الوقت-رغم مرور شهر ونيف للعدوان السعودي على اليمن وإعلان الرياض انتهاء عاصفة الحزم وبدء ما يمسى بـ"إعادة الامل"، لم تنجح قوات التحالف من تحقيق أي نصر ميداني بسبب المواجهة الشرسة من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية التابعة لحركة أنصار الله، كما أن الضربات السعودية لم تتوقف. لذلك سنقف على آخر التطورات والواقع الميداني من كافة جوانبه عبر حوار خاص مع الناشط السياسي والإعلامي اليمني السيد فضل الشرفي .
وسنستعرض في بداية الحديث ملخّصاً لأهم نقاط الحديث مع السيد الشرفي، ومن ثم ننتقل إلى نص المقابلة بشكل تفصيلي :
- لا تستطيع أن تفرّق بين عاصفة الحزم وما يسمى بـ"إعادة الامل"، فالقصف مستمر ولازال يستهدف المدنيين .
- 70% من محافظتي أبين وعدن في يد الجيش اليمني وأنصار الله .
-70% من أبناء الشعب اليمني مع أنصار الله، ومن الفوائد الكبيرة لعاصفة الحزم هو التلاحم بين أبناء الشعب اليمني .
- 99% من الجيش اليمني ضد العدوان وربما لواء واحد أو اثنين متواجدين في الجنوب بجانب هادي .
- رغم محاولة السعودية شراء ولاءات قبلیة، إلا أنها لم تنجح في شراء قبيلة واحدة حتّى الآن. وأغلب القبائل اليمنية تدعم أنصارالله كحاشد وبكيل وخولان بن عامر وهمدان بن زيد ومرحج، والقبائل التهاميّة الأشعريين وأهل زبيد. لكن في الجنوب هناك قبيلة العوالق وهي قبيلة كبيرة، وكثير من هؤلاء مؤيدون للقاعدة حتى أنه توجد قيادات من تنظيم القاعدة تنتسب لهذه القبيلة .
- القاعدة، سرطان لا بدّ من استئصاله من جسد الشعب .
- قرار مجلس الأمن 2216 لم يهتم بالشعب اليمني ومظلوميته، ويهدف لتشريع العدوان وإرضاء السعودية .
- حزب الإصلاح بدأ يخسر شعبيته بعد تأييده للعدوان السعودي، ورغم وجود خلافات بين مختلف التيارات اليمنية في مقاربتها للأمور الداخلية إلا أن الجميع مجتمعون ومتحدون ضد العدوان والجميع يدفع برجالاته وأبنائه للجهاد ضد العدوان .
- أي قرار يصدر عن حكومة الظل التي تدار من الرياض لا يمثل الشعب اليمني، والخطوط الحمراء لأي حوار وطني هو العدوان هل يبرّر أو لا يبرّر .
- العدوان سيؤول إلى هزيمة نكراء للسعودية.. وهذا العدوان هو السبب المباشر لسقوط حكم آل سعود .
نص المقابلة :
س: السلام عليكم حضرة السيد فضل الشرفي، السؤال الأول ما هي آخر التطورات في اليمن؟
تعلمون جيداً أن عاصفة الحزم بدأت قبل شهر تقريباً، ومن ثم أعلن الجانب السعودي إيقاف عاصفة الحزم، لكنه كان إعلاناً كاذباً، وما زال القصف الجوي مستمراً حتى الآن وبكثافة في مختلف المحافظات اليمنية. هم فقط قاموا بتغيير اسم العملية من عاصفة الحزم إلى "إعادة الامل". لا تستطيع أن تفرّق بين عاصفة الحزم وما يسمى بـ"إعادة الامل"، القصف مستمر ولازال يستهدف المدنيين والبنية التحتيّة والمستشفيات والمدارس والمساجد والمصانع حتّى المراكز الرياضيّة .
