الوقت- يواصل الجيش السوري عمليات الحسم العسكري على مختلف الجبهات. وبينما تواصل قوّات الجيش السوري والحلفاء عملياتها في حلب، بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن القوات الروسية بدأت عملية واسعة في ريفي حمص وإدلب وذلك بإيعاز من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تستكمل قوّات الجيش السوري في ريف دمشق عملياتها العسكرية في منطقتي "دوما" و "خان الشيخ" في غوطتي دمشق الشرقية والغربية.
عملية مباغتة في الغوطة الشرقيّة
وفي غوطة دمشق الشرقيّة دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري و"جيش الإسلام" على عدّة جبهات (القاسمية، البحارية، والهلالية). وتأتي هذه الاشتباكات في سياق التقدّم الميداني لقوّات الجيش السوري الذي بات قريباً من بلدة الريحان المتاخمة لمدينة "دوما" عاصمة مسلحي "جيش الإسلام".
وقد نجح الجيش السوري في السيطرة على تل صوان في الغوطة الشرقية في حين أن "جيش الإسلام" اعترف بمقتل 2 من مسلحيه خلال الاشتباكات مع الجيش في غوطة لدمشق الشرقية.
كما شنت المقاتلات الحربية غارات جوية مكثفة على مواقع عسكرية تابعة لملسحي "جيش الإسلام" في دوما ومنطقة المرج في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى وقوع العديد من الإرهابيين بين قتيل وجريح.
وفي وقت سابق، دعت فصائل وميليشيات مسلحة في الغوطة الشرقية الى اجتماع عاجل بهدف توحيد الفصائل المسلحة التي تقاتل في الغوطة الشرقية لدمشق بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها تلك الفصائل امام الجيش السوري الذي يتقدم بشكل مدروس قاضما المزيد من المناطق التي يسيطر عليها المسلحون.
على صعيد متّصل، أوضح مصدر عسكري في الجيش السوري أنه بالتزامن مع العملية العسكرية في منطقة الريحان، يوصل الطيران السوري استهدافه لمواقع فيلق الرحمن في عين ترمنا، وسبقا وبطنا في الغوطة الشرقيّة.
عمليات واسعة على جبهة "خان الشيح" في الغوطة الغربيّة
وفي الغوطة الغربيّة، تتواصل المعارك على طول جبهة "خان الشيح" أكبر معاقل الإرهابيين في الغوطة الغربية، حيث لا مجال لتوقف العمليات العسكرية حتى اعلان المسلحين استسلامهم وإلا البقاء تحت الحصار حتى الموت، وفق مصدر في الجيش السوري.
وتواصل قوّات من الجيش السوري تقدّمها في خان الشيح مسيطرا على عدة كتل أبنية من مساكن "الدفاع الجوي" وعلى عدة مزارع داخل البلدة ومحيطها، وسط قصف مدفعي وصاروخي استهدف نقاط انتشار المسلحين في المنطقة، وقد اعترف المرصد المعارض بسيطرة الجيش على هذه الكتل وتحريره "خربة البلدة والمدجنة الشرقية".
على صعيد متصل تمكنت وحدات الجيش السوري وبعد عمليات تمشيط للمناطق التي سيطرت عليها مؤخرا في خان الشيح من ضبط شبكات أنفاق ضخمة يبلغ طولها 700 متر أنشأتها المجموعات الإرهابية في بلدة "المرانة" الواقعة إلى الشرق من خان الشيح جنوب غرب دمشق.
وأوضح مصدر ميداني أن جميع الأنفاق والخنادق التي حفرها الإرهابيون باتت مرصودة من قبل الوحدات السورية في خان الشيح ومخيمه وأن قناصي الجيش منتشرون على طول المزارع لاستهداف أي تحرك يخرج من هذه الأنفاق.
في السياق، تمكن الجيش السوري من القضاء على متزعم تنظيم "أحرار الشام" و"تجمع الحرمون في جبل الشيخ" الارهابي "إياد كمال مورو" في خان الشيح بريف دمشق.
ويلجأ الإرهابيون في العديد من مناطق ريف دمشق إلى حفر الخنادق والأنفاق لاستخدامها في التنقل وتخزين الأسلحة والذخيرة هربا من عمليات الرصد الدقيقة وضربات
أهميّة استراتيجيّة
تحمل العملية العسكرية أهمية حقيقية في المعارك الجارية على الأراضي السوريّة، في حين يعتقد البعض أن هذه المنطقة تحظى بأهمية استراتيجية، فما هي الأهمية الإستراتيجية لها؟
أولاً: لاشكّ في أن تقدّم الجيش في الغوطتين الغربية والشرقيّة يعطيه الأفضلية في أي تحرك مقبل ويضيّق الهامش أمام مسلحي "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" و "أحرار الشام".
ثانياً: وفي حال تحرير دوما معقل جيش الإسلام، ومن ثم جوبر معقل فيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية لدمشق، يكون بذلك الجيش السوري نجح في تحرير الغوطة الشرقيّة بالكامل، وبالتالي سيكون لهذا الأمر تبعات عسكرية حاسمة على المعارك الجارية في سوريا عموماً، وريف دمشق على وجه الخصوص، فضلاً عن تأمين الاوتوستراد الدولي نحو حمص وحلب رغم استحداث الجيش السوري طريق بديل منذ زمن ( تل منين).
ثالثاً: ولكن في حال رفع الجيش السوري وتيرة العمليات العسكرية على أي منطقة سواءً في دوما أو جوبر، فإن جماعات جيش الإسلام وفيلق الرحمن ستزيد من وتيرة استهدافها للعاصمة دمشق حيث يوجد تنسيق بين شمال وجنوب الغوطة الشرقيّة. بعبارة آخرى، ورغم الخلافات والمعارك الدمويّة بين هذه الجماعات الإرهابية التي راح ضحيّتها المئات، إلا أنّها تدرك جيداً مخاطر هزيمة وفشل إحدى الجبهات أمام الجيش السوري.
رابعاً: يضاف إلى ذلك أن منطقة الغوطة الشرقيّة، بشقّيها الشمالي والجنوبي، تعتبر احد أكثر المواقع أهمية بالنسبة الى "جيش الإسلام"، و"فيلق الرحمن"، وفي حال استعادتها سيشكّل الأمر ضربة قاصمة لأكبر الفصائل المسلّحة في دمشق وريفها باعتبار أن سقوطها يتشابه مع سقوط الموصل والرقّة لداعش.