الوقت- تدّعي جهات سورية مسلحة أن تنظيم داعش الارهابي تمكن من محاصرة مطار دير الزور وقطع طرق إمدادات الدولة على أطرافه، إلا أن الجيش السوري فنّد هذه المزاعم مؤكدا تصديه لعناصر التنظيم الارهابي. السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هنا، هو كيف تمكّنت وكالة أنباء ألمانية كما قناة الجزيرة من رصد تحركات تنظيم داعش الارهابي؟ فهل هي على صلة مع عناصره في سوريا؟ وأما عن السبب المحيّر، لماذا تقوم عدّة جهات خارجية وبالتزامن معا بنقل أنباء تُشعر القارئ وكأن التنظيم يقوم بتحقيق انتصارات في دير الزور؟ لاسيما وأن هذه الأطراف تتداول أخبار تنظيم داعش مطلقة عليه مايسمى "تنظيم الدولة الاسلامية"، فهل هي بصدد حمايته أم الترويج له أم كلاهما معا؟.
فبينما شرعت الطائرات السورية بشنّ حملة جوية مضادة على مواقع انتشار تنظيم داعش، قامت أطراف سورية معارضة بترويج ادعاءات مزيفة بشأن تمكن التنظيم الارهابي من السيطرة على مطار دير الزور وفصل مناطق المدينة القابعة تحت سيطرة الدولة السورية عن المطار.
وفي هذا السياق زعم مصدر لقناة الجزيرة المعروفـة بعدائها الأعمى لدمشق، أن داعش قد تمكن في الوقت الحالي من السيطرة على منطقتي المقابر وتوبخانه الجبل في دير الزور.
كما أعلنت وكالة الأنباء الألمانية بحسب ما زعمت أنها معلومات عن ضابط في الجيش السوري، أن داعش استطاع السيطرة على الطريق الواصل بين منطقة الجور من جهة المكابس و المسمكة وحتى مطار دير الزور بشكل كامل.
وواصلت الوكالة الالمانية ادعاءاتها، أن المصدر السوري أشار الى سيطرة داعش على جبل "ثرده" وأطراف ساحة التيم ومنطقة العمال أيضا.
وتابع المصدر العسكري مزاعمه قائلا: هذا الهجوم من أكثر هجمات داعش جدية على مطار دير الزور، والاشتباكات محتدمة حتى الوقت الراهن.
الجيش السوري يفنّد
وعلى الجانب الحكومي السوري أكدت القيادة العامة للجيش أن القوات اشتبكت مع مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم داعش عند المدخل الجنوبي لمدينة دير الزور وعلى جانبي الطريق المؤدي إلى المطار العسكري.
وطمأنت القوات السورية أنها تواصل تصديها لهجوم تنظيم داعش الإرهابي على محور ثردة 2 واتجاه المدينة "حي العمال" وخاضت اشتباكات عنيفة في محيط المطار لاستعادة بعض النقاط التي تسلل إليها إرهابيو داعش مفنّدة بذلك مزاعم الأطراف الخارجية للمعارضة التي قامت بتغطية أخبار داعش فاضحة دورها بتأييد التنظيم.
كما كثّف سلاحي الجو السوري والروسي الضربات الجوية على تجمعات تنظيم داعش على محاور تحركه في محيط مطار دير الزور وكبداه خسائر كبيرة.
وأكدت وكالة سانا أن قوات الجيش السوري تمكنت من القضاء على أعداد كبيرة من إرهابيي داعش من الذين هاجموا الطريق المؤدي إلى المطار والمدخل الجنوبي لدير الزور.
وتابعت سانا: قضت وحدة من الجيش على 18 ارهابيا من تنظيم داعش جميعهم من جنسيات اجنبية من بينهم السعودي المدعو "أبو عبدالله" خلال عملية على أحد مقارهم خلف معمل الكونسروة في مدينة الميادين جنوب شرق مدينة دير الزور بنحو 45 كم. كما دمرت مقرا تابعا لما يسمى "الحسبة" للتنظيم في حي اللابد بمدينة موحسن بالريف الشرقي ما أسفر عن مقتل عدد من الارهابيين من الجنسية التونسية.
من جانبها قالت مصادر أهلية من قرية حطلة شمال مدينة دير الزور لوكالة سانا: إن ارهابيي تنظيم داعش قاموا بنقل عدد من جثث قتلاهم على متن قوارب عبر نهر الفرات إلى القرية وعرف من القتلى "أبو اسحق البجاري" و أبو ذرمحيميدة.
وأما في حلب فقد أحبطت القوات السورية مساء الاثنين هجوم 40 إرهابيا من تنظيم جبهة النصرة على نقاط عسكرية باتجاه مزارع الملاح الشمالية بحلب.
في نهاية المطاف.. سيتجلّى للقارئ مايحصل على الأرض في سوريا، وسيقطع الشك باليقين عندما يتأكد بأن جهات خارجية ودولية وراء الترويج لتنظيم داعش الإرهابي، وحملة البروباغندا الشعواء التي هوّلت من قوّة التنظيم لاتزال مستمرة، وفي حال أردت كقارئ أن ترى الدليل على مانطرحه من معلومات، ماعليك سوى أن تتابع تقارير القنوات العالمية في تلك الدول لترى بأم عينيك مدى الفبركة التي تروّج لها وسائل الاعلام هذه بشأن تنظيم داعش.