أما بالنسبة للتطورات على الصعيد السياسي، فأولاً تكلّم السيد محمد عبد السلام الناطق الرسمي لجماعة أنصار الله أنه لا يمكن أن يجري حوار وتكون أي دولة خليجية طرفاً أو راعية لهذا الحوار. ثانياً الحوار مفتوح بين اليمنيين، ثالثاً اجتمعت اللجنة الثورية العليا واللجنة الامنية لدراسة إمكانية ترتيب وضع الحكومة والحوار وما إلى ذلك. ولكن أعتقد أن حزب الإصلاح ومن وجهة نظري لأنه لا أعلم ماذا سيقرّرون فيما بعد، أعتقد أنهم مُبعدون من الحوار لأنه (حزب الإصلاح) مؤيّد لهذا العدوان السعودي. فأي شخص أو حزب يؤيد العدوان السعودي على اليمن، يعتبر خائناً لوطنه وكل خائن لوطنه لا يمكن للاحزاب السياسية ان تقبل بالحوار مع الخائنين للوطن، وفيما بعد ربّما يوافق السيد عبد الملك وبقيّة المكونات أن يدخلوا في حوار هذا شأنهم. وأما على الصعيد العسكري وفي المحافظات الجنوبية فتوجد معارك في أبين، الآن مستمرّة، وتوجد معارك أيضاً في شبوه، الضالع، لحج، عدن. الحرب مستمرّة في المحافظات الجنوبية، حوالي 70% من محافظة أبين في يد الجيش اليمني وأنصار الله، أيضاً حوالي 70% من محافظة عدن كذلك. أما بالنسبة للمحافظات الشمالية فتوجد معارك في تعز ومأرب المصدر الرئيس للنفط اليمني .
القصف الجوي لا يزال مستمرّاً، ويوجد هناك ما هو أكثر من الضربات الجويّة، هناك هجمات بحرية من المدافع، لقد استهدفوا تعز من المدافع أكثر من مرّة، كذلك صعدة، ومنطقة منبّه، وقرية دخشية على حدود السعودية، ومنطقة حرض في محافظة حجّة على الحدود السعودية. وفي أغلب المحافظات التي تدور فيها المعارك بين الجيش اليمني وأنصار الله مع أنصار الشريعة، القصف مستمر حمايةً للقاعدة، وحتى في المحافظات التي لا يوجد فيها معركة، هناك قصف جوي .
س: بعد إعلان وقف العدوان السعودي على الشعب اليمني، كان يتوقع الجميع ان تقف الهجمات السعودية ضد اليمنيين، لكن لا نزال نرى استمرار هذا العدوان، كيف ترون هذا الأمر؟
هم كانوا يتوقعون أنهم بعاصفة الحزم يقضون على أنصار الله والجيش اليمني بشكل تام. بعد استمرار عاصفة الحزم حوالي الشهر، رأوا أنفسهم أنهم لم يحققوا شيئاً مما بدأوا به، ورأوا أيضاً أن أنصارهم وأصحابهم من القاعدة وأنصار الشريعة وأنصار هادي يتراجعون يوماً بعد يوم. ولكن أعتقد انه يوجد ضوء أخضر من أمريكا وإسرائيل بالاستمرار لأنه إذا كان اليمن في يد أنصار الله سیخرج من أيديهم، ولن يستطيعوا أن يتحكّموا باب المندب. أما الحديث عن نفوذ إيراني وتوسع إيراني فهو كلام من الغدر والفجور .
س: ما هي الأسباب التي دفعت بالسعودية للتركيز على الأهداف المدنية؟ وهل سيؤثر استمرار استهداف المدنيين على شعبية أنصار الله؟ وما هي معنويات الشعب حالياً؟
تتصور السعودية أنه من خلال التركيز على المدنيين، ستجبر الشعب اليمني على أن يخضع ويستسلم، وبالتالي يقوم بالضغط على أنصار الله والجيش اليمني للاستسلام، ولكن هم لا يعلمون مدى قوّة وحماس الشعب اليمني. اليمني بطبيعته لا يقبل أن ينتهك ويذل ثم يقول أنا موافق. عندما تريد أن تحارب عليك أن تدرس طبيعة الطرف المقابل والسعودية أخطأت في هذا السياق. سبب آخر هو الحقد في نفس العقيدة التكفيرية، فهناك جواز لقتل النساء والأطفال، اذا كان الرجل يستحق القتل لأنه كافر في مذهب محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية، أيضاً نسائه وأطفاله يستحقون القتل !
أما بالنسبة لتأثير الاستهداف على شعبية أنصار الله، الشعب اليمني أصبح في قمّة الوعي وعرفوا بشاعة الجرم الذي يمتلكه التكفيريون ويستهدفهم في مساجدهم، وبالتالي الذي يدافع عن الشعب اليمني ويحارب هؤلاء سيكون موضع قبول لدى كافة أبناء الشعب اليمني. أنصار الله يريدون تخليص الشعب اليمني من شرور هؤلاء، وبالتالي على العكس تماماً أنصار الله تزداد احتراماً ومقاتلوها يكبرون في أعين الشعب أكثر فأكثر. بالنسبة للوضع الاقتصادي، أستطيع أن أشبّه اليمن حالياً بشعب أبي طالب، حصار من البر والبحر والجو، ولكن هل تنازل رسول الله(ص) عن الرسالة؟ كذلك أنصار الله والشعب اليمني أتباع رسول الله لن يستسلموا .
