الوقت- دفاعاً عن حقوق الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يواصل الأسير الفلسطيني القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الرابع عشر على التوالي مطالباً بالإفراج الفوري عنه وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقه.
الاضراب هو الرابع لخضر عدنان البالغ من العمر 37 عاماً والإعتقال العاشر له دون تهمة أو محاكمة، حيث أمضى ما مجموعه 6 سنوات في السجون الإسرائيلية كانت في معظمها تحت مسمّى الاعتقال الإداري. ویحمل هذا الاضراب رسالة واضحة الى المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والانسانية تكشف حقيقة الانتهاكات اللاانسانية وغير القانونية التي يتعرض لها الاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
ويعتقد المراقبون ان استمرار عدنان بالاضراب عن الطعام الذي عبّر عنه بأنه "معركة نصر أو شهادة" يمثل صرخة مدوية يدافع من خلالها عن حقوق جميع الأسرى الفلسطينيين التي تنتهك من قبل سلطات الاحتلال بممارسات تعسفية وهمجية لا تستند الى أي قانون.
كما يعتقد المراقبون بأن إضراب عدنان عن الطعام هو خطوة مشروعة ورائدة للحرية، مشيرين الى ما حققه هذا النوع من الاضراب من نتائج ايجابية عززت صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني وأسراه بوجه الاحتلال المتغطرس.
ويؤكد والد الأسير خضر أن ولده يعي تماماً مخاطر الخطوة التي أقدم عليها، واصفاً هذه المعركة بأنها أكثر مصيرية من سابقاتها التي خاضها ابنه عام 2012 واستمر فيها لمدة 66 يوماً في الإضراب عن الطعام.
رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع اكد من جانبه أن إضراب عدنان سيفجر من جديد قضية الإعتقال الإداري داخل سجون الاحتلال، متوقعاً أن ينضم أسرى آخرون لهذا الإضراب خلال الأيام القادمة في اطار معركة إحتجاجية واسعة ضد الانتهاكات التي تمارس بحقهم لا سيما أن الآلاف منهم قد احتجزوا لأكثر من 10 سنوات دون تهم واضحة أو محاكمات عادلة.
من جهته بيّن محامي نادي الأسير أن سلطات الاحتلال شرعت منذ اليوم الأول من إضراب عدنان عن الطعام بفرض عقوبات عليه تمثلت بعزله في زنزانة انفرادية في سجن "هداريم" وحرمانه من الخروج إلى الساحة ومن ابسط مقومات الحياة ومنعه من الحصول على راديو أو جريدة، أو أن يكون بحوزته دفتر أو قلم.
مفجر معركة الأمعاء الخاوية الأسير خضر عدنان رفض بالمقابل إجراء الفحوصات الطبية أو أخذ أي نوع من المدعمات، كما أنه لا يتناول الملح أو السكر ويكتفي بالماء فقط، إضافة إلى استمراره في مقاطعة المحاكم العسكرية للاحتلال.
وقد طالبت مؤسسة "مهجة القدس" كافة فصائل الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية بضرورة دعم ومساندة عدنان في معركته الجديدة ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسفي والعمل علی إفشال مخططات الاحتلال في النيل من رمزيته التي تمثل نموذجاً رائعاً في توحيد كل اتجاهات الشعب الفلسطيني. كما أطلق عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة معه بخمس لغات حملت عنوان "حتى الحرية .. كلنا خضر عدنان".
في هذه الاثناء أعربت مجموعة من طلبة جامعة "بيرزيت" عن تضامنها مع خضر عدنان، وذلك عبر وقفة تضامنية نظمتها الكتل الطلابية في الجامعة طالبوا فيها بتحرك شعبي ورسمي لإسناده وإسناد الأسرى الفلسطينيين الآخرين في سجون الاحتلال. وأكد ممثلو الكتل الطلابية في كلماتهم في هذه الوقفة على التضامن والوقوف بجانب الأسرى في معركة الصمود التي يخوضونها بوجه الاحتلال.
وعملياً، خرق الكيان الاسرائيلي أهم بنود عملية "وفاء الأحرار" التي تم خلالها مبادلة 1027 أسيراً بالجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط في أكتوبر/تشرين الاول 2011، وذلك بإعادة اعتقاله عدداً من الاسرى الفلسطينيين المحررين في تلك العملية. كما استدعت آخرين، وأجرت إعادة محاكمة لهم على الأحكام السابقة قبل الإفراج عنهم، بينهم سامر العيساوي صاحب أطول إضراب عن الطعام في التاريخ المعاصر.
وطالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى لجنة تحكم قانونية دولية للنظر في الإجراءات التعسفية الإسرائيلية، التي أعادت فرض أحكام سابقة على أسرى حرروا في صفقة سياسية.
وأكد عيسى قراقع أنه لا يجوز للاحتلال أن يفتح ملفات قديمة ويعيد محاكمة أسرى محررين وفق اتفاقات دولية، لافتاً إلى أن القرارات التي تصدر عن المحاكم الإسرائيلية تأخذ طابعاً سياسياً وانتقامياً دون الاستناد إلى أية إجراءات قانونية.