الوقت- قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي على لسان الكاتب "اليكس ايمونس" إن أول قرار للرئيس دونالد ترامب أبرز فشله الكبير فقد أسفر عن مقتل تسعة أطفال وثماني نساء في غارة فاشلة على تنظيم القاعدة في اليمن، فالعملية التي قال ترامب إنه وافق عليها في العشاء، فشلت فشلاً ذريعاً أيضاً في القبض على هدفها بينما ألحقت أضراراً بالغة في عيادة ومسجد ومدرسة.
وتابع الكاتب بالقول: إن الفقراء هم الخاسر الأكبر فيما يجري في اليمن فبعد مرور عامين من الحرب الأهلية التي أودت بحياة 10 آلاف شخص وتشريد الملايين، تحولت حملة القصف السعودية إلى منحى أكثر خطورة حيث باتت اليوم المدارس والمستشفيات والبنى التحتية الأساسية، والمواقع التراثية القديمة مجرد أنقاض، ناهيك عن الحصار المدعوم من أمريكا ومنع تجارة المواد الغذائية والسلع الأساسية، وتجويع البلاد التي تعتمد في السابق على استيراد 90 في المئة من احتياجاتها الغذائية، ونتيجة لذلك، فإن الأمم المتحدة أعلنت هذا الأسبوع أن اليمن قريب من المجاعة، بينما أعلن مسؤولون في مؤتمر صحفي الأربعاء أن 19 مليون يمني - أي أكثر من ثلثي سكان البلاد – يحتاجون إلى أي شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، حيث إن 7.3 ملايين شخص يمني لا يعرف من أين يجلب وجبته المقبلة ناهيك عن إغلاق المرافق الطبية.
ونقل الموقع عن يان إيجلاند، مسؤول الأمم المتحدة السابق ورئيس المجلس النرويجي للاجئين، قوله حول الأوضاع في اليمن: "إذا كانت القنابل لا تقتلك، فالموت البطيء والمؤلم عن طريق التجويع هو الآن تهديد متزايد بالقتل".

واستطرد الموقع بالقول: إنه وبالرغم من كل هذا فقد شنّ ترامب غارته الفاشلة والتي أثارت الكثير من الانتقادات من أزلام عبد ربه منصور هادي الحزب المدعوم من أمريكا والسعودية في الحرب في اليمن، حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الثلاثاء المنصرم أن وزراء هادي قد تلقوا دعمهم من أمريكا للقيام بمهام في اليمن، الأمر الذي دفع وزارة الدفاع اليمنية إلى النفي بسرعة.
وقال الموقع: إن يوم الخميس، وبعد، وصف السناتور جون ماكين الغارة بأنها "فشل لترامب" -الذي أصرّ مراراً وتكراراً أنها كانت ناجحة، كما انتقد البيت الأبيض ماكين على تويتر، قائلاً: إن انتقاد ماكين "يشجع العدو"، بينما الدلائل تشير إلى أن اليمن هو في مزيد من المعاناة على يد ترامب، ويقال إن وزارة دفاع ترامب تدرس اقتراحاً لاعتبار اليمن ساحة حرب رسمية على الإرهاب، والتي من شأنها أن تسمح بسرعة بتكثيف العمليات بدلاً من الغارات أو غارات بطائرات بدون طيار لمرة واحدة.
بينما ذكرت صحيفة واشنطن تايمز يوم الأربعاء أنه قد تم تعيين إدارة ترامب بناء على الموافقة على نقل الأسلحة إلى السعودية بعد أن رفضت إدارة أوباما هذا على أساس حقوق الإنسان، فالشحنة الأمريكية تحتوي على مئات الملايين من قيمتها من نظم التوجيه للأسلحة التي من شأنها أن تسمح للسعودية من تحويل القنابل الغبية إلى صواريخ عالية الدقة.

وقال الموقع: إن إدارة أوباما، على الرغم من ترددها في الإساءة للسعوديين، إلا أنها أوقفت مبيعات أنظمة التوجيه عن بعد (العسكرية) بعد أن خلصت إلى أن قوات التحالف التي تقودها السعودية كانت تستهدف المدنيين عمداً، حيث بدأت السعودية بقصف اليمن في شهر مارس/آذار من عام٢٠١5 وكانت أمريكا شريكاً صامتاً في حملة السعودية ضدّ اليمن، حيث كان يتم تزويد الطائرات الحربية السعودية بالوقود، وتوفير معلومات استخبارية، وإعادة تمويل التحالف بأكثر من 20 مليار دولار من الأسلحة المتنوعة.
وتابع الموقع بالقول: إنه ومنذ بداية حملتهم، والسعودية تدمر البنية التحتية المدنية الحيوية لليمن بما في ذلك مزارع ومصائد الأسماك والبنية التحتية للمياه والطرق والمستشفيات، فأثارت قرارات الاستهداف الأخرى هذه الغضب العالمي، بشكل خاص عندما تم استهداف مدرسة للأطفال ومدرسة للمكفوفين، وهجوم اكتوبر تشرين الأول حين تحولت جنازة إلى "بحيرة من الدم."

واختتم الموقع بالقول: إن حملة القصف التي تقودها السعودية ضدّ اليمن سمحت لتنظيم القاعدة الإرهابي بأن ينمو بشكل مطرد لأربعة أضعاف قبل القصف السعودي على اليمن حيث إنه وفي العام نفسه، استولى تنظيم القاعدة على ميناء البارزة، الذي يجلب عن طريقه ما يقدر ب 5 ملايين دولار يومياً من الرسوم الجمركية والبضائع المهربة.