الوقت- أجرى موقع الوقت التحليلي لقاء مع أستاذ ورئيس قسم الأنثروبولوجيا في جامعة مينيسوتا الأمریکیة وليام بيمن كشف خلاله عن علاقات فريق ترامب بالكيان الاسرائيلي و السعودية كما بحثنا معه عددا من القضايا الجوهرية في المنطقة منها فکرة إنشاء مناطق آمنة في سوريا و الاستراتيجية الأمريكية في العراق بعد القضاء علی تنظيم "داعش" و الاستراتيجية الأمريكية القادمة حول إيران و...
وقال بيمن في المقابلة إن أهم أعضاء الحكومة الأمريكية يرتبطون بالنظام الإسرائيلي والسعودية حيث إن هذه العلاقات قد تؤثر على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.
وردا على سؤالنا حول التغييرات المحتملة في السياسات الأمريكية في منطقة غرب آسيا، قال الأستاذ الجامعي والخبير في المنطقة إن بعض الوجوه الجديدة في البيت الأبيض بينهم وزير الخارجية، ريكس تيلرسون ومستشار الرئيس ترامب جاريد كوشنر تربطهم علاقات وثيقة مع الأنظمة في السعودية وإسرائيل، الأمر الذي قد يؤثر على السياسات المستقبلية في المنطقة، كما تحدث ويليام بيمن عن السياسات الأمريكية المستقبلية في منطقة غرب آسيا.
ووصف الأستاذ بيمن الحكومة الأمريكية الجديدة بأنها "قليلة الخبرة"، مشيرا إلى أنها لا تمتلك يقينا حول السياسات المستقبلية في المنطقة، وعلى الرغم من التهديدات الأولية لتمزيق اتفاق إيران النووي قال بيمن إن ادارة ترامب لا تستطيع أن تفعل هذا من جانب واحد، كما وصف العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد طهران ب "عقوبات بلا معنى فرضت بعد إطلاق صاروخ ذاتي الدفع تقليدي" وهي علامة أخرى على "عدم الكفاءة وسياسة التهور في البيت الأبيض".
وفيما يلي نص الحوار الكامل مع الأستاذ بيمن، من جامعة مينيسوتا:
الوقت: بالنظر إلى حملة ترامب الرئاسية والتي تبين أن ترامب ناقد كبير لسياسات أمريكا والنظام السياسي ككل، فما هي استراتيجيته لمنطقة غرب آسيا وما هو التحول في النهج الأمريكي الحالي الذي يمكن أن نتوقعه؟
الأستاذ بيمن: إن الرئيس ترامب يقوم بصياغة سياسة شاملة في الشرق الأوسط، وفريق سياسته الخارجية هو "فريق خام وعديم الخبرة"، لذلك نحن لا نزال في مرحلة التخمين حول الاتجاهات المستقبلية، ومع ذلك، فإن وزير الخارجية الجديدة، ريكس تيلرسون، وهو الرئيس السابق لشركة "اكسون موبيل" يمتاز بعلاقاته الشخصية الوثيقة مع السعودية، ومن المرجح أنه يضمن مصلحة السعودية في أي قرار، بالإضافة إلى ذلك، جاريد كوشنر مستشار الرئيس ترامب في القانون وكبير مستشاريه لديه علاقات شخصية مع بنيامين نتنياهو، ولذا فإننا يمكن أن نتوقع معاملة أفضل أيضاً مع إسرائيل ونتيجة لذلك تم تعيين ديفيد فريدمان سفيرا إلى إسرائيل، وهو واحد من أنصار التطرف في السياسة الإسرائيلية اليمينية، بما في ذلك عداؤه تجاه الفلسطينيين.
الوقت: حول إنشاء مناطق آمنة في سوريا اقتراح ترامب ينطوي على خطر زيادة التوتر مع روسيا، فهل البيت الأبيض على استعداد لقبول مثل هذا الخطر والمضي قدما في اقتراح ترامب؟ إذا كان الجواب نعم، هل يمكن أن يسبب هذا أي مشكلات للبنتاغون؟
الأستاذ بيمن: فكرة إنشاء "مناطق آمنة" في سوريا هي فكرة غير مدروسة، حيث يمكن للمرء أن يكون على يقين من أنه لن يكون هناك أي مشاورات مع روسيا بشأن هذه السياسة، الأمر الذي سيخلق مشكلات كثيرة مع روسيا، والشيء المهم الذي يجب أن نضعه في اعتبارنا دائما هو أن البيت الأبيض وترامب غير مستعدين وهم هواة في الوقت الحالي في كل ما يخص السياسة الخارجية، ومن المرجح أن نجد العديد والعديد من الأخطاء مع هذه الخبرة القليلة.
الوقت: كيف ستكون الاستراتيجية الأمريكية في العراق بعد القضاء على الإرهابيين من تنظيم "داعش" في الموصل، وهل سيسحب البنتاغون قواته من البلاد؟ وهل سيدعم البيت الأبيض وحدة أراضي العراق؟
الأستاذ بيمن: جهود أمريكا في العراق في الوقت الحاضر غير معروفة كلياً، وبصرف النظر عن القضاء على "داعش" وأفترض أن القوات الأمريكية ستظل على الأرض في العراق بقوتها الحالية، فالرئيس ترامب في الحملة الانتخابية انتقد الرئيس أوباما لانسحابه من العراق، لكننا نعلم جميعا أن الترتيب لاستمرار وجود القوات في العراق تم التفاوض عليه في عهد الرئيس بوش، عندما كانت الحكومة العراقية مستعدة لمنح "الولاية القضائية الخارجية" للقوات الأمريكية لإعادة التفاوض على استمرار وجود القوات الأمريكية، فلم يكن هناك خيار للقوات التقليدية سوى الانسحاب في عهد الرئيس أوباما، فالقوات الأمريكية الحالية هي من "المستشارين"، وليس من المفترض أن تكون نشطة للقيام بأي عمليات قتالية.
قد يكون من الحكمة أن ننظر إلى الجنرال جيمس ماتيس، وزير الدفاع الجديد، باحترام كبير، وعلى الرغم من انه كان عدائيا تجاه إيران، إلا أنه من المرجح أن يكون الشخص الذي يحكم عمل مستقبل القوات الأمريكية في العراق، فمن خلال مراقبة وجهات نظره عن كثب من المرجح أنه أفضل من قرائنه تجاه الحركات المستقبلية في العراق.
الوقت: ما هي الاستراتيجية الأمريكية القادمة حول إيران حيث تلعب طهران دورا رئيسيا في الحرب الإقليمية على الإرهاب وتدعم جهود التسوية بالنسبة لسوريا من خلال محادثات جرت مؤخرا في العاصمة الكازاخستانية استانا؟
الأستاذ بيمن: دعا الرئيس ترامب لإلغاء الاتفاق النووي ومع ذلك، أصبح من الواضح أن امريكا لا تستطيع أن تفعل هذا من جانب واحد، إذا الرئيس ترامب كان يبحث عن طريق آخر لإظهار استيائه من إيران، فالعقوبات لا معنى لها حيث فرضت بعد إطلاق صاروخ باليستي تقليدي مؤخرا، و لم تتشكل بعد سياسة شاملة تجاه إيران، والقيادة الأمريكية لا تزال عديمة الخبرة وغامضة جداً، وفشل "حظر السفر" الذي شمل فرض قيود على سفر الإيرانيين إلى أمريكا جنبا إلى جنب مع ست دول ذات أغلبية مسلمة أخرى هو خير مثال على عدم كفاءة البيت الأبيض وسياسته المتهورة فحظر السفر مغلوط وتم رفضه في المحاكم الأمريكية.