س: ما حقيقة الدعم السعودي للقاعدة؟ وما هي تداعيات هذا الأمر على الشعب اليمني من ناحية والسعودية من ناحية أخرى؟
أولاً رغم أننا نوثّق الدعم السعودي للقاعدة إلا أن هذا الأمر لا يحتاج إلى وثائق، لماذا؟ لأنهم هم أنفسهم في قناتي الجزيرة والعربية يقولون إن التحالف أنزل أسلحة "للمقاومة الشعبية" لا يقولون القاعدة. السعودية تدعم القاعدة لكنها تدرك جيداً أن ما تفعله حالياً هو تأجيل للنصر لا أكثر، فالنصر حتمي لأن الله تعالى يقول في محكم كتابه العزيز: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير .
س: برأيكم لماذا تم تغيير اسم العملية من "عاصفة الحزم" إلى إعادة الامل؟ ماذا تقصد السعودية من وراء تغيير اسم العملية؟
عندما وقعت المساعي الإيرانية والروسية، وأعلن عبداللهيان قبل أن يعلنوا هم إيقاف عملية عاصفة الحزم بساعات، بعد ساعات قليلة أعلن المتحدّث باسم عملية عاصفة الحزم العميد احمد العسيري وقف عملية عاصفة الحزم وبدء إعادة الأمل، وحينها ظن الناس أن الحملة ستقف .
عملية إعادة الامل التي تضمّنت ثلاثة بنود، البند الاول حماية المدنيين وإعادة بناء اليمن، البند الثاني إيقاف حركة أنصار الله في جميع المحافظات، البند الثالث إجبار أنصار الله على الانسحاب. الآن حماية المدنيين هذا كذب، نفس ما كان في عاصفة الحزم المدنيين متضرّرون، النساء والأطفال وهؤلاء ليسوا من أنصار الله، مدارس أيضاً استهدفت، كذلك المصانع ومبنى رئاسة الجمهورية في صنعاء، وكثير من المناطق استهدفت، فلا يفرّقون بين مكان مدني وآخر عسكري متذرّعين أن أنصار الله يخبّئون السلاح في الاحياء السكنية وهذا أمر لا يعقل. أولاً السكّان أنفسهم لا يقبلون بأن تخفي أنصار الله والجيش اليمني السلاح في بيوتهم، لأنّه معروف سيكون مستهدفاً ولا أحد يقبل بذلك. كذلك الجيش اليمني وأنصار الله هؤلاء الناس شعبهم ويمنيون، فلا يمكن أن يجعلوهم في خطورة. هم (السعودية) يبرّرون قصفهم للمدنيين بهذه الطريقة. ما هو الفرق بين عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل؟، لا يوجد فرق .
س: هل لهذه البنود من تأثير على أنصار الله؟ هل بدأوا بالانسحاب من المحافظات اليمنيّة؟
أبداً، لا يوجد تأثير لهذه البنود لأن أنصار الله لديهم مشكلة مع تنظيم القاعدة في اليمن، أنصار الشريعة وبقيّة أنصار عبد ربه منصور هادي. أنصار الشريعة والقاعدة في خندق واحد يقاتلون الناس، لذلك تحرّكت جماعة أنصار الله لتخليص الشعب اليمني من هؤلاء، وقضيتهم مستمرّة لأنه لا بد أن ينتهي هؤلاء من اليمن لأنهم سرطان لا بدّ من استئصاله من جسد الشعب .
س: ما هي الأسباب التي ساهمت في عدم تمكّن السعودية من إيجاد تحالف موحّد وقوي ضد الشعب اليمني؟ وما هي الأسباب التي لم تدفع الأطراف العربية والإقليمية إلى أن تقف بجانب السعودية؟
أولاً، مبرّرات هذه الحملة هي مبرّرات واهية، لا يمكن لأي دولة أن تقود حرباً على دولة أخرى لفرض رئيس على شعبها، لأن مسألة الرئاسة توافق شعبي داخل البلد وليست إجباراً من الآخرين، حتى وإن تدخّل الآخرون فلا يكون التدخل بالسلاح، وبالتالي كان المبرّر واهياً جداً .
