الوقت- نشرت صحيفة "دي فيلت" الالمانية التي تناصر كيان الاحتلال الاسرائيلي مقالا مؤخرا قالت فيه ان المانيا الغربية قد اقدمت على الارجح على دعم تأمين ميزانية البرنامج النووي الاسرائيلي في السيتينات من القرن الماضي .
وقالت الصحیفة في مقالها ان المانيا الغربية كانت قد وافقت على اعطاء قرض للكيان الاسرائيلي بقيمة 500 مليون دولار لمدة عشر سنوات وكان الهدف المعلن حينها من هذا القرض تنمية صحراء النقب وفي الحقيقة كان هذا القرض لانتاج اسلحة نووية في مفاعل ديمونا الذي يقع في صحراء النقب .
وقد تم اتخاذ هذا القرار في اجتماع بين رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي في ذلك الحين ديفيد بن غوريون والمستشار الالماني في الستينيات كونراد ادناور في فندق والدوروف آستوريا في نيويورك، وكان وزير الدفاع الالماني الغربي السابق جوزف اشتراوس قد اعلن في وقت سابق ان بن غوريون وادناور قد ناقشا البرنامج النووي الاسرائيلي في اجتماع في باريس في عام 1961 .
وكانت هذه الخطة السرية تسمى بالشراكة التجارية وكان بنك التنمية الذي تملكه حكومة المانيا الغربية يمولها .
ويأتي تقرير صحيفة دي فيلت بعدما قام رئيس الكيان الاسرائيلي السابق شيمون بيريز( الذي كان مسؤولا عن البرنامج النووي الاسرائيلي في الستينات) بنفي الانباء التي تحدثت عن تامين ميزانية البرنامج النووي الاسرائيلي من قبل المانيا الغربية، وقد رفضت الصحيفة الالمانية هذا النفي وقالت ان السرية كانت احد بنود التعاون بين المانيا والكيان الاسرائيلي في مجال صنع الاسلحة النووية .
وقد بدأ الكيان الاسرائيلي بناء اول مفاعلاته النووية في صحراء النقب قرب مدينة ديمونا في الخمسينات من القرن الماضي، وقد كشفت المصادر الامنية الامريكية عن نبأ وجود مفاعل ديمونا في الستينات (وتشير الوثائق الارشيفية الجديدة ان امريكا كانت تعلم بوجود مفاعل ديمونا قبل هذا التاريخ) وقد اصدر بن غورين حينها بيانا قال فيه ان هذا المفاعل هو مدني بحت لكن لم يكن احد في العالم يصدق بأن الهدف الحقيقي لبناء هذا المفاعل هو الأغراض السلمية .
وكان شيمون بيريز قد اعلن ان تكلفة بناء مفاعل ديمونا هو 40 مليون دولار لكن هذا الرقم كان نصف ما يتطلبه مشروع بناء هذا المفاعل. وهنا يتبادر سؤال الى الذهن حول مصدر تمويل القسم المتبقي من المال اللازم لبناء المفاعل حيث تؤكد صحيفة دي فيلت بأن الممولين الدوليین هم من قاموا بتأمين ميزانية هذا المشروع .
ان فرضية تدخل المانيا الغربية في رصد ميزانية بناء مفاعل ديمونا قد طرحت لاول مرة حينما عارض بن غوريون ما نشرته صحيفة اسرائيلية عن مساهمة المستشار الالماني الاسبق كونراد ادناور في بناء قدرة الكيان الاسرائيلي الرادعة تحت ذريعة الحفاظ على الامن الاسرائيلي ومنع وقوع حروب في المستقبل .
ورغم وجود مشاركة المانية غربية في صنع الاسلحة النووية الاسرائيلية، لا تزال فرنسا تحتل المرتبة الاولى من بين الدول الاجنبية التي شاركت في صنع هذه الاسلحة. ففرنسا قد وقعت مع الكيان الاسرائيلي في عام 1957 وبعد ازمة قناة السويس 3 اتفاقيات سرية تنص على قيام باريس ببناء مفاعل نووي يعمل بالماء الثقيل بسعة 24 ميغاواط يستخدم فيها 385 طنا من اليورانيوم لصنع وتطوير الاسلحة النووية بالاضافة الى بناء منشآت لإنتاج البلوتونيوم ايضا .
وقد حدثت هذه التطورات بعد مضي سنة من لقاء بين بيريز ووزير الدفاع الفرنسي في حينه وكان بيريز قد سأل المسؤول الفرنسي عن رأيه "اذا ارادت اسرائيل امتلاك القدرة على الدفاع عن نفسها ".
وكانت النرويج قد أمنت للكيان الاسرائيلي 20 طنا من الماء الثقيل وقامت بريطانيا بايصال هذه الكمية من الماء الثقيل الى الكيان .
وهكذا تتكشف يوما بعد يوم كيف ان الدول الاوروبية الغربية التي كانت ولا تزال تتشدق بحقوق الانسان وتبدي الخشية من انتشار الاسلحة النووية في العالم، قامت بتزويد اكثر الكيانات عنصرية واجراما اي الكيان الاسرائيلي بقدرات لصنع ترسانته النووية، في وقت تقوم هذه الدول الغربية بمحاربة اي دولة مسلمة تريد تطوير برنامج نووي للاغراض السلمية بشتى انواع الوسائل .