيوية.
وفي تفاصيل المناورة، وصلت فرقاطة تركية في البداية إلى ميناء حمد جنوب شرق الدوحة، للانضمام إلى القوات التركية الموجودة بالدوحة، والمشاركة في مناورات البحرية والتمرينات العسكرية بين البلدين.
وصدر عن مديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع، بيان أوضحت فيه أن الفرقاطة التركية "تي سي جي جوكوفا" (TCG GOKOVA) التي وصلت قطر، يصل عدد أفراد طاقمها إلى 214 فرداً.
وكشف البيان، أن المناورات المرتقب إجراؤها "سوف تقام في مناطق ميناء حمد وقاعدة الدوحة البحرية والمياه الإقليمية القطرية، بين البحرية القطرية ونظيرتها التركية بمشاركة هذه الفرقاطة الأحدث في القوات المسلحة التركية".
وأشار إلى أنّ "هذه التمرينات تأتي في إطار التعاون العسكري المشترك بين دولة قطر والجمهورية التركية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".
القوات التركية المتواجدة
صرحت أنقرة بأنها ستنشر 3000 من قواتها البرية في القاعدة، لتصبح مكانا لتدريبات مشتركة ولمساندة جهود مكافحة الإرهاب.
ووقفت تركيا إلى جانب قطر بعدما قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية وروابط النقل معها بعد اتهامها بمساندة الإرهاب، وهو ما نفته الدوحة.
وتأتي هذه المناورات بناء على اتفاقيات مسبقة في إطار التعاون الدفاعي الثنائي بين قطر وتركيا، لدعم جهود مكافحة الإرهاب والتطرف وعمليات التهريب ولحفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة.
ووافق البرلمان التركي في السابع من يونيو/حزيران الماضي على السماح لمئات من القوات التركية بالانتشار في قاعدة عسكرية في قطر أقيمت ضمن اتفاق وقع عام 2014 وذلك لإظهار الدعم لقطر التي تستضيف أيضا أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة.
وتقوم تركيا بإنشاء قاعدة عسكرية لها في قطر وتعمل على توسيعها، وتفيد تقارير بوجود 150 عسكرياً تركياً فيها، ومن الجدير بالذكر أن إزالة هذه القاعدة تدخل ضمن قائمة المطالب الـ13، التي تشترط دول مقاطعة قطر تنفيذها لتطبيع العلاقات معها.
وأقدمت السعودية والإمارات والبحرين، في 5 يونيو/ حزيران الماضي، على قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وإغلاق المنافذ البرّية والبحرية والجوية، وذلك بعد حملة التحريض الواسعة والمدبّرة ضد الدوحة.
الكيان الإسرائيلي غاضب من تعاون قطر وتركيا
وصف موقع NRG الإسرائيلي المناورات العسكرية بين قطر وتركيا، بأنها رسالة تركية واضحة إلى السعودية بأنها تدعم قطر.
أما الكيان الإسرائيلي فأظهر غضبه من هذه المناورات، وظهر هذا الأمر من خلال مواقع التواصل الإجتماعي التي ضجت بحملات هجومية على هذه المناورات، داعين إلى فرض مقاطعة اقتصادية على تركيا، في وقت طالب فيه مركز بحثي إسرائيلي إلى محاصرتها بسبب دعمها لقطر في الأزمة الخليجية.
وتجدر الإشارة إلى أن "مركز يروشليم لدراسة الجمهور والدولة"، المرتبط بدوائر صنع القرار في تل أبيب، دعا إلى استغلال الأزمة الخليجية وتوظيفها في محاصرة تركيا.
