الوقت - يبدو أن معركة القلمون قد بدأت تتحدث عن نفسها كما وعد السيد حسن نصرالله الأسبوع الماضي، و رغم عدم نشر حزب الله أي بيان عن بدأ تلك المعركة الا أن أصوات المواجهات التي تسمع في العمق اللبناني كفيلة بأن يعلم الجميع بدأ هذه الحرب التي انتظرها الجميع طويلا، كما أن وسائل الاعلام المحلية خصوصا حاضرة في قلب الحدث حيث تعمل على نقل المستجدات لحظة بلحظة.
المعلومات المتوافرة من داخل المعركة تفيد بأن المقاومة و الجيش السوري ماضون في تحرير جبال القلمون من الجانبين الشرقي و الغربي لربط لبنان و سوريا ببعضهما، مستخدمين تكتيكا جديدا في القضم حيث يسعى الحزب و الجيش السوري معا الى التقدم ببطئ بعد التمهيد الكثيف بالقصف الناري لتدمير تحصينات الجماعات التكفيرية، و حسب محللين عسكريين فان ذلك من شأنه التقليل من الاصابات في صفوف الطرف المهاجم.
و أفادت معلومات خاصة لموقع "الوقت" ان الجيش السوري وحزب الله سيطرا على جرد الجبة في منطقة القلمون بعدما سيطروا على منطقة أرض المعيصرة وكامل سهلة المعيصرة التي كانت معسكراً لتدريب المسلحين، إضافة إلى سهلة الواطية، و لا تزال المعارك العنيفة قائمة حتى اللحظة بين المقاومين و الجيش السوري من جهة و بين الارهابيين من مختلف الفصائل من جهة أخرى.
كما سيطر المجاهدون و الجيش السوري على جبل "الباروح" في جرود القلمون وهو جبل استراتيجي يوازي أهمية " تلة موسى" الاعلى في المنطقة حيث يكشف كل من جرود الجبة وراس المعرة وأصبحت تحركات المسلحين في تلك المنطقة تحت مرمى الجيش السوري والمقاومة الاسلامية.
و قد أفادت المعلومات الخاصة عن مقتل مسؤول العمليات العسكرية في النصرة برأس المعرة "ابو الشويخ" وقيادي ميداني اخر في الاشتباكات بمرتفع الباروح قبل قليل.
كما استهدف قوات الجيش السوري و المقاومة اليوم الاثنين مقراً لـ"جبهة النصرة" عند معبر الفتلة في جرد راس المعرة في القلمون بالصواريخ الموجهة والمدفعية الثقيلة ويدمرونه بالكامل موقعين كامل أفراد المجموعة بين قتيل وجريح.
وكانت قوات الجيش السوري والمقاومة قد حققت أمس الأحد، تقدما كبيرا في جرود الجبة في القلمون بعد سيطرتها على 40 كلم مربع منها، أي ما يقارب من نصف مساحة الجرود، مدمرة 3 معسكرات للتدريب في الجرد أهمها معسكر المعيصرات الشهير الذي كان قد توعد من داخله عناصر جبهة النصرة بالحاق الهزيمة بحزب الله و قتل جنوده، ضمن الحرب النفسية التي مارستها العناصر التكفيرية قبل بدأ الهجوم،و قد دارت في هذا المعسكر معركة عنيقة أدت الى مقتل أكثر من 20 من مسلحي "النصرة"، فيما فر آخرون.
وأسفرت معارك السبت أيضا عن تدمير عشرات المراكز الموجودة ضمن الكهوف والمغاور والخيم العسكرية، كما تم تفكيك عشرات العبوات الناسفة والألغام في المكان، إضافة إلى تدمير 4 آليات عسكرية مجهزة برشاشات ثقيلة. ومن بين التلال التي تمت السيطرة عليها في جرد الجبة، قرنة المعيصرة وتلة الدورات وعقبة أم الركب.
على خط مواز، دارت اشتباكات بين "جبهة النصرة و تنظيم داعش عند أطراف جرود رأس المعرة ومنطقة الرهوة شرقي جرود عرسال اللبنانية، بعد رفض عناصر النصرة من مبايعة أمير داعش و الانضمام الى التنظيم، و قد أدت تلك الاشتباكات إلى مقتل أحد مسؤولي "داعش". وفي المقابل تم أسر أحد مسؤولي "النصرة" الملقب "بالعمدة" مع 5 عناصر آخرين.
واذا نجح الجيش السوري و حزب الله في السيطرة على كامل جرود البلدات السورية، (كما حصل في عسال الورد)، مثل جرود الجبة ورأس المعرة وفليطا وجراجير وصولا إلى أعالي جرود قارة، فستتقلص المساحة التي يسيطر عليها المسلحون من 992 كيلومترا مربع إلى 400 كيلومتر مربع هي مساحة جرود عرسال وحدها، و قد بدأت المجموعات الارهابية فعلا في التوجه شمالا باتجاه جرود عرسال و رأس بعلبك، حيث أن تلك المنطقة لطالما اعتبرت ملاذ المسلحين الآمن لما تتمتع به من خصوصية مذهبية في ظل الوضع اللبناني الموتور، حيث يعول المسلحون على عدم دخول عناصر حزب الله الى تلك المنطقة كونها محسوبة على المسلمين السنة المحسوبين بغالبيتهم على تيار المستقبل الذي تربطه بالحزب الله منذ بدأ الحرب على سوريا علاقة حساسة و متوترة بسبب اختلاف وجهات النظر بين الطرفين من الحرب القائمة.
و لكن المعلومات من الداخل اللبناني تفيد بأن المؤسسة العسكرية اللبنانية التي لم تدخل مباشرة في حرب القلمون، حاضرة للتصدي للمجموعات التكفيرية و صد أي خرق أمني، أي أن جرود عرسال و رأس بعلبك لن تبقى ملاذا آمنا للمسلحين الفارين من القلمون، مع التأكيد من قبل المسؤولين في حزب الله أنهم مستعدون لمؤازرة الجيش اللبناني و الوقوف في الخطوط الأمامية في سبيل حماية لبنان.