الوقت - رغم التحذيرات الدولية أطلقت كوريا الشمالية صباح الأحد (14مايو/أيار) صاروخاً باليستياً يصل مداه إلى سواحل جزيرة "هاواي" الأمريكية.
وذكرت طوكيو إن الصاروخ حلّق نحو 700 كيلومتر ولمدة 30 دقيقة قبل أن يسقط قبالة بحر اليابان على بعد حوالي 400 كيلومتر من الساحل الشرقي لكوريا الشمالية، فيما أشارت كوريا الجنوبية إلى أن الصاروخ اطلق من منطقة "كوسونج" شمال غربي العاصمة الكورية الشمالية "بيونغ يانغ".
إلى ذلك، قالت وزيرة الدفاع اليابانية "تومومي إينادا" إن الصاروخ الذي أطلقته بيونغ يانغ وصل إلى ارتفاع تجاوز ألفي كيلومتر، وقد يكون نوعاً جديداً من الصواريخ.
وأدان رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" التجربة الصاروخية الجديدة التي أجرتها كوريا الشمالية، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل التنسيق مع أمريكا وكوريا الجنوبية للرد على هذه التجربة.
من جانبه ذكر البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قال إنه لا يمكن أن يتخيل أن روسيا مسرورة بأحدث التجارب الصاروخية لـ "بيونغ يانغ"، مشيراً إلى أن الصاروخ سقط في منطقة قريبة لروسيا أكثر من اليابان، إلاّ أن وزارة الدفاع الروسية ذكرت إن مسار الصاروخ كان يبعد بمسافة كبيرة عن الأراضي الروسية ولم يشكل تهديداً لموسكو.
وقالت الوزارة في بيان إن أنظمة روسيا للتنبيه من الصواريخ تعقبت الصاروخ الكوري الشمالي لمدة 23 دقيقة قبل أن يسقط في الجزء الأوسط من بحر اليابان على بعد حوالي 500 كيلومتر قبالة ساحل روسيا.
من جانبه، أعلن الكرملين أن روسيا والصين "قلقتان من تصاعد التوتر" في شبه الجزيرة الكورية بعد إطلاق بيونغ يانغ لصاروخ باليستي، وقال الناطق باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني "شي جين بينغ" ناقشا الوضع بالتفصيل في شبه الجزيرة الكورية خلال لقاء في بكين وعبرا عن قلقهما من تصاعد التوتر.
ويعتقد بعض المتخصصين بأن الصاروخ الباليستي الجديد لكوريا الشمالية بإمكانه أن يقطع مسافة 6000 كيلومتر، الأمر الذي يشير إلى أن هذا الصاروخ يستطيع أن يصل بسهولة إلى منطقة "هاواي" الأمريكية، خصوصاً وإن مصادر أمريكية كانت قد ذكرت في وقت سابق بأن الصاروخ سقط بالقرب من الحدود الأمريكية.
من جهتها دعت الصين إلى ضبط النفس وعدم إقدام أي طرف على فعل شيء يؤدي إلى تفاقم التوتر بعد تجربة بيونغ يانغ، فيما دعت كوريا الجنوبية مجلس الأمن الدولي، لعقد جلسة طارئة لمناقشة هذا الموضوع.
والصين التي تعد الحليف الوحيد لكوريا الشمالية في المنطقة تعارض قيام بيونغ يانغ بنشاطات لها صلة بإطلاق الصواريخ بما يتناقض مع قرارات مجلس الأمن.
وهذه ثاني تجربة صاروخية تجريها كوريا الشمالية في غضون أسبوعين والأولى لها منذ انتخاب "مون جي إن" رئيسا لكوريا الجنوبية قبل أيام. واعتبر مون هذه التجربة بأنها تمثل "استفزازاً متهوراً"، فيما وصف الكثير من المراقبين تجربة بيونغ يانغ بمثابة اختبار للإدارة الجديدة في سول.
وجاء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد بعد يوم واحد من تصريحات لوزارة الخارجية الكورية الشمالية أعربت فيها عن استعداد بيونغ يانغ لإجراء محادثات مع واشنطن "إذا توفرت الظروف المناسبة".
وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن الدولي كان قد فرض ست مجموعات من العقوبات على بيونغ يانغ منذ العام 2006 بهدف تكثيف الضغط عليها وحرمانها من العائدات الهادفة إلى تطوير برامجها العسكرية.
وتسعى كوريا الشمالية إلى تطوير صواريخ بعيدة المدى مزودة برؤوس نووية ويمكنها بلوغ الأراضي الأمريكية، وقامت حتى الآن بخمس تجارب نووية أجرت اثنتين منها العام الماضي.
وفي وقت سابق أعلنت بيونغ يانغ إن أوامر صدرت بتوجيه صواريخها الإستراتيجية ووحدات المدفعية طويلة المدى صوب قواعد عسكرية أمريكية في "جوام" و "هاواي" وأجزاء أخرى من الأراضي الأمريكية. وجاء هذا التحرك على خلفية قيام قاذفات أمريكية بالمزيد من الطلعات مهددة كوريا الشمالية.