الوقت- أعلنت صحيفة "السفير" اللبنانية توقفها عن الصدور جرّاء مصاعب مالية بعد 42 عاماً على تأسيسها، وفي وقت تتفاقم فيه أزمة الاعلام في لبنان.
وعنونت الجريدة التي تأسست في العام 1974 والواسعة الانتشار في لبنان والعالم العربي أمس السبت ، صفحتها الاولى من عددها الاخير "الوطن.. بلا السفير".
وربطت احتجابها عن الصدور بالأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان والمنطقة. واضافت: تعبت السفير لكنها ترفض أن تكون المثال، خصوصاً أنها ترى في أفق المهنة بعض النور. إذ لا يعقل أن يبقى الظلام المخيّم على المنطقة والبلد جاثماً على صدرها وزميلاتها لوقت طويل.

الوطن.. بلا السفير
وابلغت الصحيفة موظفيها انها ستدفع كامل مستحقاتهم المادية منتصف الشهر المقبل تزامنا مع نشرها اعلانا على القنوات التلفزيونية تظهر مؤسسها ورئيس تحريرها طلال سلمان وهو يطفئ الضوء داخل مكتبه ويخرج منه، قبل ان يضيء المصباح وحده مجددا داخل المكتب مع عبارة "عالطريق".
وتعود أزمة الصحافة خصوصا الى الجمود السياسي الذي شهده لبنان خلال اكثر من عامين ونصف العام وتراجع التمويل الداخلي والعربي، بحسب ما يؤكد اختصاصيون وصحافيون.
وكانت السفير اتخذت في شهر آذار/ مارس قرارا بالتوقف عن الصدور لتتراجع عنه وتقرر خفض عدد صفحاتها من 18 الى 12، قبل ان تتخذ قرارا جديدا بالإقفال النهائي قبل اسابيع.

واستقطبت السفير التي عرفت منذ تأسيسها بتأييدها للقومية العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية خلال فترة الحرب الاهلية، عددا كبيرا من الكتاب والنقاد والصحافيين على مر السنوات، بينهم الشاعر الفلسطيني محمود درويش والشاعر السوري ادونيس. كما التصق اسمها لفترة طويلة باسم رسام الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي.
وكانت الصحيفة خلال السنوات الاخيرة قريبة من حزب الله اللبناني ودمشق وتجاهر بمناهضة سياسات الادارات الاميركية المتعاقبة.
ووصفت نقابة محرري الصحافة الجمعة ما تشهده الصحافة المكتوبة بـ"أزمة وطنية كبرى ينبغي للدولة التصدي لها.. نظرا الى خطورتها وتداعياتها، وإيجاد الحلول الناجعة لها".