الوقت - وفقاً للتقارير المنتشرة يسعى الكيان الإسرائيلي لتوظيف استثمارات ضخمة لتعزيز منظومته السايبرية.
في هذا الصدد أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "غادي ایزنکوت" وافق على تخصيص عدّة مليارات من الشيكل "عملة كيان الاحتلال التي تعادل ثلث الدولار الأمريكي" من أجل تقوية المنظومة السايبرية للكيان الإسرائيلي خلال السنوات القادمة.
ووفقاً للصحيفة فإن وحدة خدمات الحاسوب في الجيش الإسرائيلي المعروفة اختصاراً بـ (CSD)تواصل نشاطاتها السايبرية، فيما تقوم دائرة الاستخبارات العسكرية بجمع البيانات اللازمة لخوض الحرب السايبرية.
ومن المقرر أن تنضم وحدات سايبرية أخرى إلى وحدة خدمات الحاسوب في الجيش الإسرائيلي من أجل تقوية البنى التحتية في هذا المجال.
في هذا السياق يؤكد المسؤولون المتخصصون في هذا المجال في الكيان الإسرائيلي بأن الهدف الرئيسي من هذه الاستعدادات هو مواجهة القدرات السايبرية المتطورة التي تمتلكها إيران.
وتشير المعلومات التي بثتها وسائل الإعلام الصهيونية بأن الإمكانات السايبرية المتطورة التي تمتلكها قوات حرس الثورة الإسلامية في إيران قادرة على استهداف واختراق المنظومة السايبرية للكيان الإسرائيلي وأمريكا ودول غربية أخرى.
في هذا الإطار أكد موقع "والاه" الخبري المقرب من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إن إيران باتت تمثل قوة عظمى في المجال السايبري، الأمر الذي يشكل تهديداً جديّاً لأمن الكيان الإسرائيلي.
وزعم هذا الموقع أن إيران تمكنت من شن حملات سايبرية واسعة استهدفت المصالح الأمريكية بين عامي 2011 و2013، ما أدى إلى الحاق خسائر مادية باهظة جداً بالجانب الأمريكي قدرت بملايين الدولارات.
وترى وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن السبيل الأمثل لمواجهة القدرات السايبرية الإيرانية يكمن بتكرار الهجمات السايبرية التي استهدفت المؤسسات النووية الإيرانية في السابق.
وأشارت هذه الوسائل بهذا الخصوص إلى فيروس "ستكسنت" الذي كشف الستار عنه في صيف عام 2010 والذي استهدف أجهزة الطرد المركزي في بعض المنشآت النووية الإيرانية الناشطة بتخصيب اليورانيوم.
ومن وجهة نظر القادة الإسرائيليين يعتبر فيروس "ستكسنت" هو بداية عهد جديد في الحرب الإلكترونية والمواجهة السايبرية بين إيران والكيان الإسرائيلي.
في ذات السياق أفشى موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" جزءاً من البرنامج السايبري للكيان الإسرائيلي الذي يشتمل على نموذج لمحاكاة البرنامج النووي الإيراني يتضمن المفاعلات النووية والبنى التحتية التابعة لها من أجل وضع الخطط اللازمة لمهاجمتها في المستقبل.
وذكر الموقع إن هذا النموذج يشتمل على مدينة أطلق عليها اسم "سيم سيتي" تتضمن الخطط الكفيلة برفع درجات الحرارة في قلب محطات الطاقة النووية الإيرانية وكيفية إيقافها عن العمل وشل حركة السير في داخلها والسيطرة على المراكز الإدارية والتجارية فيها.
وعلى الرغم من أن الكثير من هذه الأخبار تدخل في إطار الحرب النفسية والإعلامية، وتهدف في بعض الأحيان للتغطية على نقاط ضعف المنظومة السايبرية الإسرائيلية، وتبرير الإجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال في هذا المجال والتي تواجه معارضة في الداخل الإسرائيلي، إلاّ أنه ينبغي عدم تجاهل احتمال وقوع مواجهة سايبرية بين إيران والكيان الإسرائيلي وضرورة الاستعداد لها في المستقبل.
وتجمع كل الجهات ذات العلاقة بقضايا الأمن الإسرائيلي، على أن أي حرب إلكترونية تشن على كيان الاحتلال يمكن أن تحدث أضراراً إستراتيجية بالغة، خصوصاً بعد توالي النجاحات الإيرانية في اختراق الحواسيب الإسرائيلية. رغم الميزانيات الضخمة التي سخرها هذا الكيان من أجل كسب هذه الحرب بالتعاون مع أجهزة المخابرات الأمريكية.