الوقت- لأن التطورات الإقليمية قد تغير المسار السياسي في المنطقة، فإن الملفات العالقة فيها ومنها ملف الرئاسة اللبنانية، قد يصل الى نهايةٍ، يكون فيها النصر لمحور المقاومة. واليوم تطفو على سطح الملعب اللبناني، حظوظ العماد ميشال عون لتولي الرئاسة اللبنانية. فماذا في آخر الأخبار المتصلة بملف الرئاسة وحظوظ العماد عون المرتفعة؟
يرى جميع العاملين في ميدان السياسة اللبنانية والذين يتمتعون بالحكمة السياسية، أن الجنرال ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر، يتمتع بالأغلبية المسيحية والوطنية، التي تخوله تولي رئاسة الجمهورية اللبنانية. فالجنرال عون كما يجده الجميع، وكما يقول النائب المسيحي كريم بقرادوني: "تجرأ أن يقوم بمراجعة نقدية حيث استنتج من عبر الماضي ليرسم معالم المستقبل، استنتج انه ارتكب خطأ بقبول اتفاق الدوحة الذي ادى الى انتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، واستنتج ضرورة اعتماد سياسة الحوار واليد الممدودة، ودعم الجيش اللبناني الذي يقاتل الارهاب والتطرف، وطالب برئيس جمهورية قوي يمثل بيئته ويكون قادرعلى اتخاذ القرار الوطني المستقل". ثم أضاف الرجل الذي يتمتع بالحكمة السياسية قائلاً: "التطورات الاقليمية والمحلية تدفع باتجاه رفع حظوظ عون وإمكانية وصوله الى الرئاسة"، مضيفاً "هو في مقدمة لائحة أسماء رؤساء الجمهورية المقبولة من الداخل والخارج"، مشيراً الى أن "هناك توازن قوى قائم لا يمكن أن نتناساه، وتحولات إقليمية متوقعة، وجو من المتغيرات تحدث على الساحة اللبنانية والخارجية جميعها تصب باتجاه ضرورة انتخاب رئيس جمهورية قريباً".
يأتي هذا الكلام المنطقي، في ظل الحديث في لبنان، عمن سيتولى رئاسة الجمهورية. وإذا كان يوجد في المقابل رجلٌ آخر يتم تدول إسمه، فهو قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي. والتي تشير بعض المصادر الى أنه قد يتم استغلال معركة الجيش ضد الإرهابيين من خلال التمديد المسبق لقائد الجيش، ثم يتم التعهد له (قهوجي) بانتخابه رئيساً في حال أثبت فعالية مشاركة الجيش اللبناني في الحرب على الإرهابيين. وهذا ما يعارضه مبدئياً العماد ميشال عون. فهو الرافض للتمديد بشكل عام في مختلف المواقع، وخصوصاً التمديد الإنتقائي لضابط دون غيره. إذ لا يجوز بحسب رأيه، منح جوائز ترضية لحثّه على القيام بواجباته، سواء عبر التمديد له في قيادة الجيش أو وعده برئاسة الجمهورية. وهنا يراهن على عدة أمور وهي التي يجري الحديث عنها في الداخل اللبناني، على أنها ستكون سياسة العماد عون المقبلة، للتعاطي مع ملف الرئاسة اللبنانية. وهي على الشكل التالي:
- يعتبر عون أنه ومن خلال معركة قيادة الجيش، سيكتشف حقيقة المواقف السياسية الداعمة له. فهو يعتبر أن مجرد رفض التمديد لقهوجي، سيسحب فكرة عرض الرئاسة عليه نهائياً من التداول.
- في حال خروج قهوجي من معركة قيادة الجيش، فهذا يعني خروج أحد أبرز المرشحين إلى رئاسة الجمهورية من السباق الرئاسيّ. فرغم ثقته المطلقة بغالبية حلفائه، يعلم جنرال الرابية أن جنرال اليرزة أحد الأسماء التي يمكن هؤلاء التقدم بها في حال تيقّنهم من استحالة انتخابه أو النائب سليمان فرنجية رئيساً، كما يدرك أن قهوجي هو المرشح الأنسب لتيار المستقبل، لسهولة تكرار سيناريو ميشال سليمان بواسطته.پ
- وهنا تجدر الإشارة الى أن عون أراد دوماً أن يرى الجيش اللبناني قوياً، وهذا ما يتفق به مع حزب الله اللبناني. فعون ذكر في العشاء الأخير للتيار الوطني الحر لمناسبة ذكرى 14 آذار، السبت الماضي، بأبرز أحداث السنوات القليلة الماضية، داعياً إلى تحديث أسلحة الجيش وتدريبه لمواجهة التخريبيين والارهاب بدل الإكتفاء بالتفرج والتصفيق للخطابات وتحية الأبطال المستشهدين، مردّداً: "كلنا جيشٌ في جرود عرسال وفي كلّ لبنان، وكلنا مقاومة ضد إسرائيل وضد التكفيريين والإرهابيين، الذين يشكلون خطراً وجودياً على لبنان وعلى المنطقة بكافة طوائفها وإثنياتها".
لأن الزمن اليوم تغير، ولأن توجهات محور المقاومة الذي تقوده إيران، هي التي ستحكم المنطقة، فإن الرجال الذين أخذوا مواقف داعمة للمقاومة في الأيام العصيبة، لا بد أن يتم مكافأتهم. فلا أحد في لبنان يمكن أن ينسى مواقف العماد ميشال عون في حرب تموز 2006. ولا أحد يمكن أن ينسى شجاعة الرجل في تحدي الجميع والمراهنة على المقاومة ضد العدوان الإسرائيلي. ولأن محور المقاومة وعلى رأسه إيران، لا يبيع ولا يشتري، فإن الظروف كلها اليوم، تجعل حظوظ الرجل، أكثر من أي وقتٍ مضى. وما عينا إلا انتظار الأيام المقبلة.