الوقت- أكد آية الله السيد على خامنئي، خلال استقباله، الاثنين، عدد من عوائل شهداء المدافعين عن حرم أهل البيت عليهم السلام، أن الشهداء هم النجوم الحقيقيون التي لانرقى بريقهم وتألقهم البهي وإنما أهل السماء يدركون هذه الحقيقة، مشيداً ببطولات هؤلاء الشهداء ضد الجماعات التكفيرية والإرهابية والكيان الصهيوني.
واعتبر سماحته:" ان إحدى الميزات التي يتصف بها المتطوعون للدفاع عن المقدسات أن الشوق يحدوهم للدفاع عن أضرحة أهل البيت (عليهم السلام)، وهذا الشعور مشترك بينهم وبين آبائهم وأمهاتهم أيضاً".
وأضاف :"أما الميزة الأخرى التي اتصفوا بها فهي البصيرة، فالذين لا يمتلكون هذه البصيرة الثاقبة يقولون في أنفسهم: "ما شأني وسوريا؟ وما شأني وحلب؟" هذا الهاجس ناشئ من انعدام البصيرة، فقد روي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال: "فوالله ما غُزي قومٌ قطّ في عُقر دارهم إلا ذلّوا"، لذا ليس من الحري بنا التخاذل وانتظار العدو يقتحم أرضنا ثم نبدأ بالتفكير في ردعه والدفاع عن أنفسنا! يجب ردع العدو في عقر داره".
وأكّد سماحة قائد الثورة الإسلامية على أن الميزة الثالثة التي اتصف بها هؤلاء الشهداء الأبطال فهي رغبتهم الجامحة في تجرع كأس الشهادة، فبعد انتهاء حرب الثمانية سنوات التي فرضت على بلدنا فتح لنا طريق جديد واسع لنيل هذه المكرمة الإلهية العظيمة، لذا لدينا الكثير الكثير من الشبان الراغبين بالالتحاق بجبهات القتال دفاعاً عن حياض المسلمين ومقدساتهم، وهذا الأمر بطبيعة الحال يثبت خطانا ويقوي جبهتنا ويزيد من تحملنا للمصاعب مهما كانت شائكة، فلذة الحياة لا تقتصر على النعم المادية فحسب، فمن يقيد حياته في هذا الإطار سوف ينهار قبال أدنى حادثة أو نائبة وبالتالي يفتقد إرادته في الصبر والتحمل، في حين أن هؤلاء الأبطال تغاضوا عن كل ملذات الحياة ومغرياتها وولجوا في جبهات القتال دفاعاً عن الحق والدين ونصرة المظلومين والشوق يحدوهم لتجرع كأس الشهادة العذب.
وتوجه لعوائل الشهداء بالقول الأبطال الذين قدمتموهم شهداءً أيتها الزوجات والأبناء والآباء والأمهات، إعلموا بأنهم مدعاة فخر واعتزاز، وهذا الكلام ليس مجرد شعار، إنه حقيقة ثابتة. إن هؤلاء الأبطال هم النجوم الحقيقيون لكننا لا نرى بريقهم وتألقهم البهي وإنما أهل السماء يدركون هذه الحقيقة حق الإدراك، فهم ليسوا كالبعض الذين يتصورون أنهم نجوم في الدنيا إثر شهرتهم وذياع صيتهم.
ودعا السيد خامنئي في ختام كلامه للشهداء بالرحمة والمغفرة بالقول: أسأل الله تعالى أن يرفع من درجاتهم، وأن يهب آباءهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأبناءهم الصبر والسلوان، وأنا دائماً أدعو الله العزيز القدير بأن يهبكم لطفه وفضله ونوره وأن يكرم قلوبكم بالطمأنينة والسكينة.