الوقت- كشفت الإحصاءات النهائية المتعلقة بانتخابات الرئاسة الأمريكية أن المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون تقدمت من حيث أصوات الناخبين على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بأكثر من 1.5 مليون صوت ولكنها خسرت من حيث عدد أصوات المندوبين.
وفي التفاصيل النهائية للنتائج حصلت كلينتون على دعم 63 مليونا و390 ألفا و669 من المواطنين الأمريكيين، بينما حصد ترامب، الذي فاز في الانتخابات، نظرا لخصوصية النظام الانتخابي الأمريكي، أصوات 61 مليونا و820 ألفا و845 من الناخبين.
النتيجة النهائية التي مكنت ترامب بالفوز في السباق الرئاسي، تعود الى طريقة إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تجري على مرحلتين. ففي البداية، يدلي الناخبون بأصواتهم في جميع الولايات، ويحصل المرشح الفائز في الولاية على أصوات جميع المندوبين، الذين يساوي عددهم عدد الدوائر الانتخابية للكونغرس الأمريكي ويتوقف على نسبة السكان المحليين من العدد العام للمواطنين الأمريكيين، وبالتالي فإن انتخاب الرئيس الأمريكي لا يجري بشكل مباشر من الشعب.
حيث تعتبر هذه الانتخابات انتخابات غير مباشرة، فالمواطنون يصوتون في تصويت شعبي، غير أن مندوبي الكلية الانتخابية Electoral College هم الذين يختارون الرئيس، فالمرشح الذي يحصل على أكثر الأصوات الشعبية في ولاية معينة يحصل على عدد أصوات مندوبي الكلية الانتخابية Electors المخصصة لتلك الولاية والمتناسبة مع عدد سكان الولاية.
أما في المرحلة الثانية، التي تعتبر إشكالية، يصوت المندوبون لصالح المرشح الذي فاز في ولايتهم، لانتخاب الرئيس الأمريكي، حيث يبلغ العدد العام للمندوبين 538 شخصا، وبالتالي يجب على المرشح أن يحصد أصوات 270 مندوبا لتحقيق الانتصار في السباق الرئاسي.
وعادة فإن مندوبي الكلية الانتخابية ليسوا مجبرين قانونيا على الالتزام بانتخاب المرشح الذي صوّت له غالبية المقترعين في الولاية، إلا أنهم يلتزمون بذلك في الغالب الأعم من الحالات، وهناك 24 ولاية تعاقب المندوبين عديمي الولاء faithless electors .
وتمكن ترامب، من الحصول على 290 من أصوات المندوبين، فيما حصلت كلينتون على 232 صوتا، الأمر الذي أتاح له الفوز في الانتخابات، قبل الانتهاء الرسمي من عملية فرز أصوات جميع الناخبين الأمريكيين.
وتعد هذه الحالة ليست الأولى من نوعها في الانتخابات الأمريكية، حيث تمكن أحد المرشحين من الفوز في السباق الى البيت الأبيض بالرغم من أنه حصل على عدد أقل من أصوات الناخبيين الأمريكيين، ففي عام 2000، تمكن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش (من الحزب الجمهوري) من الفوز في السباق الرئاسي الأمريكي على الرغم من حصوله على 543،000 صوتا أقل من منافسه "آل غور" (مرشح الحزب الديمقراطي)، ولكن فاز بوش فاز في نهاية المطاف برئاسة أمريكا.
وتجرى الانتخابات الرئاسية أمريكا كل أربع سنوات كما ينص الدستور الأمريكي. وتقام الانتخابات في يوم الثلاثاء ما بين الثاني إلى الثامن من تشرين الأول/ نوفمبر، وتجرى في ذلك اليوم أيضا انتخابات لاختيار أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، ومجالس الولايات والمجالس المحلية.
من الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيحل محل الرئيس الأمريكي الحالي، باراك أوباما، ويستلم مهامه الجديدة في البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني، 2017 وهو ما يسمى أمريكاً يوم تعيين الرئيس Inauguration Day.
