الوقت- تستمر المعارك في محافظة الانبار غرب العراق بين الجيش العراقي ومسلحي تنظيم داعش الإرهابي، ففي مدينة الرمادي التابعة للمحافظة انحسر القتال على منطقتين اساسيتين يتحصن فيها مسلحو "داعش"، الخالدية التي تعتبر المعقل الرئيس للمسلحين ومنطقة البوبالي التي يشتد فيها القتال بهدف تحريرها من سيطرة "داعش ".
اما مدينة الفلوجة فلا تزال قوات الامن تسيطر على منافذها لمنع المسلحين من الهرب منها الى المناطق المجاورة، فيما تواصل عشائر المدينة القتال ضد المسلحين في وقت فتحت الجوامع ابوابها للمصلين بعد اكثر من عام على إغلاقها بسبب ما كان يعرف بساحة الاعتصام .
وفي هذا الاطار وعلى المستوى الرسمي قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اننا "لن نتوقف وسنحارب اينما تتواجد العصابات الارهابية في الانبار وغيرها في العراق وسنحرر كل ارضنا منهم اذ ان هؤلاء يشكلون خطرا ليس على العراق انما المنطقة والعالم". من جهته أوضح النائب السابق لرئيس الوزراء العراقي سلام الزوبعي ان الوضع في الانبار سوف يحسم لصالح تحقيق الامن وطرد كامل لكل العناصر المسلحة المجرمة الخارجة عن القانون والتي تستبيح الدماء والاعراض والممتلكات. يأتي ذلك وسط حالة من الإجماع لدى كل ابناء العشائر في الانبار علي ضرورة التخلص بشكل نهائي وكامل من داعش واعوانه. وفي هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي العراقي امير الساعدي ان هذه الحرب ستكون حرباً معلنة ومفتوحة ولن تقف عند هذه العملية العسكرية، مشيراً الى ان العنصر الفاعل والحاسم فيها سيكون اهالي الانبار وليس الجيش العراقي وحده .
وقد تناقلت انباء عن مصدر مطلع بأن الوكيل الاقدم في وزارة الداخلية عدنان الاسدي، وصل الى محافظة الانبار للاطلاع على الوضع الامني في المحافظة. وقال المصدر(للوكالة الاخبارية للانباء): ان الاسدي والوفد المرافق له وصل الى محافظة الانبار واجتمع مع القادة والمسؤولين الامنيين في المحافظة لبحث اخر تطورات الوضع الامني .
وقد كشفت مصادر مطلعة عن اعترافات لاحد المعتقلين في مدينة الانبار بعقد لقاء سري جمع القيادي البارز في تنظيم "داعش" شاكر وهيب قبل مقتله، وناطق رسمي بإحدى الكتل السياسية لم يسمها مع ممثل عن المخابرات السعودية لتسليم وهيب 150 مليون دولار و60 سيارة نوع بيك كب صنعت خصيصاً للسعودية كتمويل لقتال الجيش العراقي .
وتشهد المدينة حالة من الذعر بين المجموعات الداعشية اذ أحبطت القوات العراقية ما وصف بـ”أعنف” هجوم شنه مسلحو داعش على أكبر مصفاة نفطية في البلاد، وذلك منذ فك الحصار الذي كان يفرضه الإرهابيون على المصفاة قبل أشهر .
وقال لواء في الجيش العراقي إن “داعش قام اليوم بهجوم هو الأعنف على مصفاة بيجي”، منذ فك القوات الأمنية في نوفمبر الحصار، الذي فرضه المتشددون في محيطها في يونيو الماضي. وبدأ الهجوم على المصفاة، الواقعة على مسافة 200 كلم شمال بغداد، ونفذ من ثلاثة محاور هي قرية البوجواري، ومنطقة تعرف باسم “حي 600″، ومحطة غازية لتوليد الكهرباء .
فيما أبدت شخصيات عشائرية عراقية حذرا في تأييد العملية العسكرية التي تشنها الحكومة العراقية، بدعم من التحالف الدولي ضد مواقع تنظيم “داعش” الارهابي في محافظة الانبار، وشددت على ضرورة تطوير العملية السياسية في العراق، والتعامل بإيجابية مع تحفظات ومحاذير العشائر العراقية .
وفي الوقت الذي تسعى فيه حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الى إشراك العشائر العراقية في المعركة ضد داعش، شددت هذه الشخصيات على ضرورة تسليح العشائر ذاتها وأن تكون المعركة بقيادة الجيش العراقي، الذي قالت عنه إنه قادر على تطهير “الأنبار” من “داعش” الإرهابي .
يأتي ذلك في وقت قال فيه السفير العراقي لدى عمان، جواد هادي عباس، لـ”الغد” أمس، “إن النصر قادم في معركة الأنبار، وإن الدولة لن تدخر جهدا لتحرير الأراضي العراقية من الإرهاب والإرهابيين ”.
واعتبر الناشط زياد الدليمي أن ما يجري في الأنبار حاليا يأتي ضمن الحرب التي تقوم بها الحكومة العراقية على الجماعات الإرهابية، مؤكدا على ضرورة أن يشارك الجميع في هذه الحرب، التي قال عنها إنها تأتي “لتطهير العراق ”.
يشار الى ان المعارك هي النفس الاخير للمسلحين حسب مراقبين خاصة وان هذه المجاميع المسلحة محاصرة داخل اجزاء من مدينتي الرمادي والفلوجة التي تحكم القوات الامنية العراقية السيطرة على اسوار هاتين المدينتين بصورة كاملة. يضاف الى ذلك ان الانبار تعد بوابة لتحرير الموصل وكافة المناطق والمدن العراقية التي لا زالت تحت السيطرة الداعشية وهو ما تخشاه المجموعات الداعشية والداعمون لهم .