الوقت - مع الأسف لم تعد أخبار فلسطين والمسجد الأقصى هي الأهم على الساحة العربية. ومن المؤكد أن القضية الفلسطينية برمتها لم تعد في سلم أولويات بل اهتمامات معظم الحكومات العربية، بل حتى الشعوب والسبب الحروب والأزمات التي اختلقت وسط أوطاننا والتطرف الذي يعيث خرابا في مجتمعاتنا، إضافة إلى خنوع الحكام والانتقال إلى مرحلة من التطبيع العلني مع الكيان الإسرائيلي، لم يعد يخفيها لا المسؤولون الإسرائيليون ولا العرب على حد سواء.
إزاء هذا الواقع المؤلم الذي وصلت إليه أمتنا، وتزامنا مع الإعلان الرسمي الذي تمخض من لقاء دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نتنياهو الحاكي عن موت مشروع حل الدولتين الذي كان للأمس القريب أساس أي مباحثات أو حلول مرتقبة على الساحة الدولية، إزاء ذلك كله تتزايد الانتهاكات الإسرائيلية يوما بعد يوم مدعومة بضوء أخضر صادر عن البيت الأبيض. وقد يكون إقرار قانون تشريع الاستيطان الذي وصفته حتى بعض المحافل الدبلوماسية الأوروبية والغربية بأنه قانون سرقة للأراضي المكرسة فلسطينية من أهم هذه الخطوات السافرة إسرائيليا.
أما ميدانيا، فالانتهاكات أيضا في تزايد واضح. حيث قام عدد من جنود الكيان ليل الأربعاء الخميس بشن حملة على قرية العيسوية شرق مدينة القدس المحتلة، مما أدى إلى وقوع مواجهات بين السكان الفلسطينيين وجنود الإحتلال، رمى خلالها الشباب الفلسطيني الجنود بالحجارة مما أدى وفق وسائل إعلام إسرائيلية إلى وقوع إصابات وسط الجنود. ومن جهة أخرى وردا على ما قام به جنود الإحتلال قامت مجموعة من الشباب الفلسطينيين بمهاجمة حافلة تحمل مستوطنين قرب مستوطنة معالي ادوميم شرق القدس، وحافلة أخرى شرق مدينة بيت لحم بالحجارة مما أدى إلى جرح ثلاثة من المستوطنين.
كما اعتقلت قوات الاحتلال صباح الخميس ستة فلسطينيين بعد حملة مكثفة لجنود الإحتلال على مناطق مختلفة من الضفة الغربية، منها مدينة رام الله نابلس قلقيليا ونفس القدس المحتلة. وتدعي الجهات الأمنية الإسرائيلية أن الستة ضالعون بأنشطة معادية للاحتلال، واثنان منهم ناشطان في حركة حماس. كما اعتقل مواطنين في بلدة أبو ديس شرق القدس، إضافة إلى اعتقال مواطن آخر في بيتا الفوقا التابعة لقضاء نابلس.
يُذكر أن الاحتلال قد زاد من استخدام العنف إثر بدء انتفاضة القدس، خاصة في الضفة الغربية وبيت المقدس.
التعرض مجددا لقبلة المسلمين الأولى
وفي نفس السياق، اقتحمت مجموعة من المستوطنين صباح الخميس، باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة لتدنسه وسط حماية أمنية مشددة من قوات الإحتلال وقد دخل المستوطنون وسط صياحات الله أكبر من المصلين المتواجدين. يُذكر أن المستوطنين يشنون بشكل منظم وشبه يومي حملات لاقتحام باحات المسجد إستفزازا لمشاعر المسلمين وسط صمت دولي وعربي مطبق. كما أن سلطات الإحتلال فرضت تدابير مشددة على المداخل المؤدية لباحات المسجد لمنع الفلسطينيين من الوصول والصلاة فيه.
خلاصة الأمر من الواضح أن الاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية في تزايد، خاصة بعد الضوء الأخضر الأمريكي، والتحالف الجديد المعلن بين الأعراب وحكومة الكيان. وأمام هذا الأمر لا بد من نهضة الشعوب الإسلامية والعض على الجراح الداخلية، وإعادة تصويب البوصلة إلى القضية الأساس وهي فلسطين والمسجد الأقصى. وإلا فالأمور تتجه وبشكل ممنهج وسريع إلى ما لا تُحمد عقباه من تدمير للمعالم الإسلامية في القدس إضافة للهوية السكانية للمدينة.