الوقت - نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريراً للكاتب "ليندسي بيفر" حول قيام الشرطة الأمريكية باعتقال الطفل "جون بنيامين هايجود" المصاب بالتوحد والذي لم يتجاوز من العمر 10 أعوام.
وقالت الصحيفة: إن ضباطا في الشرطة الأمريكية في مدرسة "أوكيتشوبي" في ولاية فلوريدا الأمريكية اعتقلوا الطفل المصاب وسط قيامه بصرخات هستيرية.
وتابعت الصحيفة: إن والدة الطفل وتدعى "لوان هيغود" وهي التي كانت تصور هذا الفيديو حيث تم استدعاؤها إلى المدرسة وقالت إن الضباط اعتقلوا ابنها بسبب حادث وقع في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وقالت هايغود إن طفلها أمضى الليل خلف القضبان في منشأة للأحداث، وقالت الأم هايغود إن ابنها جون بنجامين الذي تم تشخيص إصابته بالتوحد قام بركل وخدش المساعد التربوي الخاص به حيث أصدر مذكرة توقيف من قبل موظف مجلس إدارة المدرسة بحق الطفل المصاب بالتوحد بتهمة ارتكاب "جناية".
ويظهر في الفيديو الطفل المصاب وهو يصرخ: "لم أكن أعرف أنه سوف يلقى القبض علي بمثل هذه الطريقة"، وأضاف الطفل المصاب "لا، لا، لا... من فضلك لا تلمسني."
وقالت الصحيفة الأمريكية: وعندما اصطحب الضباط الصبي إلى سيارة الشرطة، سألت أمه رجال الشرطة عما إذا كان بإمكانها ركوب السيارة مع ابنها إلى السجن لكن أحد الضباط قال لها: لا، لايمكنك، حيث كان الطفل يستمر بالصراخ ويقول: "أنا لا أعرف ما يحدث، ماما، ماما، أنا لا أفهم شيئا" بينما قالت والدته لرجال الشرطة: إنه مصاب بالتوحد، إنه لا يعرف ما يجري، إنه خائف حتى الموت، عمره فقط 10 سنوات".

وهنا نقلت الصحيفة الأمريكية عن والدة الطفل المصاب قولها إن ابنها، الذي تم تشخيص إصابته بالتوحد منذ عامين، كان يخضع لخطة تعليم فردية منذ أن بدأ دراسته وتم تعيين مدرس متقدم خاص بحالته في العام الماضي، لكن ابنها كان يشكو لها أنه كان يواجه مشكلات مع مساعده، مؤكدة أنه كان يتسبب بالضرر لابنها، وبالرغم من ذلك لم تعين المدرسة واحدا جديدا له.
وتابعت الصحيفة: إنه وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول، قال المعلم الخاص بالطفل المصاب بأن الطفل كان يتسبب بالفوضى في الصف، ويرمي الكرات والأوراق حول الفصول الدراسية ويضرب الطلاب الآخرين"، وأضافت الصحيفة: إن المربي اضطر إلى كبح الطالب، ولف ذراعيه حول صدره العلوي الأمر الذي تسبب بتقييد تنفس الطفل، فقام الطفل بركل وخدش المربي، وقالت الأم إن الحادث أدى إلى اعتقال ابنها في أكتوبر/تشرين الأول، ولم يعرف سبب عدم إبلاغ أسرة الصبي بهذه المشكلة منذ البداية.
بدوره قال سكوت باديسش، رئيس جمعية التوحد الأمريكية، إن المنظمة على اتصال مع هيغود للمساعدة في تقديم خدمات الدعم والاستشارات القانونية، وقال "يبدو أن ردود المدرسة خاطئة وشريرة"، وأضاف "إنه فشل فادح من قبل المؤسستين المسؤولتين وهما الشرطة والمدرسة".
وقال باديتش: إن جمعية التوحد تدرس القضية لتحديد ما إذا كان يتعين عليها أن تطلب من وزارة العدل وإدارة التعليم التحقيق في أي مخالفات تم ارتكابها، فقد شوهدت حالات مماثلة في ولايات أخرى، ويقوم مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التعليم بالتحقيق في إحدى هذه القضايا في ولاية فرجينيا، بعد شكوى بأن المدارس الحكومية في "ريتشموند" تعاقب بشكل غير عادل الطلاب السود والطلاب ذوي الإعاقة بطريقة أكثر قسوة من غيرهم.
وكما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الشكاوى تشير إلى أن إحصاءات الدولة تفيد بأن الطلاب السود ذوي الإعاقة هم تقريبا 13 أي ضعف عدد الطلاب غير المعوقين البيض الذين يعاقبون بعقوبات عادية في العام الدراسي 2014-2015، كما كشفت الشكاوى التي قدمت في يوليو الماضي من قبل مركز العدل للمساعدة القانونية ووحدة حماية حقوق الإنسان في ولاية فرجينيا أنه بالرغم من أن الطلبة المعوقين يشكلون 17.7 في المئة من عدد الطلبة إلا أنهم يمثلون 29.8 في المئة من نسبة الطلبة الذين يتعرضون لحالات العنف الجسدي.
وردا على سؤال حول قضية جون بنيامين، قالت المتحدثة باسم مدارس مقاطعة اوكيتشوبى ريني جيتينج إن المنظمة لا تستطيع الكشف عن معلومات محددة حول الحوادث التي تشمل الطلاب، لكنها ستحقق في تفاصيل الحادث بشكل فوري.