الوقت - في انتهاك جديد للحريات في البحرين، أعربت عائلة المعتقل البحريني "عيسى مشعل" عن قلقها البالغ على صحّته وسلامته، حيث تواردت أنباء تفيد بأنّه يعاني من كسور، نتيجة التعذيب والضرب الذي تعرّض له على يد عناصر النظام البحريني في سجن جو المركزي، في وقت اتهمت فيه منظمة العفو الدولية المملكة الخليجية بانتهاكات معممة“ بحق المعارضين.
حيث أوضحت عائلة المعتقل مشعل أنّ "معلومات وصلت إليها تشير بأنّ آثار التعذيب الذي لاقاه عيسى في الأيام الماضية ظاهرة عليه، وأضافت بأنّه "يعاني من طلقة في الفخذ، وانتفاخ في أعلى اليد بسبب التعذيب بالأسلاك الكهربائيّة"، محمّلة سلطات النظام في البحرين "المسؤوليّة الكاملة في حال حدوث أيّ مكروه له". وطالبت العائلة إدارة سجن جو المركزي "بالكشف عن مصيره، والسماح لها بزيارته للاطمئنان عليه"، مشدّدة على "ضرورة وقف التعذيب في السجون فورا، ومراعاة مبادئ حقوق الإنسان حيال المعتقلين".
وفي السياق نفسه، أفاد أحد المعتقلين في سجن جوّ المركزيّ، خلال زيارته يوم أمس الاثنين، بأنّهم "ما زالوا يعانون من التعذيب الجسديّ والنفسيّ من قبل عناصر المرتزقة"، موضحا بأنّ "المُعذِّبين كانوا يمشون على أجسامهم، ويرمون بأنفسهم عليهم وهم نيام".
وأضاف المعتقل الذي رفض ذكر اسمه "إنّ إدارة السجن كانت تقدّم وجبة الغداء لهم تحت الشمس الحارقة، يتمّ بعدها إجبارهم على التدحرج على امتداد ساحة كبيرة، ثم يتقيّؤون ما يأكلونه"، مضيفًا أنّ "فترة أحداث سجن جوّ والتعذيب الذي جرى على المعتقلين، سميت بمهرجان التعذيب، وقد عانى الكثير من آثار التعذيب والتنكيل". وأشار إلى أنّ "بعض المعتقلين ما زالوا في ملابسهم نفسها من يوم انطلاقة ثورة السجون لحدّ الآن".
وفي سياق متصل كانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت تقريرا جديدا اتهمت فيه البحرين بارتكاب ”انتهاكات معممة“ بحق المعارضين لاسيما «التعذيب والاعتقال التعسفي والاستخدام المفرط للقوة» وذلك بمناسبة استضافة البحرين لسباق فورمولا ون. وذكرت المنظمة أنه بعد أربع سنوات على انطلاق الاحتجاجات التي تقودها المعارضة، «فشلت السلطات في تبني إصلاحات أساسية لوضع حد للقمع بالرغم من التاكيدات المتكررة لحلفائها الغربيين بأنها تعمل بصدق من أجل حقوق الإنسان». واعتبرت المنظمة أن السلطات في البحرين تحاول أن تعطي صورة ”تقدمية“ إلا أنها «تخفي حقيقة أكثر مرارة» وهي أن «القمع منتشر».
وفي سياق متصل شهدت البحرين تظاهرات متعددة خلال الايام الماضية مطالبة بالإفراج عن زعيم المعارضة البحرينية الشيخ علي سلمان، الذي يعتقل ويحاكم بسبب رأيه ومطالبته بحقوق شعبه في التحول الديمقراطي والمساواة والعدالة .وتأتي الاحتجاجات الغاضبة والمستمرة قبل أيام من جلسة المحاكمة الرابعة للشيخ علي سلمان والمقررة في 22 أبريل 2015، في ظل تأكيد من هيئة الدفاع بافتقاد المحاكمة للمعايير الدولية للمحاكمة العادلة .
وخرجت تظاهرات في عدة مناطق بحرينية رفضاً للمحاكمة والمطالبة بالإفراج الفوري عن الشيخ علي سلمان، الذي يمثل رمز وداعية السلمية في البحرين . ورفعت الاحتجاجات أعلام البحرين وصوراً للشيخ علي سلمان وشعارات تطالب بالإفراج عن كل المعتقلين ووقف الانتهاكات بحقهم، وتلبية مطالب الشعب العادلة والإنسانية بالتحول الديمقراطي .
وأكد المتظاهرون ان كل مشاريع التلميع والتغطية على الأزمة السياسية وانتهاكات حقوق الانسان لم ولن تنجح، وان الأزمة السياسية مستمرة ولا مجال للهروب من استحقاقات شعب البحرين في التحول الديمقراطي .
وتشهد البحرين البالغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة حركة احتجاجات منذ فبراير/شباط 2011، حيث وضعت السلطات في مارس/آذار 2011 حدا بالقوة لحركة احتجاج في دوار اللؤلؤة في المنامة، استمرت شهرا في خضم أحداث الربيع العربي وذلك بعد استعانتها بقوات الاحتلال السعودي، وأسفرت الطريقة القمعية التي تتبناها سلطات ال خليفة عن مقتل المئات من المواطنين البحرينيين وجرح عدد كبير منهم.