الوقت- أعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية اليوم الاثنين، إن بلاده ستستوضح تفاصيل المبادرة الامريكية الخاصة بإقامة "مناطق آمنة" في سوريا، وهي مستعدة لدراسة تطبيق هذه الفكرة، شرط موافقة دمشق عليها.
وتابع، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإريتري عثمان صالح، في موسكو: "فيما يخص فكرة إقامة مناطق آمنة في أراضي سوريا، فنحن سنستوضح حول هذا الموضوع، في إطار حوارنا مع الشركاء الأمريكيين".
ولفت الوزير الروسي إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تطرح هذه الفكرة بصيغة تختلف عن "الأفكار التي سبق أن طُرحت في المراحل الماضية للأزمة السورية، وأعني هنا الأفكار الخاصة بإنشاء منصة معينة في الأراضي السورية لإنشاء حكومة بديلة واستخدامها كمنصة انطلاق لإسقاط الحكومة".
وذكّر لافروف بأن هذا السيناريو كان مستنسخا من الأحداث الليبية، التي تم في سياقها إنشاء مثل هذه المنصة في بنغازي، ومن ثم تم استخدامها لإسقاط معمر القذافي، وكذلك كذريعة للتدخل عسكريا، انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي.
وحسب تقييم لافروف، لا تستهدف المبادرة الأمريكية الحالية إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، إنما "الإقدام على خطوات معينة في سياق تخفيف الوطأة المتعلقة باستقبال اللاجئين بالنسبة للدول المجاورة لسوريا وأوروبا".
وتابع أنه إذ كان الأمر فعلا هكذا، فيمكن دراسة إقامة مثل هذه المناطق لإسكان النازحين داخل الحدود السورية، وذلك بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، مشددا على أن هذه المبادرة تتطلب تنسيق كافة التفاصيل وحتى المبدأ نفسه مع الحكومة السورية.
وبالنسبة للتعاون بين روسيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بمكافحة تنظيم داعش الإرهابى .. قال وزير الخارجية الروسي "إن هذا الأمر يحظى بأولوية قصوى بالنسبة لموسكو وواشنطن على الساحة الدولية وتأكد ذلك بوضوح خلال المحادثة الهاتفية التى تمت بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب يوم 28 يناير الحالي"..مضيفا "إننى أرى أن هناك إمكانيات غير محدودة فى هذا المجال حيث تتوافر الإرادة السياسية والاستعداد لدى الجيشين لترجمتها وفق اتفاقات وإجراءات محددة".
وتابع لافروف: "إن المحادثات حول سوريا والتى انطلقت برعاية الأمم المتحدة وصلت إلى طريق مسدود وترى روسيا أنه من المهم تشجيع هذه العملية .. ليس لدينا أى شك فى أن هناك ضرورة للتركيز على بعض العناصر العملية لجميع هذه الجهود لتشجيع إجراء محادثات خاصة".