الوقت- بعد دقائق معدودة على بدء الهدنة الإنسانيّة في سوريا، قامت المجموعات المسلحة لاسيما "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" بخرق هذه الهدنة من خلال إطلاق النار على المعابر التي خصصها الجيش السوري لخروج المدنيين من الأحياء الشرقية للمدينة، فيما وجّه الجيش نداءات إلى المدنيين دعاهم فيها إلى الخروج من الأحياء التي يتواجد فيها المسلحون، كما دعا هؤلاء إلى الخروج عبر المعابر التي حددت لهم.
قناصو النصرة يعملون على تعطيل عملية خروج المسلحين
في السياق، أكد مصدر عسكري بأن قناصة من "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" يستهدفون المعابر المخصصة لخروج المسلحين من أحياء حلب الشرقية لتعطيل عملية الخروج.

وأضاف المصدر بأن المسلحين قاموا بقصف دوار الجندول أحد الممرات الآمنة التي حددها الجيش السوري للمغادرة بهدف إعاقة عملية الخروج.
من جهته لم يرد الجيش السوري على عمليات القنص أو عملية القصف التي قام بها المسلحون واعتبرها استفزازية لإعاقة عملية الخروج.
ألقت حوامات تابعة لسلاح الجو في الجيش العربي السوري مئات آلاف المنشورات على الأحياء الشرقية لمدينة حلب توضح توزع المعابر الإنسانية لخروج المدنيين وتدعو كل من تورط بحمل السلاح إلى المبادرة لتسوية وضعه أو المغادرة.

كما أفادت وكالة "سانا" السورية الرسمية على موقعها بأن التنظيمات الإرهابية استهدفت، اليوم، معبر بستان القصر بقذيفة صاروخية وطلقات رشاشة وقناصة.
اشتباكات بين الجماعات المسلّحة..وخلافات مع الأهالي
وأدت سياسة الجماعات المسلّحة من "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" بمنع الأهالي من الخروج من أحياء حلب الشرقية، إلى نشوب خلافات بين الطرفين.

وأضاف مصدر ميداني من أحد المعابر أن مسلحي النصرة وأحرار الشام أطلقوا الرصاص على المدنيين الذين كانوا يرغبون بالخروج من حلب منذ الأمس كما جرى تهديد الأهالي بإحراق منازلهم وقتلهم في حال غادروا المدينة، ونقل المصدر عن سكان الأحياء الشرقية أن مسلحي النصرة توجهوا إليهم بالقول "جئنا لإقامة الدولة الإسلامية وأنتم تريدون تركنا وحدنا في مواجهة الجيش السوري".

القيادة العامة للجيش السوري تدعو مسلحي حلب لإلقاء السلاح والاستفادة من العفو
على صعيد متّصل، دعت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية جميع المسلحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إلى ترك السلاح، وأكدت أنها تضمن لهم الاستفادة من مرسوم العفو.
وقالت القيادة العامة إنه "تتوفر معلومات دقيقة عن أماكن تواجد المسلحين ومقراتهم ومستودعاتهم في الأحياء الشرقية لمدينة حلب وكل مسلح لا يغتنم فرصة التهدئة المعلنة سيواجه مصيره المحتوم".

وأعلنت قيادة الجيش السوري أن التهدئة الإنسانية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب ستبدأ أيام 20-21-22 تشرين الأول 2016 اعتباراً من الساعة 8.00 صباحاً وحتى الساعة 16.00 ظهراً، وأشارت إلى أن قرار إيقاف الضربات الجوية على المسلحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب جاء تحضيرا للتهدئة الإنسانية التي ستبدأ صباح يوم 20-10-2016م.
وأفادت وكالة سانا "بخروج أعداد من المسلحين دون أسلحتهم ومجموعة من الجرحى والمرضى والمسنين من الأحياء الشرقية لحلب إلى الريف الشمالي للمدينة، وذلك عبر الممرات الخاصة التي فتحها الجيش العربي السوري بالتنسيق مع الجانب الروسي".
تشوركين: دول غربية رفضت مشروع قرار روسياً بشأن انسحاب مسحلي النصرة من حلب
سياسياً، أكد مندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي فيتالي تشوركين أن الدول الغربية رفضت مشروع قرار قدمته روسيا إلى مجلس الأمن الدولي بشأن انسحاب مسلحي جبهة النصرة من حلب رفضته الدول الغربية.

وأشار المندوب الروسي إلى أنه لا يعلم لماذا، معلناً أن ذلك كان متوقعاً. وأشار إلى أن البلجيكيين قصفوا البارحة مدنيين قرب حلب، فقتلوا ستة مدنيين، مؤكداً أن طائراتهم المقاتلة فعلت ذلك.
دي ميستورا يرحب بهدنة حلب وينفي بدء تنفيذ خطته
من جانبه، رحب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بالهدنة الإنسانية التي دخلت حيز التنفيذ في حلب اليوم، لكنه نفى أن تكون هذه الهدنة بداية لتنفيذ خطته الخاصة بإخراج "النصرة" من المدينة.

وأوضح دي ميستورا خلال مؤتمر صحفي بجنيف يوم الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول، أن الأمم المتحدة ترحب بأي هدنة في حلب، ولو كانت أحادية الجانب، وتابع أنه سيتم الاستفادة من فترة الـ 11 ساعة التي أعلنت عنها روسيا كهدنة، للشروع في عمليات إجلاء المرضى والمصابين ولنقل المساعدات إلى الأحياء الشرقية. لكنه أعرب عن أمله في تمديد الهدنة لعدة أيام.
واستدرك المبعوث الأممي قائلا: "إننا في الأمم المتحدة نعتبر هذه الهدنة ردا مباشرا على المطالب بإجلاء المرضى والمصابين وتقديم المساعدات الطبية لهم داخل أحياء حلب الشرقية، وهو أمر يزدادا إلحاحا نظرا للدمار الذي لحق بالمؤسسات الطبية. وكان هذا الطلب الأممي على طاولة المفاوضات منذ أسابيع، وكان مقدمة للبدء في تنفيذ ما يسمى بخطة دي ميستورا".
الهدنة تستمر لثلاثة أيّام
هذا وكان قد أعلن رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، يوم أمس الأربعاء، أن الهدنة الإنسانية في حلب تبدأ يوم الخميس 20 تشرين الأول/ أكتوبر في الساعة الثامنة صباحا وتنتهي في تمام الساعة السابعة مساء، بعد أن تم تمديدها لثلاث ساعات بطلب من المنظمات الدولية.

وأكد أن هذه الهدنة ستسمح لممثلي الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري بتنفيذ كافة تدابير توفير خروج كافة المرضى والجرحى ومن يرافقهم، وكذلك خروج المدنيين من المدينة.
وستطبق الهدنة على مدى ثلاثة أيام لثماني ساعات يوميًا بدءًا من صباح اليوم الخميس، حسبما أعلن الجيش السوري، مساء أمس.