ثانياً: عندما بدأت الحملة وبدأوا بالضرب، أنصار الله والشعب اليمني والجيش اليمني بشكل عام لم يردّوا، كانوا يحاولون إقناع الآخرين أن هؤلاء(أنصار الله) يريدون احتلال مكّة والمدينة، ولكن عندما رفض السيد عبد الملك الحوثي الرد على هذا العدوان فضحهم وعرّاهم أمام العالم. كذلك الجرائم ضد النساء والأطفال وضرب المدنيين والمستشفيات، هذه(الأمور) كلّها أضعفت موقف السعودية .
ثالثاً: تدرك هذه القوى جيّداً قوّة الشعب اليمني، هذا البلد الذي سُمّي بمقبرة الغزاة، الدخول إلى مكان مجهول لا تستطيع ان تعرف ما هي وجهته أجبر هذه الأطراف على التراجع، المصري مثلاً قال لا أذهب بجيشي إلى مكان مجهول لا أعرف ما هي ملامحه الأساسيّة. سر انتصار حركة أنصار الله أنهم لا يتحرّكون إلّا بعد مظلوميّة للدفاع عن أنفسهم، مصداقاً لقوله تعالى: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير .
هم يعرفون أنهم لو دخلوا بريا ستكون مقبرتهم، يدركون جيداً شجاعة وشراسة المقاتل اليمني، اذا كانوا أفراداً قليلين في الحرب السادسة عام 2009 وهزموا الجيش السعودي وأخذوا أكثر من 34 موقعاً عسكرياً، كما دخلوا حوالي الـ160 كلم في العمق السعودي، فما بالك عندما يواجهون حالياً مئات الآلاف أو الملايين من أبناء الشعب اليمني !
س: کیف تری الوضع الحالي للجيش اليمني؟
الجيش اليمني كان سابقاً مع علي عبدالله صالح، بعد أن سقط صالح انقسم الجيش بعضه مع علي عبدالله صالح والبعض الآخر مع علي محسن الاحمر. ولكن بعد أن خرج علي عبدالله صالح سفيراً إلى الإمارات وسحبوا منه القوة العسكرية، أصبح الجيش مع علي محسن الأحمر وعبد ربه منصور هادي. بعد أن سقط علي محسن الأحمر، القيادات العسكرية لأنصار الله استطاعوا أن يسيطروا على المعسكرات كاملةً، وبعد أن هرب عبد ربه منصور هادي أصبح الحرس الجمهوري وحتى القوات الخاصة والشرطة مقرّبة من أنصار الله وباتوا يخدمون الوطن ولم يعد ولائهم لأي شخص أو فرد. الآن أستطيع أن أقول إن 99% من الجيش اليمني ضد العدوان وربما لواء واحد أو اثنين متواجدون في الجنوب بجانب هادي ويقاتلون ضد الجيش والشعب اليمني .
س: لماذا صدر القرار الأخير من مجلس الأمن في هذا التوقيت تحديداً، ما هو رأيكم تجاه هذا القرار؟ ولماذا لم يهتم قرار مجلس الامن بمطالب اليمنيين؟ وما هو موقف الشعب اليمني بشكل عام والتيارات والحركات السياسية بشكل خاص في هذا الصدد؟
تعرفون جيداً أن مجلس الامن من بداية تشكيله إلى اليوم لم يقف بجانب المظلومين وشعوب العالم أبداً، إسرائيل محتلّة لأرض فلسطين بإجماع العرب والمسلمين، ولكن مجلس الامن وبخلاف الشعوب يقول إنه لإسرائيل حق الوجود في هذه المنطقة .
إن مجلس الامن هو لخدمة امريكا وإسرائيل والدول الكبرى وقد أنشئ لهذا الغرض، لذلك نحن نعتبره دائماً يقف مع الجلّاد ضد الضحية. الناطق الرسمي لحركة أنصار الله أوضح أن هذا القرار "لا يهمنا لا من قريب ولا من بعيد، ونحن ماضون في خياراتنا العسكرية والسياسية دون ان نعطي لقرار مجلس الامن أي اعتبار". القرار لم يهتم بالشعب اليمني ومظلوميته، ويهدف لإرضاء السعودية لأنها ممول نفطي كبير لدول الغرب، أما بالنسبة لتوقيت القرار، فهو لإعطاء تبرير وتشريع للحملة السعودية .
