الوقت- قليلون هم من لم يشاهدوا تحفة فرانسيس فورد كابولا وماريو بوزو ... "الأب الروحي" أو العراب، الفيلم الذي أنتج سنة 1972 ونتيجة للنجاح الباهر الذي حققه الفيلم بجزءه الأول على جميع الأصعدة النقدية والفنية صدر له جزء آخر بعد عامين فقط، وبعد مضي 16 صدر الجزء الثالث والأخير و اختتمت به السلسة الأسطورية.
ومن جديد وبعد مرور 45 عام اجتمع طاقم الفيلم في مهرجان تريبيكا السينمائي في مدينة نيويورك ، وجمع اللقاء مخرج The Godfather فرانسيس فورد كوبولا مع النجوم آل باتشينو، وروبرت دي نيرو، وروبرت دوفال، وديان كيتون، وتاليا شاير، وجيمس كان، في ختام مهرجان تريبيكا السينمائي، عقب عرض الجزئين الأول والثاني من السلسلة، وهذا الاجتماع ليس بجديد ولاطالما تحدث طاقم الفيلم عن الأجواء الخاصة وحتى الأخوية والعائلية التي رافقت تصوير الفيلم على مدى سنوات.
لمحة عن قصة الفيلم
يروي الجزء الأول من الفيلم .. قصة عائلة كورليوني، العائلة ذات الأصول الصقلية وتفاصيل تورطها مع عوائل ايطاليا أخرى بما يعرف باسم الجريمة المنظمة عائلة كورليون في مدينة نيويورك الأمريكية في سنة 1945 وبزعامة الدون فيتو كورليون وأدى دوره في الفيلم الممثل الراحل مارلون براندو ومن ثم التحديات التي تواجهها العائلة وخصوصا بعد محاولة اغتيال العراب الدون فيتو والصراع الدامي الذي دخلت به العائلة على اثر هذا الحادث مع عوائل المافيات الأخرى التي تتقاسم مع عائلة كوروليوني النفوذ والسيطرة.
لنشاهد فيما بعد المأساة الشخصية التي تحل بالعائلة بعد مقتل الإبن البكر سانتينو الذي أدى دوره "جيمس كان" ومن ثم تسليم الأب فيتو مقاليد الأمور في العائلة لابنه الأصغر مايكل الذي أدى دوره "ال باتشينو" والذي يتمكن بكل دهاء وبراعة من انهاء الحرب والانتقام لمقتل أخيه ونقل نشاطات العائلة لولاية نيفادا على الساحل الغربي للولايات المتحدة.
تصريحات جديدة
قال مخرج الفيلم فرانسيس كوبولا إنه عندما قرأ رواية The Godfather للكاتب ماريو بوزو للمرة الأولى، شعر بخيبة أمل لأنها طويلة جدا، ووجد صعوبة في تحويلها لفيلم لا تتعدى مدة عرضه الساعتين. وألقى كوبولا الضوء على كواليس اختياره للممثل الأمريكي آل باتشينو لدور "مايكل كورليوني"، والذي كان في ذلك الوقت ممثلا مسرحيا مغمورا، وقوبل اختياره هذا بمعارضة شديدة من قبل شركة "باراماونت" نظرا لضخامة العمل، وأنه يجب اختيار ممثل مشهور لأداء أهم شخصية بالفيلم، وهذا ما اضطر آل باتشينو لإجراء المزيد من تجارب الأداء أمام الشاشة.
وصرح كوبولا بالقول: "كنت مقتنعا بهذا الممثل الشاب منذ أن التقيته في سان فرانسيسكو، وشعرت أن دور "مايكل كورليوني" كان مكتوبا له منذ البداية.. كنا نتجول في المدينة وفي كل مكان نذهب إليه أرى الفتيات تلتفت إليه لسبب ما".
من جهته قال آل باتشينو الذي يبلغ من العمر 77 عاما: "اعتقدت في البداية أن هذا الدور غير مناسبا لي، وأنه من الأفضل لعب دور "سوني كورليوني"، وهي الشخصية التي قام بأدائها جيمس كان.. وعندما انتهت من الفيلم قلت في نفسي هذا أسوأ فيلم على الإطلاق". ويشار إلى أن باتشينو رُشح لنيل جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عن هذا الدور.
براندو والتحديات
وغاب عن هذا التجمّع المميز النجم مارلون براندو، الذي رحل عن عالمنا في العام 2004، وكشف المخرج الأمريكي أيضا عن كواليس اختياره لدور "فيتو كورليوني" زعيم عصابات المافيا، إذ رفض المنتجون الاستعانة ببراندو نظرا لسلسلة الإخفاقات في أفلامه الأخيرة، فضلا عن مشاكله العديدة مع المخرجين أثناء التصوير، وعبّر المنتجون عن رفضهم لبراندو، بدعوى أن تجسيده للدور ستجعل الفيلم أقل نجاحا من الناحية التجارية.
ووافق منتجو "باراماونت" على مارلون براندو مقابل الخضوع لتجربة أداء أمام الكاميرا كأي ممثل مغمور، وظل كوبولا يفكر مرارا في الطريقة المناسبة للخروج من المأزق، وكان الحل عبارة عن حيلة يقوم بها على مارلون براندو، وهي أنه اتصل به ليخبره بأنه شبه اتفق مع مسؤولي "باراماونت" على إسناد الدور له، ولكنه كان يرغب في أن يضبط بعض الإعدادات الخاصة بالكاميرا كي تتناسب مع وجه براندو، لذا طلب منه أن يقابله في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ليتناقشا سويا حول كيفية ظهور "فيتو كورليوني" على الشاشة.
وبالفعل سافر كوبولا إلى كاليفورنيا، والتقى بمارلون براندو في منزله، وطلب كوبولا منه أن يمثل أحد المشاهد، وفاجأ براندو الجميع بوضعه لقطعتين كبيرتين من القطن في فمه ليبدو ككلب من فصيلة "البولدوج"، كما وضع كمية كبيرة من صبغة الأحذية على شعره، وتقمّص الدور وبدأ في أداء المشهد، وعرض كوبولا المشهد على منتجي الشركة، ليوافقوا في النهاية على إسناد الدور له.
يذكر أن فيلم The Godfather حصد ثلاث جوائز أوسكار من أصل 9 ترشيحات، كما صُنّف من أعظم الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية.