الوقت - قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية على لسان الكاتب الشهير "روبرت فيسك" إنه وحتى هذه اللحظة فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يمتلك الشجاعة الكافية لإعادة بحث قضية الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915، حيث هنأ ترامب "الخليفة اردوغان" على الفوز باستفتائه الديكتاتوري وأشك في أن ترامب لديه الشجاعة في قول الحقيقة عن ذبح مليون ونصف المليون من مسيحيي الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى.
وتابع الكاتب فيسك: بالرغم من كل شيء، لم يطلق على هذا الحدث الرئيس بيل كلينتون السابق اسم "إبادة جماعية" كما لم يفعل جورج بوش، وكما لم يفعل أيضاً أوباما، بالرغم من وعودهم جميعا قبل الانتخابات، ولكن تخميني هو أن دونالد ترامب سيكون جبانا ايضاً، وذلك بسبب حساسية رجب طيب أردوغان وجنرالاته البائسين، أولئك الذين لا يزال لديهم وظائف بعد تطهير أردوغان من محاولة الانقلاب في الأشهر التسعة الماضية.
وتابع الكاتب: إن الذبح الجماعي المتعمد لمسيحيي الأرمن تم من قبل الإمبراطورية العثمانية التركية، حيث تم قطع رقاب الضحايا على غرار ما يقوم به تنظيم "داعش" الإرهابي، كما تم إعدام الأرمن من خلال إطلاق النار عليهم أو ربطهم معا وإلقائهم في الأنهار، وفي الواقع هي كانت أول محرقة في القرن العشرين، وقد تم اغتصاب النساء أو بيعهن إلى العبودية أو قتلهن عن طريق تجويعهن حتى الموت، وكان هناك الآلاف من شهادات العيان لهذه الفظائع، بما في ذلك حرق الأطفال من قبل رجال الدرك الأتراك، وترامب كما نعلم جميعا أنه يهتم كثيرا بـ "الأطفال الجميلين".
واستطرد فيسك: ولكن وتحت أي ظرف من الظروف كان سيشرفنا لو أن رئيس الولايات المتحدة اعترف بالمحرقة الأرمنية التي كانت حقيقة من حقائق التاريخ، وبصراحة كبيرة وفي شهر نيسان/أبريل، ذكرى بدء الإبادة الجماعية الأرمنية هي ذكرى حماقة الفظائع التي ارتكبها أردوغان وأسلافه الأتراك في الإمبراطورية العثمانية، وقد كشف الباحث الأرمني ميساك كيليشيان، الذي كشفت أعماله السابقة في نسخة من الكتيب التركي الأصلي عن الإبادة الجماعية الذي قدم إلى مؤتمر السلام في فرساي في عام 1919 - عندما اعترفت الدولة التركية والبرلمان فعلا بالمذابح وقتل الأطفال الأرمن في بيروت الذين تركوا وأجبروا على تبني الدين الإسلامي بعد مجازر عام 1915، وإن نص الوثيقة 1919 يثبت دون شك أن الإبادة الجماعية بحق الأرمن قد وقعت، ووصفت بأنها "جريمة كبيرة" ارتكبت.
وقالت الصحيفة البريطانية: كما تعترف الوثيقة بأن السكان المسلمين في تركيا انضموا إلى إبادة الأرمن الوحشية وأضافوا أن المسؤولين عن المذابح قد اعتقلوا حينها ولكن للأسف، تم الإفراج عن معظمهم في وقت لاحق، وعندما أعلنت تركيا نفسها مستقلة تحت مصطفى كمال أتاتورك في عام 1923 اختفت أي فكرة حول معاقبة القتلة الذين نفذوا المحرقة الأولى بحق الأرمن ولكن وثيقة 1919، عندما كانت قوات الحلفاء ما زالت تسيطر على القسطنطينية (الآن اسطنبول) تبين بوضوح أن الأتراك ومنذ تلك الفترة عرفوا واعترفوا تماما بالجرائم الفظيعة التي ارتكبت تحت جناح الحكم العثماني التركي.
وتابع فيسك: في نقطة معينة من النص، تشير الحكومة التركية في الواقع إلى هذه المظاهر الشريرة التي ارتكبت في تركيا والتي هي في واقع الأمر لا تزال في أذهان الجميع، وفي مقطع آخر من الوثيقة يظهر أن جماعات من المسلمين انضمت عبر حسابها الخاص إلى مجزرة الأرمن جماعيا أو فرديا، وبالتالي فإن الشعب التركي مسؤول عن المأساة الرهيبة المنسجمة مع المنظمات النقابية وهذا ليس فقط بشكل غير مباشر ومادي ولكن بشكل مباشر وأخلاقي ".
واختتم الكاتب الشهير فيسك مقاله: لقد أشار العلماء الأتراك والأرمن في الماضي إلى كتيب 1919 ولكن مع عدم وجود إشارات محددة إلى النص، ولكن مرة أخرى، لا يمكن أن يتوقع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لا يقرأ الكتب أن يبكي على أكثر من مليون ونصف المليون من الأرمن من الرجال والنساء والأطفال و"الأطفال الجميلين" الذين قتلوا في تلك الإبادة الجماعية بحق الأرمن وهي ذبح جماعي نفذ في بعض الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي، فهل سيحظى ترامب بالشجاعة لاستخدام كلمة "الإبادة الجماعية"؟