الوقت- مرة أخرى تحولت شوارع إسلام أباد إلى ساحة تظاهرات معادية لأمريكا، حيث نزل الباكستانيون بالآلاف إلى شوارع إسلام أباد البارحة في تظاهرات ضد السياسات الأمريكية اتجاه بلدهم، تظاهرات أطلقت فيها شعارات منددة بأمريكا وسياساتها في المنطقة.
إذا أكد الشعب الباكستاني عصر البارحة مجددا على رفضه ومعاداته لأمريكا التي تتبع سياسات متعددة الأوجه اتجاه باكستان، فنزل بعشرات الآلاف في شوارع العاصمة إسلام أباد وبالقرب من مقر السفارة الأمريكية هناك مطلقا صيحات الغضب والعداء لأمريكا. وقد أتت هذه التظاهرات في ذكرى مقتل أحد القادة الشباب للحراك الكشميري في كشمير الهندية على يد القوات الهندية، وتنديدا بقرار أمريكي يقضي بوضع أحد قادة الحراك الشعبي الكشميري على لوائح الإرهاب الأمريكية.
وقد أكد المتظاهرون ومن خلال لافتات وشعارات أطلقوها على إدانة هذه الخطوة الأمريكية التي تؤكد سياسة الانحياز الأمريكية في هذه القضية. ففي وقت كان الرئيس الأمريكي السابق قد أكد نية بلاده في مساعد الباكستان على حل القضية مع الطرف الهندي فإن الخطوة الأخيرة تؤكد أن أمريكا لا تفي بما تقوله كما أنها تتبع سياسة متعددة الأوجه وخاصة اتجاه قضايا العالم الإسلامي.
وكان من اللافت حضور شخصيات سياسية ودينية لهذه التظاهرات، إضافة إلى مشاركة واسعة لقيادات حزبية من مختلف التوجهات السياسية، وهذا الأمر يؤكد وجود حالة عامة من الغضب الشعبي والرسمي اتجاه السياسات الأمريكية. كما يؤكد على الاصطفاف الكامل مع أهالي كشمير حتى حصولهم على مطالبهم المحقة.
وبالعودة إلى الغضب من السياسات الأمريكية فقد أكد مسؤولين عن تنظيم هذه التظاهرات أن الأمريكيين هم وراء بث الفتن والإرهاب في العالم الإسلامي. ويسعون لرأب الصف الإسلامي من خلال الإيحاء بالوقوف إلى جانب المسلمين وقضاياهم ومحاربة الإرهاب والسعي للسلام وهي شعارات إعلامية لا يعمل الأمريكيين على تحقيقها مطلقا.
أما عن قضية كشمير فقد وعد الأمريكيين أكثر من مرة بإيجاد حل عادل لهذه القضية وفي المقابل يضعون قيادات كشميرية على لوائح الإرهاب مما يؤكد على ازدواجية المعايير الأمريكية.
هذا وأكد المتظاهرون أنهم لن يسمحوا للأمريكيين بتحقيق أهدافهم المشؤومة، مؤكدين على ضرورة توحيد الصف الإسلامي في وجه الخداع والتزوير الأمريكي.
يُذكر أن هذه التظاهرات لم تتمكن من بلوغ محيط السفارة الأمريكية كونها تقع في منطقة السفارات المغلقة في إسلام أباد، ولكن ورغم ذلك أصر الباكستانيون وبالآلاف على بلوغ أقرب نقطة للسفارة مؤكدين على عدم ثقتهم بأمريكا التي تتلون وتتبع معايير مزدوجة لتحقيق أهداف مشؤومة في عالمنا الإسلامي.