الوقت- قالت صحيفة "هانوفرشي الغمايني سايتونغ" الألمانية إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس من شأنه أن يحدث تسونامي جديد ضد الكيان الصهيوني.
وأضافت الصحيفة في مقال: "لاتوجد مسافة كبيرة بين تل أبيب والقدس، ولكن في حال أقدمت أمريكا على إلغاء هذه المسافة ونقلت سفارتها من تل أبيب إلى القدس فلن تبقى هذه القضية بسيطة".
في هذه الأثناء أشار مجدي خلدي أحد مستشاري رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى أن عواقب هذه الخطوة ستكون كبيرة جداً وستؤدي إلى حدوث "تسونامي" ضد الكيان الصهيوني.
وكان ثلاثة أعضاء جمهوريين في الكونغرس الأمريكي قد أعلنوا مؤخراً في بيان لهم انهم سيقومون بتفعيل ما يسمى قانون "السفارة في القدس والاعتراف الرسمي بها" والذي تمت كتابته في عام 1995 ليتم الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى هذه المدينة.
من جانبها ذكرت"كالي آن كونوي" مستشارة الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" بأن الأخير مصمم على نقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس بعد تسلمه مهام منصبه في الـ 20 من الشهر الجاري، وقالت إن هذا الموضوع يقع على رأس سلم أولويات ترامب.
يذكر أن ترامب كان قد صرّح خلال حملته الانتخابية وتحديداً أثناء لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" في نيويورك بأنه في حال فوزه سوف تعترف إدارته بالقدس كعاصمة للكيان الإسرائيلي وستطبق قرار مجلس النواب الأمريكي بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أكدت السبت أن "أبواب جهنم ستفتح في المنطقة والعالم في حال تم نقل السفارة الأميركية إلى القدس الشرقية".
وشدد المتحدث باسم الحركة "أسامة القواسمي" في بيان أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية وفقاً للقانون والشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات العلاقة والتي كان آخرها القرار 2334.
وأكد البيان "إن حركة فتح والشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم لن يسمحوا لمثل هذه الخطوة أن تمر، وسندافع عن قدسنا وأرضنا مهما بلغت التضحيات".
من جانبه دان مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين نيّة ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعتبر ذلك اعتداء على المسلمين.
وقال الشيخ حسين "إن الوعد بنقل السفارة من قبل ترامب ليس اعتداء على الفلسطينيين فقط، بل على العرب والمسلمين، ولن يسكت المسلمون والعرب وهم يرون العدوان يتحقق خلال نقل السفارة إلى القدس المحتلة".
وأشار إلى أن نقل السفارة يخالف المواثيق والأعراف الدولية ومجلس الأمن الذين يعترفون بأن مدينة القدس محتلة.
وفي وقت سابق دعا مسؤولون فلسطينيون المساجد في الشرق الأوسط إلى رفع الآذان احتجاجاً على هذا الاقتراح، فيما ستقوم الكنائس بقرع الأجراس أيضاً رفضاً لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
من جانبها أكدت الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس إن تنفيذ ترامب لأقواله بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيكون بمثابة إعلان حرب على الفلسطينيين والمسلمين والأحرار في كافة أنحاء العالم.
وأضافت الهيئة في بيان "إنه في حال تم ذلك ستكون أمريكا قد أوقعت نفسها في تناقض واضح في المواقف؛ لأن أمريكا قد تولت رعاية المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وترتب على ذلك تأجيل البحث في موضوع القدس حتى المرحلة النهائية للمفاوضات، فكيف الآن تريد أن تبت الموضوع في نقل السفارة إلى القدس؟".
وأضافت: "إن الموقف الأمريكي يتناقض أيضاً مع الموقف الدولي الذي يعتبر مدينة القدس لا تزال محتلة".
وتابعت الهيئة: "إن أمريكا تعلن تحيّزها الكامل إلى الكيان الإسرائيلي، وبالتالي فإنها تفقد مصداقيتها في سياستها الخارجية". واعتبرت الهيئة أن نقل السفارة "يعني شطب حقوق المسلمين والمسيحيين في هذه المدينة المباركة والمقدسة".