الوقت- لم يكد أردوغان أن يقترب من إعلان فرحته بسيطرة قوات درع الفرات على مدينة الباب السورية، حتى فوجئ بالتقدم الكبير للجيش السوري وسيطرته على مساحات واسعة شرق حلب، مبدداً بذلك أحلام أردوغان ومشاريعه ومخططاته.
وكان من المخطط بعد السيطرة على مدينة الباب، أن تقوم قوات ماتسمی "درع الفرات" بالتوجه شرقاً نحو محافظة الرقة، إلا أن تقدم الجيش السوري وسيطرته على قرى استراتيجية تتحكم بالطريق المار إلى مدينة الرقة، قطعت الطريق أمام تقدم قوات درع الفرات المدعومة من الجيش التركي نحو المدينة، مما قد يسبب توتر بين واشنطن وأنقرة على خلفية إعطاء الأخيرة وعود لواشنطن بالمشاركة بعمليات تحرير الرقة.
الجيش السوري يسيطر على مناطق استراتيجية
شهدت الأيام القليلة الماضية تقدم كبير لقوات الجيش السوري شرق حلب، وتمكنت القوات من السيطرة على مساحات واسعة مكبدة تنظيم"داعش" الإرهابي خسائر فادحة في العتاد والأرواح، محاصرةً إياه في بلدة دير حافر آخر معاقل التنظيم في ريف حلب، حيث بات لا يفصلها عن هذه البلدة سوى ستة كيلومترات تقريباً.
كما أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا السيطرة على بلدة تادف في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وأصبح الان ما يفصل الجيش السوري عن مدينة الباب الأتوستراد الرئيسي الفاصل بين بلدة تادف ومدينة الباب.
وقالت القيادة العامة للجيش في بيان لها إن "وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة أعادت الأمن والأمان إلى بلدة تادف جنوب شرق مدينة الباب بعد تكبيد تنظيم "داعش" الإرهابي خسائر كبيرة في العديد والعتاد".
كما سيطرت وحدات من الجيش السوري على قرية أبو طلطل المحاذية لبلدة تادف، وأوقف الجيش السوري تقدمه نحو مدينة الباب منذ أسبوعين تقريباً، موسعاً بالمقابل رقعة المعارك في محيط مطار كويرس العسكري، مسيطراً على عدد كبير من القرى في محيط المطار.
هل تحدث مواجهة مباشرة بين قوات درع الفرات والجيش السوري
يقول الصحفي السوري فواز الشلال، في حديث لموقع"عربي21"، "إن الجيش السوري سيطرعلى أكثر من 20 قرية في محيط مدينة الباب من المحور الجنوبي، مستغلاً الانسحابات التي قام بها تنظيم الدولة، في مسعى منه لجر قوات درع الفرات للدخول في مواجهة مباشرة مع النظام السوري، بالشكل الذي يمكن أن يخلط أوراق معركة الباب، مثلما جرى عند قرية أبو الزندين، والتي كادت أن تؤثر على التفاهم الروسي - التركي".
وبالحديث عن السبب وراء تقدم الجيش السوري شرق حلب وتوسيع نطاق سيطرته هناك، يقول الصحفي فواز الشلال: "قوات الجيش السوري تسعى إلى الوصول لنهر الفرات والسيطرة على محطات الضخ، شريان الحياة لمدينة حلب، بالقرب من البلدة، وتأمين تدفق مياه الشرب إلى أحيائها التي تعاني من أزمة مياه خانقة، لا سيما وأن المعلومات القادمة من المنطقة تشير إلى أن تنظيم الدولة قد أغلق المحطة عدة أيام وطرد الموظفين منها، ليعود إلى تشغيلها مجدداً، لكنه قام بتفخيخ المصافي والمضخات".
وفي مقدمة الأهداف العسكرية التي يحملها تحرك الجيش السوري شرق حلب، هو توسيع نطاق سيطرته حول مدينة حلب انطلاقاً من تأمين مطار كويرس العسكري، وهي خطوة تشكل ضغطاً عسكرياً يمكن أن ينعكس بطبيعة الحال على خيارات المسار السياسي، خصوصاً وأن قوات درع الفرات توسع من رقعة سيطرتها في الشمال، كما يقول الخبير العسكري أحمد الحمادة.
وكان من اللافت في الأيام القليلة الماضية، تقدم الجيش السوري بشكل كبيرشرق حلب على محورين، الأول بالقرب من دير حافر، والآخر في محيط بلدة الخفسة، ليوسع بعدها الجيش السوري عملياته العسكرية نحو مطار الجراح العسكري، وهي محطة هامة باتجاه السيطرة على بلدة مسكنة، ومن ثم مدينة الطبقة الاستراتيجية جنوب الرقة.
وبالسيطرة على هذين المحورين، يكون الجيش السوري قد قطع الطريق أمام تقدم قوات درع الفرات المدعومة من الجيش التركي نحو مدينة الرقة، وبذلك يكون الجيش السوري قد وضع أردوغان في مأزق كبير، لا سيما وأن الخطة التركية المقدمة لواشنطن الخاصة بالمشاركة في عملية تحرير الرقة، تقضي بتقدم درع الفرات جنوب الباب باتجاه الرقة.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش السوري، تمكن مساء الإثنين من السيطرة على قرى الزعرورة - جب السلطان - جب الخفي في ريف حلب الشرقي، بعد معارك عنيفة مع تنظيم"داعش" الإرهابي.
كما التقى الجيش السوري، مع قوات سورية الديمقراطية غربي منبج و تحديداً عند قريتي أم خرزة وحوته، ويعتبر هذا الحدث ذو أهمية كبيرة قد يفتح الباب أمام المدنيين للعبور والتنقل بين ريفي حلب الشرقي ومدينة حلب و بقية المناطق شمال سورية الخاضعة لسيطرة القوات الكردية.