الوقت- قال موقع غلوبال ریسیرش الكندي اليوم على لسان الكاتب "لاري شين": إن الهدف الرئيس الذي دفع ترامب إلى شنّ هجوم صاروخي على سوريا هو رغبته الجامحة بغزو إقليمي ضخم، وشنّ حرب عالمية ثالثة، والتي قد تعتبر بأنها حدث لا عودة فيه لرئاسة ترامب.
وقال الكاتب: كان من الواضح أن الهجوم الكيماوي كان عملية كاذبة نظمت لأغراض الدعاية الحربية، بالتنسيق مع عملاء الاستخبارات، والنخب السياسية، ووسائل الإعلام التي تعمل في انسجام تام، حين قصفت الطائرات السورية موقع للمتمردين لتخزين المواد الكيميائية التي يستخدمونها (الإرهابيون المدعومون من أمريكا، وكالة المخابرات المركزية)، وفي هذا السياق جاء السرد الملفق والكاذب بأن الرئيس الأسد أطلق هجوماً بالأسلحة الكيميائية على المدنيين، على الرغم من أن الحكومة السورية ليس لديها سبب سياسي عاقل للقيام بذلك، وكان نظام الأسد قد حصل مؤخراً على تأكيدات من إدارة ترامب ووزير الخارجية ريكس تيلرسون على أن تغيير النظام ليس في خطط إدارة ترامب وأن "الشعب السوري سيقرر مصير الأسد، ناهيك عن أنه لم يكن هناك أي سبب عاقل لروسيا في المشاركة أو التغاضي عن هجوم بالأسلحة الكيميائية على المدنيين.
واستطرد الموقع: إن أصحاب الخوذ البيض، الذين يلعبون دور البطولة في مسرحية "الأزمة الإنسانية" هم عملاء لأمريكا ناهيك عن أنهم ذوو أصول استخباراتية، فتشير جميع الإشارات إلى الإعداد باستخدام الحيل القديمة، وتكرار ذرائع "الأزمة الإنسانية" السابقة من قصف "حاضنات الأطفال" إلى "صبي حلب صاحب الكرسي البرتقالي"، وتنظيم الهجوم الأخرق أي "الهجوم الكيميائي"، والذي هو بطولة الطبيب المعروف بأنه مدعوم من الولايات المتحدة الإرهابية، والقتلى والجرحى يضحكون (لأنهم لا يعتقدون أن الكاميرات تعمل)، وصفحة تويتر لفتاة سورية عمرها 7 سنوات، والتي اسمها بانا، هي أيضاً دعاية سخيفة تروج لها وسائل الإعلام الإخبارية المتصلة بـ "سي آي أيه".
وهنا نقل الموقع عن الكاتب مايكل تشوسودوفسكي قوله: وفي حين أنه لا يوجد أي دليل على أن الرئيس الأسد أمر بالهجوم بالأسلحة الكيماوية، إلا أن هناك أدلة كثيرة - بما في ذلك تقرير شامل للأمم المتحدة - بأن "المتمردين" المعارضين (بدعم من الولايات المتحدة والناتو) قاموا منذ عام 2012 بتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد السوريين والمدنيين فضلاً عن جنود الجيش، وهناك أيضاً أدلة على أن واشنطن وحلفاءها كانوا قد خططوا وأيدوا هجمات الأسلحة الكيميائية التي يرتكبها "المتمردون" (بما في ذلك هجمات الغوطة الشرقية لعام 2012) بهدف تجريم حكومة دمشق.
وتابع الموقع: إن دونالد ترامب ارتكب جريمة قتل جماعي، والآن أصبح رسمياً مجرم حرب، كما أن الحقيقة هي أن أفعال ترامب ستعود بالنفع السياسي على الإرهاب - تنظيم داعش وتنظيم القاعدة ووكالة المخابرات المركزية - في مواجهة سوريا وروسيا وحلفائها الذين يحاربون الإرهاب.
وهنا تساءل الموقع الكندي: هل كان هجوم ترامب "حقيقياً" أن انه كان انتقاماً مزيفاً، رداً على هجوم كيميائي مزيف؟ هل ترامب يتصرف من تلقاء نفسه، أم إنه خدع أو أجبر على تنفيذ الضربة الإنتقامية؟ هل ترامب ساذج وجاهل بما فيه الكفاية ليتم التلاعب به من قبل الدعاية الدولية العميقة؟
وقال الموقع هل ترامب بات يفقد جانباً من شعبيته، لأنه لم يعد مفيداً؟ هل ترامب تسيطر عليه النخب العليا؟ فهل كان ترامب يكذب على الروس وبوتين لمدة شهور حول التعاون بالحرب على الإرهاب، في الوقت الذي يعد تحركات عسكرية كبيرة؟ هل استخدم ترامب الروس للتخلص من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي أم العكس؟.
وهنا قال الموقع: إن ترامب هو أيضاً عسكري متحمس، "يحب الجنرالات" ويحب فكرة ممارسة العضلات العسكرية الأمريكية والسيادة، ويتجلى هذا من خلال تصريحاته المتواصلة المستمرة في البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية، حيث يحيط نفسه بالجنرالات والمحاربين، وهو حقاً من محبي مجتمع الاستخبارات، يجب أن يعرف ترامب بالتأكيد أن الحرب المربحة هي مجنونة، ولها تكاليف مضاعف اقتصادياً فهو يدفع إلى زيادة كبيرة في الإنفاق العسكري.
يذكر أن أمريكا أقدمت فجر على ارتكاب عدوان استهدف من خلاله إحدى قواعد الجيش السوري الجوية في المنطقة الوسطى ما أدى إلى ارتقاء شهداء وسقوط عدد من الجرحى وإحداث أضرار مادية كبيرة.