الوقت- شهدت أروقة الأمم المتحدة في نيويورك جلسة عاصفة، خصصت لمناقشة مشروع القرار الذي قدمته بريطانيا وفرنسا وأمريكا الى مجلس الأمن الدولي، والذي يتهم الحكومة السورية بارتكاب مجزرة الكيماوي في خان شيخون التي راح ضحيته قرابة 100 شخص.
ويطالب القرار مشروع القرار، إدانة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا ويلزم الحكومة السورية بالكشف عن عمليات طيرانها الحربي يوم الثلاثاء ساعة الهجوم على خان شيخون، كما يطالب المشروع سوريا بتقديم أسماء قادة أسراب المروحيات التي شاركت في العمليات القتالية في 4 أبريل إضافة إلى ضمان وصول المحققين الدوليين إلى القواعد الجوية السورية.
الجعفري: سوريا تتعرض لهجومين
ونفى مندوب سوريا في مجلس الامن، بشار الجعفري في مستهل كلمته، بشكل مطلق الاتهامات للجيش السوري حول استخدام الكيمياوي في خان شيخون، واضاف: ان ما سمعناه دليل على ان بلادي تتعرض لهجومين الاول يشنه اعضاء المجلس والثاني يشنه الارهابيون .
ولفت الجعفري الى ان الحكومة السورية وجهت اكثر من 90 رسالة تضمنت معلومات عن حيازة الارهابيين مواد كيمياوية وصلتهم عبر تركيا مجددا القول : تركيا تحاول تدمير المفاوضات في استانة والقضاء على افاق التوصل لحل سياسي في سوريا.
روسيا تطرح مشروع قرار، وتهدد بالفيتو للرد على مشروع القرار الغربي
بدوره قال مندوب روسيا في مجلس الأمن،فلاديمير سافرونكوف، ان الارهابيين يحاولون زعزعة الثقة بالدولة السورية ذات السيادة واضاف : عدم التصرف من قبل مجلس الامن ضدالارهابيين بخان العسل شجعهم على ارتكاب جرائم اخرى. هناك تقارير زيفها الارهابيون باستخدام القوات الحكومية الكيمياوي وقد اتخذت باعتبارها حقيقية، واشار الى ان منظمة حظرالاسلحة الكيمياوية اكدت امتلاك النصرة و "داعش" لهذه الاسلحة في سوريا واضاف : لدينا اكثر من خطة في سوريا الاولى هي مكافحة الارهاب ولا نرى حاجة لاعتماد قرار اليوم، المهمة الاساسية الان هي القيام بتحقيق موضوعي وما تم الى حد الان هو الاشارة الى تقارير مفبركة . مرصد حقوق الانسان ومقره لندن وذوو الخوذ البيضاء والزرقاء يفبركون التقارير بهدف الابتزاز.
وأكد المندوب الروسي أن دمشق تصرفت بحسن نية عندما تجاوبت مع منظمة حظر الكيميائي، مضيفا أن تحقيق نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا كان ممكنا بفضل روسيا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، ودعا سافرونكوف إلى إجراء تحقيق غير مسيس مبني على حقائق، مؤكدا أنه ينبغي تعديل مشروع القرار المطروح أمام المجلس.
وقبيل الجلسة، أكد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن بلاده مستعدة لاستخدام حق النقض ضد مشروع القرار الغربي حول سوريا إذا طرح دون تشاور، كما طرحت روسيا مشروع قرار للتحقيق من الهجوم الكيميائي في إدلب.
واشنطن تهدد بتحرك "منفرد"
من جانبها قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدي الأمم المتحدة السفير نيكي هايلي، إن "الإخفاق المتوصل لمجلس الأمن الدولي إزاء سوريا سيجبرنا علي التحرك بشكل منفرد"، دون توضيح طبيعة التحرك الذي تقصده، وأشارت هايلي إلى أن "عدم تحمل روسيا لمسؤولياتها" تجاه ما يحدث في سوريا أدي إلى استمرار استحواذ الرئيس السوري بشار الأسد على أسلحة كيميائية "واستخدامها ضد المدنيين" في بلاده، حسب زعمها
وأضافت السفيرة الأمريكية: "لو أن روسيا تحملت مسؤوليتها بشكل كامل لما كانت هناك أسلحة كيمائية في سوريا الآن .. وتقول روسيا إن لديها تأثير على سوريا ونحن نود أن نري هذا التاثير الآن".
بريطانيا وفرنسا تهددان بخطوات أحادية
مندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، والذي قدمت بلاده مسودة القرار، قال إنه من غير المستبعد أن يُطرح مشروع القرار حول هجوم خان شيخون للتصويت اليوم. وشدد على أن روسيا باعتبارها من الدول الضامنة لاتفاقية الهدنة في سوريا تتحمل مسؤولية خاصة عن تطورات الأوضاع في سوريا.
أما مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة فهدد بفرض عقوبات جديدة على دمشق بعد هجوم خان شيخون الكيميائي، إذا استخدمت روسيا حق الفيتو ضد مشروع القرار الغربي بهذا الشأن، وزعم رايكروفت إنه لا يوجد في سوريا طرف باستثناء الحكومة السورية يمتلك السلاح الذي تم الكشف عن آثاره في مكان الهجوم، مشددا على مقتل نحو مئة شخص بهذا السلاح، واعتبر أن الأسد يهين روسيا بجرائمه الجديدة لكونها تتحمل مسؤولة خاصة عن الوضع الميداني، وأضاف أنه في حال استخدمت روسيا حق الفيتو مجددا ضد مشروع القرار البريطاني الفرنسي الأمريكي المطروح في مجلس الأمن، فالاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ مزيد من الخطوات الأحادية لمعاقبة دمشق.
الأمم المتحدة عاجزة عن كشف ملابسات الحادث
بدوره أعلن مفوض الأمم المتحدة لنزع السلاح، خلال جلسة الأمن الدولي اليوم الاربعاء، ان المنظمة لم تستطع تحديد وسائل نقل السلاح الكيميائي الى خان شيخون.
وكانت القيادة العامة للجيش السوري قد نفت نفيا قاطعا الاتهامات التي وجهتها إليها المعارضة المسلحة باستخدام مواد كيميائية في خان شيخون. وأكد الجيش السوري أنه "لم ولن يستخدم تلك المواد في أي مكان أو زمان لا سابقا ولا مستقبلا"، وجاء في البيان أن "المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها تتحمل مسؤولية استخدام المواد الكيميائية والسامة والاستهتار بحياة المواطنين الأبرياء لتحقيق أهدافها وأجنداتها الدنيئة"، في وقت اكدت فيه وزارة الدفاع الروسية،أن الجيش السوري قصف مستودعاً للذخيرة والمعدات العسكرية تابع للإرهابيين في خان شيخون بريف إدلب، مشيرة الى أن المستودع كان يحتوى على أسلحة كيماوية تم نقلها إلى البلاد من العراق