الوقت- تناولت صحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم الجمعة في مقال للكاتب الشهير "روبرت فيسك" حقيقة التدخل الأمريكي في سوريا وكيف تقوم الدولة السورية بالتصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي.
حيث قال فيسك في مقاله انه وفي نيسان / أبريل، دخلت القوات السورية دير حافر، حيث كان تنظيم "داعش" الإرهابي قد فر لتوه وحينها ترك أعلامه السوداء الشائنة، ومناصب الصلب، ومصانع الأسلحة، وقاعات المحاكم الإسلامية التي رسمت باللون الأسود، وبالرغم من كل هذا لاتزال واشنطن تؤكد أن السوريين لا يقاتلون تنظيم "داعش".
وتابع فيسك بالقول : في مكان ما فوق المحيط الأطلسي، كنت أعتقد دائما، بأن هناك ستارا زجاجيا عملاقا ينظر من خلاله الأمريكيون إلى الشرق الأوسط وربما هذا الستار هو الذي يشوه رؤيتهم تماما، فإن الأمريكيين يصلون إلى المنطقة لإجراء محادثات مع أصدقائهم "المعتدلين"، والمسلمين والدكتاتوريين الذين يجندهم الرئيس الأمريكي ضد المسلمين من طوائف أخرى، وليس هذا فقط ما قامت به واشنطن، بل إنها عينت أيضاً الجنرال جيمس ماتيس "الكلب المسعور"، الذي بدأ بكسب البعض في التاريخ المعاصر، فضلا عن تعليقاته الفاحشة التي حصل بفضلها على لقبه خلال الغزو الأمريكي غير المشروع للعراق عام 2003، حيث قال وزير الدفاع الأمريكي للصحافيين الأمريكيين في ختام اجتماعه مع السعوديين الذين يعتقد ان عقيدتهم الوهابية تلهم عبادة داعش المروعة، "إنكم ستجدون إيران في كل مكان إذا وجدت مشكلة في المنطقة".
وهنا تساءل فيسك: ألا يدرك ماتيس أن رجاله يساعدون الجيش العراقي على تدمير تنظيم "داعش" في الموصل؟ أليس ماتيس على علم بأن تنظيم "داعش" وليس إيران هدد بتدمير العالم الغربي بأسره؟ ألا يدرك أن إيران هي عدو تنظيم "داعش" الإرهابي؟ والجواب هنا هو كلا، فهناك "كلب مسعور" يتعامل مع هذه القضايا.
واستطرد فيسك في مقاله بالقول دعونا نبدأ من سوريا، حيث إنه ووفقا للسعودية وأمريكا وإسرائيل ومعظم الخبراء الزائفين في التلفزيون الغربي، فإن إيران في طريقها للسيطرة على المنطقة، والواقع أن القوات السورية التي كانت تمتلك أسرة ومنازل في شرق حلب من المؤكد أنهم لم يسمحوا لأي أحد باغتصاب أسرهم أو إساءة معاملتهم، على عكس ما كانت تروجه واشنطن في حلب، ومن ثم هناك القصة التي طرحتها واشنطن، بأن السوريين وحلفاءهم الروس والإيرانيين يقاتلون فقط قوات "معتدلة" في المعارضة ولا يخوضون معركة ضد تنظيم القاعدة وتنظيم "داعش" الإرهابي وبالتاكيد هذا غير منطقي أبداً، فأنا شخصياً قد كنت على الخطوط الأمامية عندما كان السوريون يقاتلون النصرة والقاعدة جنوب الحدود التركية وشمال اللاذقية.
وتابعت الصحيفة البريطانية: خلال الصراع وفي أحد المواقف، كان كل واحد من الجنود السوريين الذين قابلتهم ومعظمهم من المسلمين السنة، على الرغم من أننا من المفترض أن نعتقد أنهم، مثل رئيسهم، شيعة أو علويون- قتلوا في انتحار كبير نفذته جبهة "النصرة" الإرهابية، ففي جنوب القامشلي وفي تدمر، وفي الآونة الأخيرة، شرق حلب، رأيت القوات السورية في قتال مباشر مع تنظيم "داعش" الإرهابي عندما استعادت القوات السورية دير حافر، 20 ميلا شرق حلب، في أبريل، وحينها دخلت القوات السورية البلدة وكان "تنظيم" داعش" الإرهابي قد هرب لتوه تحت القصف والهجمات الجوية، حيث ترك أعلامه السوداء الشائنة، ومناصب الصلب، ومصانع الأسلحة، وقاعات المحاكم الإسلامية التي رسمت باللون الأسود، ومع ذلك كله لا تزال واشنطن تؤكد أن السوريين لا يقاتلون تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتابع فيسك : وعندما لاحظ الأمريكيون أن قوات الجيش السوري متجهة إلى بلدة التنف الجنوبية الغربية الحدودية، حيث تتقاطع الحدود الأردنية والعراقية والسورية تقريبا من بعضها البعض، قصفوا القوات المؤيدة للحكومة السورية وتركوا تنظيم داعش" الإرهابي، لأن قطع الطريق السريع إلى سوريا عبر العراق كان أكثر أهمية من الحرب ضد تنظيم "داعش" وهذا هو السبب في أن ماتيس يرسل المزيد من الأسلحة إلى الأكراد، الذين من المتوقع أنهم يقاتلون داعش حول الرقة، نيابة عن أمريكا، والأمر الذي يقودنا إلى القصة التي لم يتم الإبلاغ عنها في الغرب، بطبيعة الحال، هو أنه كيف رفضت السعودية توجيه دعوة إلى الرئيس اللبناني، المسيحي، لحضور قمة المسلمين -ترامب في الرياض-، فمن بين جميع الدول العربية في الشرق الأوسط، كان لبنان البلد الوحيد الذي لم يدع رئيسه، فهل هذا لأنه كان مسيحيا؟ أو لأنه يدعم حزب الله أو لأنه يدعم الحكومة السورية التي تقاتل تنظيم "داعش" الإرهابي.