الوقت- في إطار عدوانه المتواصل على اليمن منذ 26 آذار/مارس الماضي ارتكب النظام السعودي جريمة جديدة عندما شن طيرانه الحربي غارة على منطقة عطان غرب صنعاء مستخدماً الاسلحة الكيمياوية والفسفورية المحرمة دولياً ما ادى الى استشهاد وجرح المئات من المدنيين الابرياء بينهم الكثير من النساء والاطفال. كما أصيب العشرات من المدنيين بحالات اختناق جراء انبعاث غازات سامة عقب الغارة امتدت الى مركز العاصمة .
وأكد خبراء عسكريون أن نوعية السلاح الذي استخدمه العدوان السعودي على منطقة عطان، أمريكي الصنع ويحتوي على مادّة اليورانيوم المستنفد .
وشن الطيران السعودي أيضاً غارات على معظم أحياء صنعاء نتج عنها انفجارات ضخمة وتهدم عدد كبير من المنازل على رؤوس ساكنيها. كما استهدف العدوان مبانٍ حكومية وعدداً من المحلات التجارية والتجمعات السكنية في مدينة صعدة ما أدى الى مقتل وجرح العشرات من المدنيين وإلحاق اضرار جسيمة بهذه المباني .
وفي وقت سابق شنت طائرات التحالف السعودي – الامريكي سلسلة غارات على منطقة الغوش في همدان شمال صنعاء. ولم تعد حتى المستشفيات مكاناً آمناً للمدنيين بعد استهداف الغارات العديد منها، ما ادى الى ترك المئات من الكوادر الطبية أماكن عملهم والنزوح نحو أماكن أكثر أمناً، وبات الآلاف من اليمنيين في مأزق إنساني جراء هذا الاستهداف الوحشي للمستشفيات وباقي المراكز الطبية .
ولا توجد حتى الآن احصائيات دقيقة حول عدد النازحين من صنعاء والمدن الاخرى بسبب العدوان والحصار المفروض عليها، لكن هناك اسباب اقتصادية الى جانب الاسباب الأمنية دفعت الآلاف من المدنيين للانتقال الى مناطق اكثر أمناً في القرى والارياف البعيدة عن هذه المدن رغم أن هذا العدوان لا يفرق بين قرية أو مدينة ولا بين بشرٍ أو حجر .
ورداً على هذه الجرائم أكد الناطق باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام أن النظام السعودي يرتكب بتحالفه الأمريكي - الصهيوني أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني قتلاً وتدميراً وحصاراً وتجويعاً، واستهدافاً لكل ما له علاقة بحياة اليمنيين، آخرها الجريمة الوحشية اليوم في منطقة عطان والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى في استهداف همجي وعدواني أقل ما يوصف بأنه قمة الإجرام والوحشية والاستهانة بدماء اليمنيين وكرامتهم وحياتهم وأمنهم، ويكشف الحقد والكراهية والإجرام لدى التحالف السعودي الصهيو أمريكي وبشكل لا ينسجم مع أخلاق الحروب فضلاً عن أخلاق الإسلام وشرف العروبة .
وأشار عبد السلام في بيان الى ان هذه الجريمة وما سبقها من جرائم كثيرة تكشف حقيقة العدوان السعودي وأهدافه الرامية الى تضييق الخناق على الشعب اليمني براً وبحراً وجواً في مخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية التي يدعون أنهم يتمسكون بها .
وشدد الناطق باسم حركة أنصار الله على انه لا مبرر ولا شرعية ولا حق لأي طرف في العالم أن يستهدف الشعب اليمني وينتهك سيادته ويفرض حصاراً عليه مهما كانت الادعاءات والمبررات. وأضاف: إذا كان النظام السعودي يظن أنه بقتله للشعب واعتدائه عليهم سيحقق له الأهداف أو يخضع الشعب ويخيفه فهو واهم كل الوهم، لأن الشعب اليمني كلما قدم التضحيات كلما ازداد قوة وعزيمة وثباتاً وإصراراً على مواجهة العدوان مهما بلغت التحديات والصعوبات .
وتابع عبد السلام: لقد انكشفت حقيقة العدوان وأهدافه، وستتضح أكثر لمن لم يعرف بعد ماذا يعني شن الحرب والعدوان على الشعب اليمني الذي قدم من دماء أبنائه ما أوجد فيه جرحاً غائراً لن ينساه مهما كان العدوان ومهما برر المسوقون له .
وفي سياق متصل اكد رئيس أركان قوات الأمن المركزي السابق في اليمن يحيى محمد عبد الله صالح أن معظم القبائل تؤيد الجيش اليمني وأنصار الله للدفاع عن الوطن، وأشار إلى أن الجيش امتص صدمة العدوان ويواصل عملياته ضد الجماعات الارهابية لاسيما "القاعدة" وحلفائها .
وقد طالبت المنظمات الانسانية والكثير من الناشطين في مجال حقوق الانسان بإجراء تحقيق عاجل بهذه الجرائم لاسيما جريمة استهداف صنعاء بالاسلحة الكيمياوية والفسفورية المحرمة دولياً .
وبهذه الممارسات الوحشية أدخل النظام السعودي والملك سلمان بن عبد العزيز نفسه في القائمة السوداء التي تضم أسوأ مجرمي التاريخ من أمثال هتلر وصدام ونتنياهو وشارون الذين ارتكبوا أفظع الجرائم وأبشعها بحق الشعوب وروّعوا الاطفال والنساء والشيوخ لتحقيق اغراض دنيئة لا تمت للانسانية بصلة وستبقى هذه الجرائم وصمة عار في جبين الانسانية، ولكنها ستؤدي في الوقت نفسه الى تلاحم الشعوب ومن بينها الشعب اليمني للتصدي لهذه الجرائم والإصرار على المقاومة باعتبارها الخيار الأوحد الذي يضمن لهذه الشعوب الانتصار وتحقيق العزة والاستقلال والعيش الحر الكريم بعيداً عن اي تدخل أجنبي رغماً على أنوف القوى السلطوية وعملائها في المنطقة وفي مقدمتهم النظام السعودي الذي ينفذ دوره المرسوم له من قبل امريكا والصهيونية العالمية لزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة وتمزيق دولها ونهب ثرواتها خدمة للمشروع الصهيو امريكي في هذه المنطقة.