الوقت- أنهى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارته الى لبنان. هذه الزیارة التي دامت يوماً ونصف، أبرزت العديد من الدلالات والأبعاد. فالمسؤول يُمثل دولة إيران التي تقود محور المقاومة. في حين أثتى المسؤول الإيراني على أهمية وحدة لبنان داعماً خيار اللبنانيين. ولم تخل الزيارة من التأكيدعلى أهمية التعاون المشترك في كافة المجالات. في حين ستكون أصداء الزيارة عنواناً للمرحلة المقبلة، والتي أثبتت إيران أنها تفتخر بلبنان شريكاً بها. فماذا في الزيارة؟ وأبعادها؟ ودلالاتها؟
وزير الخاجية الإيراني يُنهي زيارته الى لبنان
أنهى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف زيارته الى لبنان والتي إستمرت يومين، حيث قدم فيها التهاني للرئيس العماد ميشال عون بمناسبة إنتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانينة، كما التقى خلالها بكل من نظريه اللبناني في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ورئيس مجلس النواب نبيه بري. كما التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وتم بحث التطورات الراهنة في المنطقة والعالم. وكان وزير الخارجية الإيرانية قد وصل بيروت مساء الإثنين آتيا من بلاده مع وفد موسع إقتصادي وسياسي يضم حوالي 45 شخصية. فيما كان لهذه الزيارة العديد من الأبعاد والدلالات.
الزيارة في أبعادها: إهتمام سياسي بدور لبنان المقاوم
جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بيروت والتي بدأها الإثنين، في مرحلة حساسة تشهدها المنطقة في ظل ملفات مصيرية وتغيُّرٍ في المعادلات. لكن المسؤول الإيراني كان أول المسؤولين الإقليميين والدوليين الذين توجهوا الى لبنان في زيارةٍ ضمت تمثيلاً وزارياً رفيعاً، افتتح في علاقاته انتهاء حالة الشغور الرئاسي والتي دامت ما يُقارب العامين والنصف.
وهنا فلا بد من الإشارة الى أن الزيارة حملت في طياتها العديد من الأبعاد والدلالات. هنا نتناول بُعدين أساسيين، ونترك الدلالات لما يلي. في البعد الأول، والذي يمكن وصفه بالبعد السياسي، حيث وصل ظريف إلى بيروت على رأس وفد مكوّن من شخصيات سياسية واقتصادية من القطاعين العام والخاص في إيران. وهو ما فسَّره المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على أنه استمرار للعلاقات الإيجابية بين البلدين وللحوار بين كلٍ من بيروت وطهران حول العديد من القضايا وعلى مستويات رفيعة. في حين يمكن لحاظ أن المسؤول الإيراني التقى العديد من المسؤولين اللبنانيين الكبار، مثنياً على الوحدة اللبنانية. أما البعد الثاني فهو البعد الذي يتعلق بالمرحلة المقبلة. وهو ما يمكن وصفه بأن الأجواء والظروف اليوم، ونتيجة لعودة الحياة السياسية للنظام السياسي في لبنان، فإن ذلك سينعكس حتماً على دور لبنان الإقليمي. وهو الأمر الذي أثبتت الزيارة إحترام إيران له.
دلالات الزيارة موجزة
دلائل زيارة وزير الخارجية الإيراني الى بيروت والتي يمكن إبرازها بالتالي:
أولاً: التأكيد على أهمية التعاون المشترك بين البلدين وهو ما أشار له الجانبان، لجهة تأكيد الطرفين اللبناني والإيراني على بناء علاقات تؤسس لتعاون يخدم تحديات الإقليمية المتمثلة بمقاومة الإحتلال الإسرائيلي والإرهاب التكفيري.
ثانياً: تأكيد الطرف الإيراني على أهمية الوحدة اللبنانية والتعاون الداخلي. في حين كانت الزيارة دليلاً على احترام طهران لخيارات الشعب اللبناني.
ثالثاً: التأكيد أن نهج إيران في دعم حزب الله هو دعم لمقاومة لبنان، خصوصاً بعد أن أثبت سلوك حزب الله السياسي تعاونه مع جميع الأطراف في كافة المجالات وتحديداً السياسية منها، الى جانب تنسيقه مع الجيش اللبناني عسكرياً، الأمر الذي ظهر بشكل جلي في مواجهة التحديات الخطيرة. وهو ما أكدت إيران دعمها له.
رابعاً: ربطاً بما تقدم أشار الطرف الإيراني الى إستعداد إيران لتقوية الجيش اللبناني وتجهيزه، و خاصة للوقوف في وجه التحديات التي تواجه لبنان وهو الأمر الذي لم تضع له إيران أي شرط، فيما يزال اللبنانيون ينتظرون وعود كلٍ من السعودية وفرنسا والتي لم تنفذ أياً منها.
خامساً: أبرزت الزيارة تقدير إيران لتضحيات اللبنانيين في الحرب على الإرهاب. وهو ما يدل على أن طهران تنظر لجميع اللبنانيين بعين واحدة. فيما ثمن وزير الخارجية الإيراني مواقف وجهود وتضحيات الشعب اللبناني والتي كان لها أثر في مكافحة الإرهاب في لبنان والمنطقة.
تقف إيران من جديد مع اللبنانيين في فرحتهم. فزيارة المسؤول الإيراني أو الزيارة الأولى لمسؤولٍ إقليمي الى لبنان، كان لها العديد من الدلالات. في حين يمكن لحاظ آثارها والتي ستتبيَّن لاحقاً.