الوقت- تماما كما تفعل الولايات المتحدة الامريكية بمعارضيها تحت تصنيفات عديدة من بينها الباسهم تهما دينية وسياسية مرة بدعوى انهم من الاخوان المسلمين وتارة لكونهم يمثلون خطرا عليها وعلى العالم.
ها هي حكومة ابوظبي تقتدي بحليفتها امريكا، فبعد ان قامت بانشاء سجون في ليبيا وسوريا ولم يعرف بعد اين موقعها ومن فيها وما هي الطريقة التي تتم فيها اعتقالهم، سوى ما رشح عن ذويهم بأن المتعاونين مع القوات الاماراتية هم ما اقتادوا ذويهم لاماكن ما زالوا يجهلونها لغاية اليوم .
رأت الامارات ان نقل تجربتها الوحشية والبشعة من ليبيا وسوريا الى جنوب اليمن هو الحل الامثل لفرض سيطرتها، مستخدمة في ذلك الترويع والترهيب حتى وصل الامر الى اقامة معتقلات تابعة لها، وتحت اشراف قيادتها العسكرية ويشرف عليها زبانيتها في عدن.
فقد كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير عن سجون سرية تشرف عليها دولة الإمارات في اليمن، يجري فيها تعذيب المساجين والتحقيق معهم، بعد عمليات اعتقال تعسفي وإخفاء قسري.
وأوردت المنظمة الحقوقية في تقريرها الذي يعد سابقة، أماكن السجون السرية، ومعلومات عنها، وحذرت من أن الإمارات تدير مركزي احتجاز غير رسميين على الأقل، وأن مسؤوليها أمروا بالاستمرار في احتجاز الأشخاص، رغم صدور أوامر بإطلاق سراحهم، وأخفوا أشخاصا قسرا.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها المنظمة الدولية لحقوق الإنسان، فإنها كشفت أيضا عن أن الإمارات نقلت محتجزين مهمين إلى خارج اليمن، وأن الولايات المتحدة متورطة مع المحتجزين في السجون السرية، إذ قامت باستجوابهم.
واتهمت المنظمة دولة الإمارات بأنها تموّل وتسلح وتدرب قوات تحارب في الظاهر الفروع اليمنية لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، إلا أنها تقوم بتجاوزات مثل الاعتقال التعسفي والتعذيب في سجون غير رسمية.
إستنكار يمني
من جهته، علق المحلل اليمني خالد عقلان على الأمر، بالقول إن "ما يحصل في اليمن من انتهاكات جسيمة تقوم بها قوات إماراتية ومليشيات تتبعها، يعد جريمة كبرى بحق اليمنيين، وانتهاكا للسيادة اليمنية وكرامة الإنسان اليمني، وتجاوزا لكل الأعراف والتقاليد العربية والقوانين الدولية".
وأضاف أن ما كشفته المنظمة الحقوقية "يعطي مؤشرا خطيرا للغاية على الدور الذي تقوم به الإمارات ويعطيها صفة دولة المهمات القذرة في المنطقة عموما واليمن بشكل خاص"، وفق تعبيره.
ولفت إلى أن الإمارات كونها ضمن التحالف العربي الذي تدخل في اليمن، كان دورها منوطا بالإسهام باستعادة الدولة لصالح "الشرعية"، إلا أنها جاءت بقوات تتحول إلى عصابات وميليشيات تصادر حق الحياة، وكرامة الإنسان. وأكد أن الكشف عن هذه الانتهاكات سيولد ردود أفعال كبيرة، وأن هذا الأمر يفقد التحالف العربي مشروعية تدخله في اليمن.
وحمل نشطاء يمنيون ايضا المنظمات الدولية والإنسانية المسؤولية في الوقوف ضد "الممارسات التي تدعمها الإمارات، التي تنتهك القانون الدولي وتكشف النوايا الخبيثة لبعض دول التحالف التي تسعى لتقسيم اليمن اجتماعيا وسياسيا."
كذلك، اتهم رئيس "اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى" في صنعاء، عبد القادر المرتضى، "حزب الإصلاح" الإخواني بـ"ارتكاب انتهاكات جسيمة في حق الأسرى تفوق بوحشيتها تلك التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة"، مؤكداً، "تعرّض 95% من الأسرى المحررين من سجون الإصلاح للتعذيب النفسي والجسدي."
أمريكا متورطة والإمارات تنفي
ونُقل عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أن القوات الأمريكية تشارك في استجواب المعتقلين في بعض المواقع باليمن الا انها تترك أمر التعذيب للقوات المدعومة إماراتيا وبأوامر من أبو ظبي، وتضع قوائم أسئلة يطرحها آخرون لاحقا على السجناء، ومن ثم تتلقى تقارير عمليات الاستجواب من الحلفاء الإماراتيين. وقالوا إن القيادة العسكرية الأمريكية على علم بمزاعم عمليات التعذيب في تلك السجون، وسبق لها أن درستها، لكنها اكتفت بالتأكد من أن العسكريين الأمريكيين لم يكونوا حاضرين خلال حدوث الانتهاكات.
وفي بيان صدر عن الحكومة الإماراتية، نفت الأخيرة كافة الاتهامات، ودحضت المزاعم حول وجود أي معتقلات سرية أو تعذيب للسجناء خلال عمليات الاستجواب.
لكن محامين وذوي السجناء قالوا أن قرابة ألفي شخص اختفوا أثناء احتجازهم في تلك السجون السرية، ما دفع بأقارب هؤلاء المفقودين إلى الاحتجاج بشكل شبه أسبوعي.
يذكر أن قائد "أنصار الله" السيد عبد الملك الحوثي، عشية الذكرى الثانية للعدوان في آذار، أطلق مبادرة إنسانية شاملة لتحرير جميع الأسرى، نتج منها تحرير قرابة 500 أسير "غرّر بهم للمشاركة في الأعمال العدائية إلى جانب التحالف."
وبعد تعنت الطرف الآخر، لجأت الحركة إلى الخيار العسكري، وهو "الأقل تحبيذاً" نظراً إلى خطورته. ففي الرابع من الشهر الجاري، نجحت نخبة من القوات الخاصة التابعة للحركة في اختراق مدينة لودر في محافظة أبين والإفراج عن عشرة من عناصرها كانوا قد أسروا قبل عامين.