س: ما هو سير تشكيل "حكومة الظل" في الرياض؟ وهل توجد شرعية لهذه الحكومة؟ وهل هناك من ترحيب لقرارات هذه الحكومة من قبل الشعب اليمني والتيارات السياسية؟
"حكومة الظل" التي تدار من الرياض نعتبرها في إبط السعودية، هولاء ليس لهم أي شرعية في اليمن وموقفنا من هذه الحكومة هو نفس موقف العدوان السعودي، وبالفعل قررت اللجنة الثورية أن أي قرار يصدر من هذه الحكومة لا يمثل الشعب اليمني .
س: ما هي أبرز التيارات والحركات السياسة والاجتماعية المتواجدة على الساحة اليمنية؟ وما هو ثقل هذه التيارات داخل المجتمع اليمني؟ وما هي توجّهاتها نحو العدوان السعودي وانصار الله؟
هناك العديد من التيارات السياسية مثل حزب البعث الاشتراكي، حزب البعث اليمني، الحزب الاشتراكي اليمني، الحزب الناصري. ويوجد حزب الحق الذي يترأسه الأستاذ حسن زيد، أنصار الله، حزب الإصلاح وحزب المؤتمر الشعبي .
حزب الإصلاح بدأ يخسر شعبيته بعد تأييده للعدوان السعودي، هناك الكثير من أعضاء الحزب علّقوا عضويتهم وقاموا بتمزيق بطاقاتهم بسبب تأييد الحزب للعدوان على اليمن. يمتلك الإصلاح شعبية قليلة في الجنوب وهو متحالف مع القاعدة، اما أنصار الله فثقلهم متواجد في كافة المحافظات، ولديهم أيضاً تأييد من الشعب اليمني على مختلف انتماءاته المذهبية، فهم لا يشكلون فقط المذهب الزيدي لديهم تأييد من مختلف المذاهب شافعي، وصوفي وأهل السنة بشكل عام. مشكلتنا ليست مع المذاهب، مشكلتنا مع الوهابية ومع الفكر التكفيري، فهناك الكثير من علماء المذهب السني في تعز وجنوب اليمن يؤيدون أنصار الله. لا توجد عند أنصار الله فكرة "المذاهب"، كل الناس يذوبون في الحركة من مختلف المذاهب، ولا نشترط أو نجبر الناس بترك مذهبهم ودخول المذهب الزيدي، مفتي تعز الشافعي (الشیخ سهل بن ابراهیم عقیل) أكثر من مرّة يخطب الجمعة ويصلي بالساحات مع أنصار الله ومع بقيّة أفراد الشعب اليمني .
حول توجّهات هذه التيارات نحو العدوان السعودي وحركة انصار الله، بالنسبة لبعض القضايا الداخلية يوجد اختلاف في وجهات النظر بين بعض التيارات وأنصار الله، في كيفية تشكيل الحكومة ومراقبتها مثلاً، أو في كيفية تقسيم السلطة، أو في الحكم الرقابي أو التشريعي، ولكن في مواجهتهم للعدوان فالجميع مجتمعون ومتحدون ضد العدوان والجميع يدفع برجالاته وأبنائه للجهاد ضد العدوان .
س: ما هي القبائل اليمنية البارزة داخل المجتمع؟ وما هي توجّهات هذه القبائل؟
تحاول السعودية أن تشتري ولاءات قبلیة، لكن أغلب المشايخ القبلية لا تستطيع أن تخسر سمعتها أمام القبيلة أو الشعب اليمني، وحتى الآن رغم مرور شهر كامل على العدوان لم تنجح السعودية في شراء قبيلة واحدة حتّى .
من أبرز القبائل اليمنية قبيلة بكيل وحاشد وخولان بن عامر وهمدان بن زيد ومرحج، ثم القبائل التهاميّة الأشعريين وأهل زبيد، هذه أبرز القبائل في اليمن. قبائل خولان بن عامر وقبائل همدان بن زيد المتواجدين في محافظات صعدة وعمران هم أخلص الناس مع أنصار الله والجيش اليمني بل نفسهم أعضاء أنصار الله. في الجنوب قبيلة العوالق وهي قبيلة كبيرة، كثير من هؤلاء مؤيدون للقاعدة، حتى أنه توجد قيادات من تنظيم القاعدة تنتسب لهذه القبيلة. بالنسبة لرؤية القبائل اليمنية تجاه إيران، إن أغلب القبائل اليمنية تكنّ كل الاحترام والحب للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أولاً لأنهم لم يقتنعوا بالطرح الوهابي العدائي تجاه إيران، ثانياً الكثير من أبناء الشعب اليمني ينتمي إلى المذهب الزيدي، والمذهب الزيدي قريب من المذهب الاثني عشري .
