الوقت- تواصل السلطات الإسرائيلية انتهاكاتها بحق الفلسطينيين. فبعد تعهّد رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالمشاركة الشخصية في الحفر ونقل التراب من أسفل المسجد الأقصى، خلال الأسبوع الجاري، فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية وكافة معابر قطاع غزة، بدءاً من مساء الأحد حتى مساء الأربعاء.
الكيان الإسرائيلي يحاصر الصفّة والقطاع
وقال الجيش الإسرائيلي في تصريح مكتوب إن فرض الإغلاق يأتي لمناسبة عيد "فرحة التوراة" اليهودي.
ولن يسمح خلال هذه الفترة بدخول إسرائيل الا للحالات الانسانية والطبية والاستثنائية بعد الحصول على مصادقة منسق أعمال الحكومة في المناطق .
عيد "فرحة التوراة"
وعيد "فرحة التوراة" هو ختام عيد العرش اليهودي وفيه يختتم اليهود في الكنس تلاوة التوراة(أسفار موسى الخمسة) وتقام في الكنس وبعض الساحات العامة احتفالات دينية.
ويسمى أيّضاً، "سمحات توراه" العبرية، وهو عيد يلي اليوم الثامن الختامي (شميني عتسيديت) وهو اليوم الأخير من عيد المظال وداخل فلسطين يدمج العيدان، ويحتفل بهما في يوم واحد وهو عيد ظهر متأخرا في العراق (في القرن التاسع والعاشر) وهو أيضا اليوم الذي تختم فيه الدورة السنوية لقراءة أسفار موسى الخمسة في المعبد ويحتفل به داخل المعبد بأن تحمل لفائف الشريعة، ثم يتم الطواف بها سبع مرات.
ويسمى كل طواف باسم أحد الآباء فالطواف الأول باسم إبراهيم، والثاني باسم إسحق، والثالث باسم يعقوب، والرابع باسم موسى، والخامس باسم هارون، والسادس باسم يوسف، والسابع باسم داود، ويقرأ في هذا الاحتفال آخر سفر من أسفار الخمسة، والمصلى الذي يقوم بالقراءة يطلق عليه اسم "عريس التواره" ثم يدعى مصل آخر، ويسمى "عريس سفر التكوين" ليبدأ الدورة السنوية لقراءة أسفار موسى الخمسة مرة أخرى، يسمى القارئ باسم العريس لأن التوارة عروس جماعة يسرائيل وكل قراءة جديدة هي بمثابة حفل عرس متجدد. وقد سمى هذا العيد بعدة تسميات، إلى أن استقر اسمه على ما هو عليه ففي فترة التلمود، كان يسمى "آخر أيام العيد" وعلى أيام الفقهاء (جاءوينم) كان يسمى (يوم الكتاب) و(يوم النهاية) ولم يسم (سمحات توراه) الإ في آخر أيام هؤلاء الفقهاء.
انتهاكات جديدة
لم تقتصر الإنتهاكات الإسرائيلية على محاصرة الشعب، بل وصلت إلى المقدّسات المحتلّة منذ العام 1948، فقد قررت الحكومة الإسرائيلية، بعد قرار اليونسكو الأخير الذي ينفي وجود علاقة بين اليهود والمسجد الأقصى، قرّرت إجبار كل "إسرائيلي" على المشاركة في الحفريات التي تنفذها سلطة آثار الاحتلال أسفل المسجد الأقصى المبارك وبمحيطه، وفي باقي مناطق القدس؛ بهدف الحصول على "أدلة"، تربط اليهود بالمكان.
وقال رئيس سلطة الآثار الإسرائيلي يسرائيل حسون: "إن سلطته قررت بالتنسيق مع الحكومة أن يشارك كل شاب إسرائيلي قبل تجنيده في الجيش، بعمليات الحفر أسفل الأقصى، وفي محيطه، وداخل البلدة القديمة من القدس"، على اعتبار أنها "مهمة وطنية".
وخلال حفل لمناسبة تدشين المقر الجديد لسلطة الآثار الإسرائيلية في القدس، قال حسون: "إن سلطته ستتعاون مع منظمة "إلعاد" الدينية المتطرفة التي تعكف على تنفيذ مشروع حفريات يقوم على نقل "غبار" من أسفل الأقصى، من أجل فحصه، في مسعى للعثور على ما يدلل على الرابط بين اليهود والمكان.
ونقل موقع "القناة السابعة" عن الناطق بلسان المستوطنين في الضفة الغربية: "إن عدداً من الحاخامات أدخلوا كتاب "توراة" جديداً إلى حائط البراق، منوهاً إلى أن الخطوة ستكون ضمن خطوات أخرى تعكف عليها مؤسسات حكومية، وفعاليات دينية، وحزبية، للرد على قرار "اليونيسكو"، الذي ينفي وجود علاقة بين اليهود والمسجد الأقصى.
كيف سيكون الردّ؟
لا ندري طبيعة الرد الفلسطيني على أي خطوة "عدوانية" تجاه المسجد الأقصى والمقدّسات الإسلاميّة، إلا أن اقتحام المجرم شارون لباحات المسجد الأقصى في العام 2000 أشعل الإنتفاضة التي لازالت شراراتها تتصاعد حتّى يومنا هذا، فكيف سيردّ الشعب الفلسطيني على هذه الإنتهاكات؟
هل سنكون أمام "انتفاضة سكاكين" جديدة؟ ماذا عن التنسيق الأمني لمحمود عباس؟ وهل سيطلّق "عباس" الكيان الإسرائيلي في أواخر عمره للتحوّل إلى "رمز وطني"؟.. أسئلة عدّة تبقى برسم الشعب الفلسطيني المحاصر في حين يحتفل اليهو بأعيادهم في مقدّسات لا علاقة لها باليهود!