الوقت- أربعون يوماً مضت على بدء العدوان السعودي الخليجي على اليمن، دمارٌ شاسع، دماءٌ قانية ودموع جفت على وجنات اليتامى. هو حال اليمن اليوم بعد أن قررت السعودية وأعوانها تدميره وكسر إرادة شعبه.
لم يحقق العدوان السعودي حتى هذه اللحظة إنجازاً يذكر، فالسعودية فشلت في تحقيق أيٍ من أهداف عدوانها، والشيء الوحيد الذي جنته حتى الآن هو أعداد الشهداء والجرحى المتزايدة، والتدمير المتعمد للبنى التحتية اليمنية.
آخر الأنباء الواردة من اليمن تحدثت عن شن التحالف السعودي أكثر من ثلاثين غارة جوية استهدفت محافظة صعدة شمال اليمن، سببت إحداها استشهاد 21 شخصاً، جلهم من النساء والأطفال، وإصابة عدد آخر بجروح حينما استهدفت هذه الطائرات أحد المنازل المأهولة بالسكان في مدينة صعدة.
إلى ذلك تستمر طائرات التحالف السعودي الخليجي بتدمير البنى التحتية اليمنية حيث نفذت طائرات التحالف قصفاً عنيفاً على قاعدة العند الجوية في عدن، كما قامت هذه الطائرات باستهداف مطار صنعاء الدولي وتدمير طائرة شحن كانت على أرضه، وكذلك أغارت طائرات التحالف على عدد من المواقع في مدينة المعلا في محافظة عدن، كما قصفت رأس جبل عين على الأطراف الشرقية لحي التواهي في عدن.
وفي محاولة منهم لوقف القصف السعودي لمناطقهم يستمر مقاتلو قبائل بكيل المير اليمنية في السيطرة على أربع مواقع عسكرية سعودية في محافظة جازان. مقاتلو قبائل بكيل المير كانوا قد أجبروا خلال هجوم لهم يوم الاثنين الماضي حرس الحدود السعودي على الهرب باتجاه جبل جحفان ومدينة الرديف في محافظة جازان. هذا وتؤكد مصادر رسمية يمنية أن ما يحدث على الحدود ليس إلا تحركاً لمسلحي القبائل اليمنية وليس رداً من الجيش أو من اللجان الشعبية أو من حركة أنصار الله الإسلامية. عقب هذا التطور العسكري أشارت مصادر يمنية موثوقة أن السعودية عرضت على اليمن وقف الإشتباكات على الحدود مقابل وقف قصف محافظة صعدة، غير أن قيادة أنصار الله رفضت العرض واشترطت إيقاف العدوان على اليمن بشكل كامل.
وفي الإطار ذاته قتل ثلاثة أشخاص وجرح 37 آخرون في منطقة نجران السعودية إثر سقوط قذائف على المنطقة الحدودية. الأمر الذي دفع بالسعودية إلى تعليق الدراسة في مدارس الجنوب القريبة من الحدود اليمنية، ووقف جميع الرحلات الجوية باتجاه المطارات الجنوبية.
إحصائيات متناقضة:
في الوقت الذي تشير فيه معظم المصادر اليمنية إلي تخطي عدد شهداء العدوان السعودي الخليجي على اليمن 2000 شهيد، جاءت تصريحات الأمم المتحدة متناقضة ومثيرة للقلق والريبة، فبعد أن كانت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت في تقرير صدر عنها أن عدد ضحايا العدوان السعودي الخليجي على اليمن بين 19 آذار/ مارس و27 نيسان/ أبريل بلغ 1244 شهيداً وعدد الجرحى ناهز 5044، أعلنت الأمم المتحدة يوم أمس الثلاثاء 5 مايو/ أيار أن نحو 646 مدنياً قتلوا وأصيب 1364 آخرون في اليمن منذ بدء العدوان في 26 مارس/ أذار، حيث قالت المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان رافينا شامداساني إنه قتل ابتداء من 26 أذار وحتى 3 أيار 646 مدنياً و1364 آخرين أصيبوا بجراح نتيجة العدوان المستمر منذ أربعين يوماً.
تصريحات الأمم المتحدة المتناقضة هذه تعكس حجم الضغوط الذي تتعرض له هذه المؤسسة، فهل تقف السعودية وحليفتها المقربة أمريكا وراء هذه الضغوط، أمرٌ سنتركه للزمن الكفيل بفضح ما يجري خلف كواليس المؤسسة الدولية.
الأمم المتحدة أبدت قلقها من تصاعد أعداد ضحايا العدوان الخليجي على اليمن، حيث حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قوات التحالف الخليجي بقيادة السعودية على تجنب استهداف المدنيين خلال الغارات الجوية التي تشنها على اليمن. وقال متحدث باسم الأمين العام في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن "كي مون يدعو قوات التحالف إلى تجنب استهداف المدنيين، لقد شاهدنا صور الدمار الفظيعة في البلاد." هذا ودعت الأمم المتحدة الاثنين 4 مايو/أيار الرياض وحلفاءها إلى وقف الغارات على مطار صنعاء الدولي وموانئ جوية أخرى في اليمن. وقال منسق الشؤون الإنسانية الخاصة باليمن في الأمم المتحدة يوهانيس فان دير كلاو في بيان له: "إنني أدعو بحزم التحالف إلى وقف غاراته على مطار صنعاء الدولي والحفاظ على هذا الشريان الحيوي، إلى جانب موانئ جوية وبحرية أخرى، من أجل السماح للموظفين الإنسانيين بالوصول إلى جميع المصابين في اليمن" .وأضاف: "أنه دون ضمان دخول المطارات لا تستطيع الوكالات الإنسانية إرسال الأدوية وموظفيها وكذلك إجلاء الجرحى."