الوقت – مع فوز دونالد ترامب بالرئاسة الامريكية شهدت المؤشرات المالية في الاسواق تقلبات وارتفعت اسعار النفط في العالم ولم يكن الامر ناجما عن سياسات ترامب النفطية بل كان بسبب الصدمة الناتجة عن فوز ترامب في الاسواق ولذلك لايمكن القول ان انتخاب ترامب سيرفع او يخفض اسعار النفط لكن يمكن دراسة سياسة ترامب النفطية لمعرفة تأثيرها على اسواق النفط.
لقد كشف ترامب عن سياساته النفطية طوال حملته الانتخابية، وتصريحاته تظهر الى حد ما ملامح الفترة المقبلة في هذا المجال ومنها:
1- وقف استيراد النفط من السعودية
لقد وعد ترامب عدة مرات بوقف استيراد النفط من السعودية لكن يبدو ان هذا الامر لن يتحقق لعدة أسباب ومنها:
- ان وقف استيراد النفط من السعودية سيؤدي الى أزمة في العلاقات مع الرياض التي كانت واشنطن تعتبرها حليفة لها طيلة العقود الماضية وهذا يؤثر سلبا على سياسات امريكا في الشرق الاوسط ومن المستبعد ان يحصل ذلك.
- ان السعودية اكبر مصدري النفط لأمريكا في الشرق الاوسط وان امريكا تعتمد على هذه الواردات ولايمكنها وقفها فجأة وحتى اذا كانت امريكا تريد ذلك فإيجاد بديل للنفط السعودي يتطلب وقتا طويلا.
- ان ترامب الذي له باع طويل في التجارة لن يغض الطرف عن مكاسب واردات النفط من السعودية فهذه المكاسب كفيلة باقناع ترامب باستمرار توريد النفط تماما مثل باقي الرؤساء الأمريكيين.
2- الاستقلال الكامل عن الاعداء والمنافسين وكارتيلات النفط
كان الاستقلال النفطي الكامل عن واردات النفط من الاعداء وكارتيلات النفط من اهم وعود ترامب لكن تحقيق هذا الوعد يضع ترامب في المواجهة مع الشركات النفطية العملاقة التي باستطاعتها عرقلة مسار عمل حكومة ترامب.
3 - زيادة انتاج النفط الصخري
من الوعود الأخرى لترامب كان زيادة انتاج النفط الصخري وهذه الوعود ستزيد من انتاج الشركات التي تنتج هذا النوع من النفط لكن يبدو ان هناك عراقيل موجودة امام تحقيق هذا الوعد لأن هبوط اسعار النفط العالمية افقد هذا النوع من النفط أهميته بسبب كلفة الانتاج العالية، واذا لم ترتفع أسعار النفط العالمية فإن انتاج النفط الصخري سيتراجع بالتأكيد ولن تكون سياسة ترامب ناجحة.
سيلاقي ترامب صعوبات كبيرة في تحقيق وعوده النفطية وستشهد السياسات النفطية الامريكية تخبطا ويبدو ان الصدمة في اسواق النفط ستكون مرحلية ومؤقتة تماما مثل صدمة اسواق المال بعد إعلان فوز ترامب.