س: الآن في الاعلام الغربي عموماً والعربي على وجه الخصوص، يُردّد دائماً أنه لا توجد مكانة أو شعبية لأنصار الله بين أبناء الشعب اليمني، فما هي مكانة وشعبية أنصار الله بين التيارات السياسية بشكل خاص، وبين أبناء الشعب اليمني بشكل عام؟
هناك حوالي الـ70% من أبناء الشعب اليمني بجانب أنصار الله. عندما تتكلّم بعض قيادات التيارات السياسية من غير أنصار الله، وتسمي السيد عبد الملك الحوثي قائد الثورة اليمنية، نفس هذه التسمية ونفس هذا الخطاب هو دليل واضح على حجم ومقبولية أنصار الله من التيارات السياسية في اليمن. مثلاً حسن زيد(حزب الحق) قال بالأمس على إحدى القنوات اليمنية (الساحات)، "لا تراهنوا على ضعف وخضوع أنصار الله، لو أُبيدت الجماعة كلّها وبقي السيد عبد الملك الحوثي سيبقى يقاوم وحده". الناس بمختلف توجّهاتهم يعرفون أن هذا هو قائد الثورة الشعبية، الناس بمختلف تيّاراتهم يعرفون أن العدو الحقيقي لليمن هم الجماعات التكفيرية، والكل بمجملهم متوجهون ومتحدون مع انصار الله ويعتبرون أن السيد عبد الملك هو قائدهم. هذا التوجه نحو الحركة يؤكد أن لها حضوراً قوياً على الساحة اليمنية .
س: كيف ترون تلاحم وتضامن الشعب اليمني، قبل وبعد العدوان؟
من الفوائد الكبيرة لعاصفة الحزم هو التلاحم بين أبناء الشعب اليمني، حيث يقول الإمام علي(ع) في بيت شعر: وكم لله من لطف خفئِّ يجلّ خفاه عن فهم الذكيِّ، فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، فمعركة كربلاء كانت في الظاهر خسارة الإمام الحسين(ع)، قُتل وشُرد أبنائه وسبيت نسائه هذا في الظاهر، ولكن في الباطن الإمام الحسين(ع) هو المنتصر، الآن بعد الاف السنين أين يزيد، لا يوجد ذكر ليزيد وأتباع يزيد. الآن في الظاهر الشعب اليمني كأنه هو الخاسر، لكن في الحقيقة توجد "ملاطفات إلهية"، هذه الملاطفات من اهمها توحيد الشعب اليمني بأكمله حيث أصبحوا لُحمةً واحدة .
س: ما هو واقع الحوار الوطني حالياً، وما هي المحاور التي ستطرح في هذا الحوار؟ وهل من خطوط حمراء لأنصار الله في هذا السياق؟
أوضحت سابقاً انه من وجهة نظري لن يدخل حزب الإصلاح في الحوار نظراً لتأييده للعدوان السعودي لأن هذا التأييد هو بمثابة خيانة لليمن، إلاّ أن يقرّر السيد عبد الملك قراراً جديداً. كافة المكونات السياسية الأخرى ستدخل في الحوار ولا نستبعد إلّا من أيد العدوان. حول بنود الحوار، النقطة الأساسية هو تأييد العدوان وهذه النقطة ربما يتم التناقش فيها خلال الحوار، أيضاً القاعدة وداعش ستكون بنداً من الحوار حيث سيطلب من جميع المكونات السياسية إعلان موقفهم الحقيقي من القاعدة وأنصار الشريعة. ربما يدخل في الحوار اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله في الجيش اليمني ويعتبر عسكرياً رسمياً. الخطوط الحمراء هي العدوان هل يبرّر أو لا يبرّر .
السؤال الأخير: ما هو مستقبل العدوان السعودي على اليمن؟
العدوان سيؤول إلى هزيمة نكراء للسعودية، وأعتقد أن نفس هذا العدوان هو السبب المباشر لسقوط حكم آل سعود. الخسران سيواجههم من جميع النواحي، خسران عسكري وسياسي واجتماعي، ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون .