الوقت- نشر موقعVeterans Today تقريرا للخبير الامريكي غوردون دوف مزوداً بالأدلة العلمية التي أيده بها العالم النووي جيف سميث حول القنبلة التي سقطت على جبل نقم في اليمن الاسبوع الماضي، واكد "استخدام سلاح نيوتروني في الغارة التي ضربت الجبل". ونشر الموقع فيديو انفجار يظهر لحظة القاء القنبلة النيوترونية التي أسقطتها طائرة سلاح الجو الإسرائيلي على جبل نقم، وذكر الموقع أن "الفيديو بتاريخ 20 مايو 2015".
وأكد الخبير دوف في تقريره ان "طائرة اسرائيلية مطلية بألوان سلاح الجو السعودي هي من ألقت القنبلة النيوترونية"، وأشار الى أن "القنبلة ليست تقليدية بل هي أكبر بكثير".(القنبلة التقليدية تزن 2 كيلو غرام). واوضح الخبير الامريكي ان "عرض الفيديو من خلال كاميرا متخصصة كشف عن وجود نيوترونات في القنبلة التي ضربت الجبل".
داف، هو محارب مخضرم في البحرية الأمريكية وشارك في حرب فيتنام، ومن كبار خبراء الاستخبارات العالمية وخبراء الأسلحة النووية، ويدير أكبر منظمة في الاستخبارات الخاصة في العالم، وجيف سميث هو عالم فيزياء نووية ومفتش سابق في وكالة الطاقة الذرية، ما يجعل لكلامهما مصداقية يجب التوقف عندها كي لا تمر هذه الحادثة مرور الكرام، لما لها من تداعيات وخلفيات جعلت الكيان الاسرائيلي يدخل مباشرة على خط العدوان السعودي على اليمن.
كتعريف سريع، تعد القنبلة النيوترونية سلاحاً متطوراً جداً وفتاكاً لا يزيد وزنها الكلي على كيلو غرام واحد، لذا يسهل حملها في الدبابة أو الطائرة او كرؤوس على صواريخ موجهة حتى عن قرب. ويكمن السر الخطير في أن من يمتلك هذا السلاح لا بد أن يكون حائزاً على تكنولوجيا تتجاوز القنبلة الذرية، لأن القنبلة النيوترونية عبارة عن قنبلة هيدروجينية تكتيكية صغيرة العيار نوعاً ما، ومصممة لغرض القضاء على التفوق البشري في دقائق، بدائرة شعاعها ثلاثة كيلومترات، من دون المعدن والآليات لتبقي الدبابات والمباني أطلالاً وكأن لا من سمع ولا من رأى، لذا سميت بالقنابل النظيفة. مما يبعد فرضية أن تكون الغارة قد نفذتها السعودية أو أي دولة أخرى مشاركة في العدوان لعدم امتلاكهم تلك التكنولوجيا.
لا سبب واضح من وراء اقدام الكيان الاسرائيلي على تلك الخطوة الجريئة بعيدا عن حدوده، فهو بالطبع لم يتحدث عن الغارة، كذلك الأخبار من اليمن لم تتحدث عن صيد ثمين جناه العدوان من الغارة على جبل نقم. لذا يمكن حصر الأهداف بعنوانين هما الأقرب الى المنطق:
أولا يمكن أن تكون الغارة هي تجربة اسرائيلية لسلاح متطور جديد آخر من ترسانة هذا الكيان العسكرية، على أهداف واقعية لدراسة نتائجها بشكل أدق، ولدراسة امكانية استخدام هذا السلاح الفتاك في حروبه القادمة مع لبنان أو فلسطين أو غيرهما، وهو الذي ما زال يدرس السيناريوهات المحتملة للحرب القادمة خصوصا مع حزب الله، حيث عجز رغم استخدامه أفضل التكنولوجيا من القضاء عليه لاستخدام الحزب ما يعرف بحرب العصابات حيث أن عددا صغيرا من الجنود يمكنه السيطرة على مساحة كبيرة على الأرض مستفيدا من السواتر الطبيعية.
ثانيا هناك احتمال أن تكون الغارة الاسرائيلية قد استهدفت هدفا معينا، يعتبره الكيان الاسرائيلي مهما وخطيرا لدرجة تجعله يتدخل عبر طائراته قاطعاً كل تلك المسافة لضرب هذا الهدف، كمنصة اطلاق صواريخ أو غير ذلك.
أما في الحديث عن تداعيات الغارة الاسرائيلية فلا يمكن الحديث عن تبعات قد تستخدم ضد الكيان الاسرائيلي، فحركة أنصار الله والجيش اليمني حاليا ليسوا بوارد رد عسكري يطال الكيان الاسرائيلي، ومن حيث العقيدة فان شعار حركة أنصار الله قبل حدوث تلك الغارة كان يتضمن اللعنة على اليهود في اشارة الى الكيان الاسرائيلي الغاصب لفلسطين، وبعد تلك الغارة فان ثوار اليمن لن يزدادوا الا اصرارا على التمسك بعقيدتهم وأحقيتها. ثم انه لو أعلن الكيان الاسرائيلي مسؤوليته عن الغارة فبأحسن الاحتمالات قد يخرج تصريح من مسؤول عربي أو غربي لادانة الغارة، فكيف الأمر اذا كان الكيان الاسرائيلي لم يعترف؟
أهداف وتداعيات الغارة الاسرائيلية على جبل نقم تبقى تحت دائرة التحليل، الذي قد يخطىء أو يصيب، الا أن الأمر القطعي هو حصول تعاون سعودي اسرائيلي سبق تلك الغارة بشكل أو بآخر، فلا يمكن للطيران الاسرائيلي التحليق في سماء صنعاء دون التنسيق المسبق مع القوات السعودية التي بدورها لا يمكنها الموافقة على حصول الغارة دون موافقة صناع القرار السعودي، فهل ما حصل قد يمهد لتعاون مستقبلي أوسع بين الرياض و تل أبيب؟ خصوصا بعد أن كثر الحديث عن فتح قنوات جديدة للتعاون الأمني المشترك بين الكيان الاسرائيلي والسعودية في الفترة الأخيرة. ويا تري أين سنشهد غارات تستخدم فيها تلك القنابل الفتاكة لاحقا؟