الوقت- اوائل الشهر الحالي زعمت مصادر في الجماعات الارهابیة المسلحة السورية و المرصد السوري لحقوق الانسان، ان عشرات الاشخاص من بينهم العديد من الاطفال قد قضوا خنقا اثر هجوم كيماوي على خان شيخون جنوب محافظة ادلب (شمال غرب سوريا) ، واتهموا الجيش السوري بالوقوف خلف الحادث، الذي من جهته أنكر هذا الخبر وطالب بتحقيقات شفّافة في هذا المجال من قبل منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.
تزامنت هذه المسألة مع الكثير من ردود الافعال، وعلى الرغم من جميع المزاعم الكاذبة التي ألقيت على عاتق الدولة السورية، كشف "روبرت ستيل" الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية CIA عن الدور المدمّر للكيان الصهيوني والسعودية في هجوم الكيماوي على خان شيخون في ادلب السورية.
"ستيل" الذي هو من اشهر ضباط الاستخبارات الامريكية السابقين، قال نقلا عن مصدر رفض التصريح عن اسمه: "جون برينان الرئيس الاسبق لوكالة الاستخبارات المركزية، اقنع السعوديين ان يقوموا بتأمين نصف تكاليف هجوم خان شيخون، فيما أقنع ايضا الجانب الاسرائيلي بتأمين النصف المتبقي من الاعباء المالية".
ووفقا لصحيفة "الاخبار"، عند دراسة التطورات قبل وقوع حادثة خان شيخون، نرى ان السعودية واسرائيل هما المتضرران الاساسيان من تطور مجرى الاحداث في سوريا. و كان رئيس الجمهورية الامريكي "دونالد ترامب" في ذلك الوقت ماضيا في خطته بالتعاون مع روسيا لمواجهة داعش و قبول رئيس الجمهورية السوري بشار الاسد في السلطة .
وللدلالة على مدى تخوف الكيان الاسرائيلي من هذا الوضع، فقد اكد "دانيال شابيرو" سفير واشنطن الاسبق في تل ابيب، ان موضوع التعاون بين روسيا وامريكا ضد الارهاب في سوريا، كان السبب الرئيسي للخلاف بين واشنطن و تل ابيب.
اضافة الى ذلك، ان السعودية و كيان الاسرائیلي على عكس تركيا، كانوا معرضين لتهديد جدّي ان يصبحوا خارج اللعبة على الاراضي السورية، فتركيا اعطیت دورًا مهما في مفاوضات "أستانة"، اما السعودية لم تكن تملك دورا مثلها، لذلك كان لزاما عليها ان تمنح نفسها دورا كهذا، ولأنها كانت ولا تزال غارقة في المستنقع اليمني فلا تستطيع ان تتواجد عسكريا على الاراضي السورية.
وبخصوص الكيان الصهيوني يجب ان يقال ان قبيل حادثة خان شيخون، كان هامش مناورته في الساحة السورية تقلص بشكل كبير، و في ظل تقدم الجيش السوري كان هناك حاجة ملحة لتغيير الاوضاع في الميدان.
من هنا يصبح معلوما ان الورقة الاخيرة بيد الكيان الاسرائیلي والسعودية، كانت باستدراج امريكا لأن تقوم بعمل يعيد خلط الاوراق في سوريا، وهذا ما تجلى في القصف الأمريكي لمطار "الشعيرات" .
وهكذا استطاعت السعودية و معها كيان الاسرائیلی ان یجبرا ترامب على رسم خط احمر في سوريا و ذلك بحجة "استخدام النظام للأسلحة الكيمياوية".
في حين ان ترامب منذ توليه الرئاسة كانت اولويته ان يظهر نفسه مختلفا عن سلفه باراك اوباما، وكان قد صرح في مقابلة مع صحيفة " وول ستريت جورنال " انه ليس لديه اصرار على تنحي الاسد، وانه لن يدخل الى سوريا و بعد هجوم الشّعيرات قال انه سيرد على الدولة السورية في حال استخدمت السلاح الكيميائي مجددا.
فمن هنا تصح تصريحات "فلاديمير بوتين" رئيس الجمهورية الروسية، عن معلومات عن احتمال وقوع هجمات كيمياوية مخطط لها مسبقا في سوريا من جملتها مناطق جنوب دمشق، لاتهام الدولة السورية.