الوقت- وكالة الأنباء البريطانية رويترز كتبت في تقرير لها نقلا عن تصريحات لبعض المسؤولين الأمريكيين، حيث عبروا في تصريحاتهم هذه عن تزايد حالة السخط لديهم وعدم تقبلهم للسياسات الخارجية التي تتبعها حكومة ترامب وأشاروا أيضا إلى فشل بعض هذه السياسات المتبعة ولفتوا إلى أنهم لا يتمتعون بأي استقلالية في الأعمال التي يقومون بها.
ووفقا للتقرير الذي أعدته وكالة رويترز، فلقد صرح المسؤولون الأمريكيون بأن النزاع القائم بين المتشددين الدوليين الذين يريدون مواصلة قيادتهم التقليدية لأمريكا وأنصار نهج "أمريكا أولا"، كان سببا في أخفاق بعض مسئولي السياسة الخارجية والمخابراتية السابقين.
ومن جهة أُخرى صرح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لأصدقائه، بأنه إذا بقي في منصبه هذا كوزير للخارجية الأمريكية حتى نهاية هذا العام، فإنه سوف يكون محظوظ جدا. والسياق نفسه أشار مسؤولين آخرين أيضا بأن إتش. أر. ماك ماستر مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد سئم من الفوضى وعدم التنظيم التي تعتري القضايا الهامة التي تدور في البيت الأبيض.
ولفت أيضا مسؤولين كبار في الأمن القومي الأميركي إلى أن : ماك ماستر يشعر بالضيق والضجر وذلك نظرا لتجاهل طلباته التي تقدم بها في وقت سابق للبيت الأبيض لاتخاذ مواقف حازمة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي سياق آخر دعا الرئيس الأمريكي إلى مسائلة أجهزة الاستخبارات الأمريكية حول تدخل روسيا لمساعدته في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2016، والتي أدت إلى فوزه على منافسته هيلاري كلينتون.
وبالإضافة إلى ذلك، فلقد خلق النقاش الدائر حول إرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى أفغانستان، متاعب كثيرة لماك ماستر.
وتجدر الإشارة هنا بأن ماك ماستر هو جنرال يحمل ثلاث نجوم ولقد تم تكريمه مرة واحدة خلال فترة ترامب الرئاسية. ومن ناحية أخرى، قال مصدر مطلع لرويترز بأن تيلرسون " منزعج كثيرا نظرا لعدم تمتعه بحكم ذاتي واستقلال وسيطرة على وزارته."
واعلن هذا المصدر بأنه لم يسمع أي شيء عن ذهاب تيلرسون من وزارة الخارجية. وأضاف هذا المصدر قائلا، لا يبدو أن يكون الوضع قد تحسن ولفت أيضا بأن الوضع في بعض الحالات يزداد سوءا. وفي السياق نفسة كَذب آر سي هاموند المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التصريحات التي لوحت إلى مغادرة تيلرسون من وزارة الخارجية أو انزعاجه من الأوضاع الحالية التي تعيش فيها هذه الوزارة وقال: أن لديه أسباب كثيرة للبقاء في منصبه، وكل هذه الأسباب تُعد أمور مهمة لأمريكا.
ووفقا لتقرير نشرته رويترز، فلقد حقق تيلرسون الأسبوع الماضي نصرا ملفتا للنظر في ميدان السياسة، عندما وافقت أمريكا على إلزام الحكومة الإيرانية بالاتفاق النووي. و في أعقاب هذا الأمر صرح مسؤول أمريكي، بأن ستيف بنفان كبير الاستراتيجيين وسيباستيان غوركا مستشار البيت الأبيض وجها انتقادات حادة لتيلرسون. ولكن هاموند كَذب هذه التصريحات التي أشارت إلى وجود خلاف بين تيلرسون وترامب حول قضية إلزام إيران بالاتفاق النووي.
وفي الشهر الماضي، بعد قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية مع قطر بحجة اتهام الدوحة بدعم الإرهاب، دعا تيلرسون هذه الدول للحد من الحصار المفروض على قطر ودعا كلا الجانبين إلى إنهاء هذه الأزمة. ولكن بعد 90 دقيقة من دعوة تيلرسون هذه، وجه ترامب سيلا من الاتهامات لقطر بتمويلها للإرهاب.
من ناحية أخرى، نشر موقع بوليتيكو الشهر الماضي تقريرا يفيد بأن تيلرسون كان غاضبا من "جوني ديستيفانو" وذلك لأن الأخير كان من اشد المعارضين لمقترحاته حول المناصب الرئيسية العلياء في وزارة الخارجية.
وتحدث تيلرسون مؤخرا للصحفيين عن اختلاف طبيعة عملة في وزارة الخارجية مع وظيفته السابقة والتي كان يشغل منصب رئيس تنفيذي لشركة النفط اكسون موبيل ، حيث قال: لقد كنت في شركة (اكسون موبيل) صانع القرار النهائي. وأضاف قائلا: لقد كنت على علم بما كان ينتظرني. لقد كان لدينا الكثير من العمليات المنظمة. ولكن هذه الميزة غير موجودة داخل الحكومة الأمريكية.