الوقت- نشعر بألم شديد وكأن الروح تخرج منا ونغمض اعيننا ونحن نرى ونشاهد ماساة تجري في الساحة اليمنية ، هل هذا ثمن الحرية التي يدافع عنها ابناء هذا الشعب، أوليس من اهتمامات الشعب اليمني المشاركة بالحياة السياسية وممارسة الديمقراطية والحرص على شكل الدولة أو صورة نظام الحكم أو اختيار الرئيس وأعضاء المجالس النيابية والشورى والمجلس المحلي أو الحزب الحاكم أو الجماعة التي تتولى إدارة الحكم وتسيير شؤون الدولة دون تدخلات خارجية والتي لا تريد الخير لهذا البلد . وهي مطالبات حقة لا يعرفها المعتدون، والعالم يقف موقفاً مقززاً وهو يشاهد الوضع المرير الذي وصل اليه من انهيار امني واعتداء سافر من قوى شريرة وسكوت المحافل الدولية ومنظمات حقوق الانسان وتردٍ في الاوضاع المعيشية وتدهور كبير في الخدمات الأساسية من صحة وتعليم وكهرباء ومياه واتصالات ونقل وانهدام البنية التحتية الاساسية وغيرها جراء ما أقدم عليه التحالف الخليجي بقيادة السعودية والمشاركين في "عاصفة الحزم "، حيث قالت اللجنة الدولية للصيب الأحمر إن عشرات من الشحنات تحمل مساعدات وطواقم طبية تحاول إرسالهم لليمن مازالت ممنوعة من الدخول رغم مناشدة التحالف العسكري الذي تقوده الرياض .
وتسعى بعض الجهات الدولية في تقديم المساعدات ومنها اللجنة الدولية للصليب الاحمر، إلى الحصول على ضمانات أمنية لمساعدات تحاول إرسالها لصنعاء وعدن والمدن الاخرى من بينها إمدادات طبية لما يصل إلى ألف جريح والأخرى محملة بعشرات الاطنان من الإمدادات الطبية وإمدادات الصرف الصحي إلى جانب قوارب تحمل على متنها فرقاً جراحية وطبية لمدينة عدن .
واتهمت اللجنة التحالف بقيادة السعودية بمنع شحنات المساعدات، وبشن حملات جوية على مختلف المحافظات في اليمن منذ عشرة أيام مما يصعب إيصال هذه المساعدات. ونقلت رويترز عن سيتارا جبين وهي متحدثة باسم الصليب الأحمر، قولها "مازالت إمداداتنا تمنع. الوضع يزداد سوءا ومع كل ساعة تمر يموت الناس في اليمن ونحن بحاجة لإيصال هذا على نحو عاجل ."
وأدلت جبين بتصريحاتها قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي دعت إليه روسيا لمناقشة وقف الضربات الجوية لفترة لأغراض إنسانية .
وقالت منسقة شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري آموس إن 600 شخصا قتلوا في الصراع خلال الأسبوعين المنصرمين وأصيب قرابة 2100 شخص دون أن تحدد إن كانت هذه الأرقام تتضمن مقاتلين .
وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن إغلاق المطارات والقيود البحرية في اليمن تمنعها من إرسال فرق وإمدادات طبية. كما حدث ارتفاع أسعار السلع والاحتياجات الضرورية وتنامي معدلات الجوع والفقر والبطالة وانكماش القطاعات الاقتصادية وهروب الاستثمارات الاجنبية وتحول رأس المال الوطني المحلي والمغترب الى دول أخرى بسبب الاضطراب السياسي وانعدام الأمن والاستقرار .
نحن نعلم أن اول الأولويات في حياة السواد الأعظم من اليمنيين في ظل الأوضاع والظروف الراهنة يتركز في الحصول على المتطلبات الأساسية والاحتياجات الضرورية لمواصلة الحياة وتأمين لقمة العيش ويجب ان يدرك العالم ان انزلاق اليمن في هاوية الانهيار والضياع السحيق سوف يشكل خطرا حقيقيا على وريد وشريان الاقتصاد والتجارة العالمي. لذلك يجب الإسراع في إيقاف الحرب الشعواء ضده ومن الافضل اتخاذ المواقف وتقريب وجهات النظر وتقديم المبادرات والقيام بدور الوساطة واقتراح الحلول للخلاف السياسي داخلياً دون تدخل خارجي ، و من جانب اطراف محايدة وعلى مستوى مجلس الامن .
عندما يتمكن الشعب اليمني من الحصول على ابسط المقومات لحياة آمنة ومستقرة وتتحول الى واقع ملموس يستطيع العالم عندها ان يحمل اليمن المسؤولية كاملة للحفاظ على سلامة وامن شريان العالم الاقتصادي ووريد الامن الغذائي العالمي . لكن من دون امتلاك اليمن اياً من مقومات الحياة والعيش الاساسية والبسيطة فسيكون من الصعب على اليمن الحفاظ على امن وسلامة مياهها الاقليمية والمهدد من الطامعين والتي يدافع عنها ابناء عدن بكل بسالة وبيدها زمام الامور وبعكسه فهي لا تتحمل اي مسؤولية من اي نتيجة قد يتعرض لها خط الملاحة الدولي وسير التجارة العالمية .